المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تبارز الأب وابنه  
  
3368   06:30 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص283
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016 3163
التاريخ: 23-01-2015 3330
التاريخ: 29-01-2015 3560
التاريخ: 30-01-2015 4188

خرج أثال بن حجل فنادى بين العسكرين هل من مبارز فدعا معاوية حجلا فقال دونك الرجل وكانا مستبصرين في رأيهما فبرز كل واحد منهما إلى صاحبه فبدره الشيخ بطعنة فطعنه الغلام وانتمى فإذا هو ابنه فنزلا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا فقال له الأب اني أثال هلم إلى الدنيا فقال له الغلام يا أبه هلم إلى الآخرة والله يا أبه لو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك ان يكون من رأيك لي ان تنهاني وا سوأتا ما ذا أقول لعلي وللمؤمنين الصالحين كن على ما أنت عليه وانا أكون على ما انا عليه وانصرف حجل إلى أهل الشام وانصرف أثال إلى أهل العراق فخبر كل واحد منهما أصحابه وقال في ذلك حجل :

ان حجل بن عامر واثالا * أصبحا يضربان في الأمثال

اقبل الفارس المدجج في النقع * أثال يدعو يريد نزالي

دون أهل العراق يخطر كالفح‍ل * على ظهر هيكل ذيال

فدعاني له ابن هند وما زال * قليلا في صحبه امثالي

فتناولته ببادرة الرم‍ح * واهوى بأسمر عسال

فاطعنا وذاك من حدث الده‍ر * عظيم فتى لشيخ بحال

شاجرا بالقناة صدر أبيه * وعظيم علي طعن أثال

لا أبالي حين اعترضت اثالا * واثال كذاك ليس يبالي

فافترقنا على السلامة والنفس * يقيها مؤخر الآجال

لا يراني على الهدى واراه * من هدانا على سبيل ضلال

فلما انتهى شعره إلى أهل العراق قال ابنه أثال مجيبا له وكان مجتهدا مستبصرا :

ان طعني وسط العجاجة حجلا * لم يكن في الذي نويت عقوقا

كنت أرجو به الثواب من الله * وكوني مع النبي رفيقا

لم أزل انصر العراق من الشام * أراني بفعل ذاك حقيقا

قال أهل العراق إذ عظم الخطب * ونق المبارزون نقيقا

من فتى يأخذ الطريق إلى الله * فكنت الذي أخذت الطريقا

حاسر الرأس لا أريد سوى الموت * ارى الأعظم الجليل دقيقا

فإذا فارس تقحم في النقع * خدبا مثل السحوق فنيقا

فبداني حجل ببادرة الطع‍ن * وما كنت قبلها مسبوقا

فتلقيته بعالية الرم‍ح * كلانا يطاول العيوقا

احمد الله ذا الجلالة والقدرة * حمدا يزيدني توفيقا

لم انل قتله ببادرة الطع‍مة * مني ولم أكن مفروقا

قلت للشيخ لست أكفرك الدهر‍ * لطيف الغذاء والتفنيقا

غير اني أخاف ان تدخل النار * فلا تعصني وكن لي رفيقا

وكذا قال لي فغرب تغري‍ * أبا وشرقت راجعا تشريقا




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.