المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الحكم الشرعي بين التفسير والتأويل  
  
1296   01:19 صباحاً   التاريخ: 2023-09-02
المؤلف : د. السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : فقه القرآن الميسر
الجزء والصفحة : ص31-35
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التأويل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014 1909
التاريخ: 27-04-2015 4075
التاريخ: 11-11-2020 3508
التاريخ: 27-04-2015 2200

كما ذكرنا في قواعد التفسير ان مصطلح التفسير يختلف عن مصطلح التأويل، فالتفسير معرفة معنى النص، والتأويل معرفة مصاديق النص، بعبارة اخرى التفسير بيان دلالة النص، والتأويل معرفة فيما نزل النص، معاني النص القرآني ثابتة، بينما مصاديق النص متحركة إذ تنطبق عليّ وعليك، فليس التفسير من التأويل، ولا التأويل من التفسير وهو الذي بينه أمير المؤمنين في رسالة المحكم والمتشابه، وهذا ما ذهب اليه السيد الطباطبائي في الميزان، وهو الحق .فهاهنا مطلبان: الاول تفسير القرآن، الثاني تأويل القرآن.

المطلب الاول: الحكم الشرعي و تفسير القرآن

يعتمد الحكم الشرعي على تفسير القرآن لأنه يفسر دلالة النص القرآني أي معناه فهو يحل اشكالية الشبهة المفهومية، وهي أولى الشبهات الفقهية التي تعترض الفقيه ولطالما خاض الفقهاء بحثا حول بعض المعاني التي لا زال بعضها غير محكم كـ (الكعبين، الصعيد، القرء).

ولحل الشبهة المفهومية نطرق اولا باب الشرع(الله، رسله، أوصياء الرسل) لأنهم الاعرف بمراد الله، ومراد الله لا يعرف بالمعاجم اللغوية لأنها ببساطة تعطي الاستعمال اللغوي البشري، والاستعمال البشري للغة ليس معصوماً ويشوبه الاعتباط هذا اولا، ثم انهم لا يعرفون بحقائق اللغة ثانيا فلابد ان نعترف بان هناك فارقا كبيرا بين النص اللاهوتي والنص البشري، ولابد ان نميز بين ادوات الفهم للنص اللاهوتي وادوات الفهم للنص البشري وهذا ما أكده الائمة الاطهار.

التوحيد: قال الامام علي(عليه السلام) : فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُ رُبَ‏ تَنْزِيلٍ‏ يُشْبِهُ‏ كَلَامَ‏ الْبَشَرِ وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَ تَأْوِيلُهُ لَا يُشْبِهُ كَلَامَ‏ الْبَشَرِ، كَمَا لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ كَذَلِكَ لَا يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ الْبَشَرِ، وَ لَا يُشْبِهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ كَلَامِهِ كَلَامَ الْبِشْرِ، فَكَلَامُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ‏، وَ كَلَامُ الْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ فَلَا تُشَبِّهْ كَلَامَ اللَّـهِ بِكَلَامِ الْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ، قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّـهُ عَنْكَ وَحَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللّـَهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ([1]) .

أمالي الصدوق: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَ‏: مَا آمَنَ بِي مَنْ‏ فَسَّرَ بِرَأْيِهِ‏ كَلَامِي وَ مَا عَرَفَنِي مَنْ شَبَّهَنِي بِخَلْقِي وَمَا عَلَى دِينِي مَنِ اسْتَعْمَلَ الْقِيَاسَ فِي دِينِي([2]).

جامع الاخبار: وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى‏ سَائِرِ الْكَلَامِ‏ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِه([3]).

كشف الغمة: قَالَ أَبُو هَاشِمٍ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ يَقُولُ‏ إِنَّ لِكَلَامِ اللَّهِ فَضْلًا عَلَى الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ لِكَلَامِنَا فَضْلٌ عَلَى كَلَامِ النَّاسِ كَفَضْلِنَا عَلَيْهِمْ‏([4]).

نفهم من هذه الباقة العطرة من الروايات الامور التالية:

  1. من قاس كلام الله بكلام البشر فقد شبه الله، أي وقع بالتشبيه، والتشبيه شرك.
  2. لا يمكن الاعتماد على الاستعمال البشري للغة وقياسه بالاستعمال الالهي للغة في تفسير القرآن لان معاني القرآن هي مراد الله ولا يعرف مراد الله الا بالوحي و لا ينزل الوحي الا على المصطفين من قبل الله تعالى، فمراد الله محصور بهم .
  3. لا يجوز تفسير القرآن بالرأي، اذ لا طريق لتفسيره إلا بعلم والعلم يعني القواعد والأصول الواردة عن المصطفين الأخيار لأنهم ورثة الكتاب قال تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا} [فاطر: 32 ] وهم آل محمد.
  4. لا يجوز تفسير القرآن باللغة الا فيما اذا كان اللفظ نصا؛ حيث كثر فيه المجاز والاشتراك والترادف وباقي الظواهر اللغوية الاخرى .
  5. ينحصر تفسير القرآن بثلاث طرق فقط هي:
  • القرآن بالقرآن: (كلاهما نص لاهوتي) من خلال ارجاع الخاص الى العام، والمقيد الى المطلق ... الخ.
  • السنة الشريفة: (لأنه نص وحياني) الواردة في تفسير كل آية بالخصوص.
  • القواعد والأصول الكلية الواردة عن الراسخين في العلم عليهم السلام في تفسير القرآن (لأنه نص وحياني) أيضا .
  •  اللغة فيما إذا كان اللفظ نصا في المعنى وهو المحكم الذي تعرفه العرب بألسنتها، وهو العبارة التي للعوام .

