أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016
2714
التاريخ: 2023-10-04
1083
التاريخ: 2024-09-03
357
التاريخ: 28-4-2017
2352
|
لقد بدأ الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم مناهجهم التربوية بهدف بناء الإنسان بإحياء فطرة التوحيد في أعماق الناس ، وراحوا في ظل الإيمان بالله يحثون الناس على أداء واجباتهم الإنسانية والتحلي بمكارم الأخلاق، مؤكدين لهم أن عبادة الله والرأفة بعباده فيها مرضاة الله ، وفي الحصول على مرضاة الله لذة للإنسان المؤمن تفوق كل اللذات.
فالمؤمنون الحقيقيون بالله سبحانه وتعالى يمدون يد العون إلى البؤساء ويطعمون المساكين من منطلق حب الغير وأداء الواجب الإنساني ، وليس هدفهم من وراء هذه الخدمة الصادقة الحصول على مدح الناس وثنائهم ، إنما لذتهم في هذه العبادة هي نيل رضى الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9].
لقد ضاعف أنبياء الشه بتعاليمهم السماوية من سبل الملذات للإنسان وجعلوها خارج نطاق الشهوات الحيوانية ، فزادوا من قوة إدراكه الباطني وأفهموه أن الإنسان المؤمن قادر على إصابة اللذات المادية والمعنوية إلى جانب بعضها البعض الآخر.
عن ابي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء، التمتع بالنساء ومفاكهة الإخوان والصلوة بالليل(2).
في هذا الحديث نجد أن الإمام الباقر عليه السلام قد ذكر ثلاثة سبل لتمتع الإنسان المؤمن بموازاة بعضها البعض . فما من أحد إلا ويدرك لذة التمتع بالنساء والمزاح مع الإخوان لما لهما من طابع مادي ، بيد أن اللذة المعنوية لصلاة الليل لا يمكن أن يدركها إلا من كان قلبه مفعماً بحب الله وآمن به حق إيمانه ، وإلا فإن الحديث عن لذة صلاة الليل لغير المؤمن أشبه ما يكون بالحديث مع المكفوف منذ ولادته عن لذة الجمال.
إن من يركز اهتمامه في حياته على البعد الحيواني ويتجاهل الأبعاد المعنوية والإنسانية ، فإنه يبحث عن سعادته في إشباع غرائزه الحيوانية وشهواته النفسيه ، وليس له نصيب من اللذات المعنوية والروحية .
قال المسيح (عليه السلام) في إحدى مواعظه الحكيمة: بحق أقول لكم إنه كما ينظر المريض إلى طيب الطعام فلا يلتذه مع ما يجده من شدة الوجع ، كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ العبادة ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب المال(3).
فالذي ينمي البعد المعنوي في نفسه ويصبح إنساناً حقيقياً لا يمكن أن يكون أسير لذاته المادية وغرائزه الحيوانية، لأن اهتمامه ينصب على اللذات الروحية والإنسانية ، ويستفيد من اللذات المادية بما يرضي الله سبحانه وتعالى ويحفظ له إنسانيته .
الامرة وإقامة الحق:
قال عبد الله بن عباس دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي : ما قيمة هذا النعل ؟ ، فقلت : لا قيمة لها ، فقال (عليه السلام) : والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلا(4).
إن الرئاسة والحكومة ما هي إلا وسيلة لإشباع غريزة حب السلطة والتفوق وواحدة من اللذات المادية. أما إقامة العدل وإزهاق الباطل فهما دليلان على الإنسانية يحققان للإنسان لذة روحية ومعنوية . فالذي لا يهدف إلا إلى بلوغ لذة مادية فإنه يسر ويتلذذ بمجرد وصوله إلى كرسي الرئاسة والسلطة ، أما ذاك الإنسان الواقعي فإن لذته من الحكم والسلطة هي في إقامة العدل ، وإن لم يتمكن من ذلك فإنه لا يجد أي قيمة للسلطة وإشباع غريزة حب السلطة.
وبخلاصة فإن لذة الإنسان في الأديان السماوية ولا تنحصر بالبعد المادي وإشباع الغريزة الحيوانية بل تتعدى ذلك إلى حب الغير وإشباع الميول الإنسانية التي يتلذذ بها الإنسان المؤمن ويشعر بالفرح والسرور .
إن الشاب المؤمن بالله سبحانه وتعالى وبالتعاليم الإسلامية والمناهج الدينية قادر على الإستفادة من ساعات فراغه في إشباع غريزتي حب الذات وحب الغير لديه ، فهو من جهة يستجيب لغرائزه الحيوانية وأمانية المادية من خلال إصابة اللذات المشروعة ، ومن جهة أخرى يستمتع باللذات الإنسانية والمعنوية من خلال عبادة الله تبارك وتعالى وخدمة خلقه.
__________________________
(1) أمالي الصدوق، ص 118.
(2) سفينة البحار2، (لها) ، ص519.
(3) بحار الأنوار17 ، ص 256.
(4) نهج البلاغة، الخطبة 33.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|