أقسام الكلام في القرآن الكريم

قسم الامام علي عليه السلام النص اللاهوتي الى ثلاثة اقسام، ما رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل، وفيه يقول: ثم إن الله جل ذكره لسبقة رحمته، ورأفته بخلقه، وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كلامه، قسم كلامه ثلاثة أقسام: (فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل، وقسما لا يعرفه إلا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تميزه ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسما لا يعرفه إلا الله وأنبياؤه والراسخون في العلم) وإنما فعل ذلك لئلا يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله (صلى الله عليه و آله) من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاه أمرهم فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء على الله، واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند الله جل اسمه ورسوله (صلى الله عليه و آله) ([5]) .

فالقسم الاول: هو النص في المعنى الذي يعرفه الجاهل والعالم وهو العبارة.

القسم الثاني: يحتاج ان يوفر المفسر شرطا وهو (ممن شرح صدره للإسلام) وهو التسليم لمحمد وآل محمد .

القسم الثالث: وهو السنة الشريفة الواصلة عن محمد وآل محمد فهم الراسخون في العلم .

وهناك تقسيم آخر عن الامام الحسين عليه السلام .

عوالي اللئالي: وروي عن الامام الحسين (عليه السلام) أنه قال: (أن كتاب الله على أربعة أشياء: على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق، فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء) ([6]).

فأما العبارة فتأخذ من القرآن نفسه كون اللفظ نصا في المعنى وهو الذي تعرفه العوام والذي تعرفه العرب بألسنتها . و هو الذي يعرفه العالم والجاهل .

واما الاشارة فهي لمن لطف حسه وشرح صدره للإسلام وهو المتمسك قولا وعملا بولاية آل محمد .

وأما الباقي وهي: (واللطائف، والحقائق) فهي من اختصاص اهل البيت عليهم السلام فهم الراسخون في العلم .

أما ما جاء عن بعض الصحابة وهو عبد الله بن عباس أنه قسم وجوه التفسير على أربعة أقسام([7]): تفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تعرفه العرب بكلامها . وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعرفه إلا الله عز وجل .

فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته: فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن، وجمل دلائل التوحيد .

 وأما الذي تعرفه العرب بلسانها: فهو حقائق اللغة، وموضوع كلامهم .

وأما الذي يعلمه العلماء: فهو تأويل المتشابه، وفروع الأحكام .

 وأما الذي لا يعلمه إلا الله: فهو ما يجري مجرى الغيوب، وقيام الساعة .

فالأول هو المحكم، والثاني هو النص، والثالث يعرفه العلماء (وافضلهم الراسخون في العلم)، والرابع هو الغيب.

وأما ما ورد عن بعض المفسرين القدامى وهو الشيخ الطوسي حيث أنه قال: الذي نقول به: إن معاني القرآن على أربعة أقسام([8]):

أحدها: ما اختص الله تعالى بالعلم به، فلا يجوز لاحد تكلف القول فيه، ولا تعاطي معرفته، وذلك مثل قوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) ومثل قوله تعالى: (ان الله عنده علم الساعة ... ) إلى آخرها فتعاطي معرفة ما اختص الله تعالى به خطأ .

وثانيها: ما كان ظاهره مطابقا لمعناه، فكل من عرف اللغة التي خوطب بها، عرف معناها، مثل قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ومثل قوله تعالى: (قل هو الله أحد) وغير ذلك .

وثالثها: ما هو مجمل لا ينبئ ظاهره عن المراد به مفصلا .

مثل قوله تعالى: (أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة) ومثل قوله: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) وقوله: (وآتوا حقه يوم حصاده) وقوله: (وفي أموالهم حق معلوم) وما أشبه ذلك فان تفصيل اعداد الصلاة وعدد ركعاتها، وتفصيل مناسك الحج وشروطه، ومقادير النصاب في الزكاة لا يمكن استخراجه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وآله ووحي من جهة الله تعالى فتكلف القول في ذلك خطأ ممنوع منه، يمكن أن تكون الاخبار متناولة له.

ورابعها: ما كان اللفظ مشتركا بين معنيين فما زاد عنهما، ويمكن أن يكون كل واحد منهما مرادا . فإنه لا ينبغي أن يقدم أحد به فيقول: ان مراد الله فيه بعض ما يحتمل إلا بقول نبي أو امام معصوم - بل ينبغي ان يقول: ان الظاهر يحتمل لأمور، وكل واحد يجوز أن يكون مرادا على التفصيل والله أعلم بما أراد ومتى كان اللفظ مشتركا بين شيئين، أو ما زاد عليهما ودل الدليل على أنه لا يجوزان يريد إلا وجها واحدا، جاز ان يقال: إنه هو المراد ومتى قسمنا هذه الاقسام، نكون قبلنا هذه الأخبار، ولم نردها على وجه يوحش نقلتها والمتمسكين بها، ولا منعنا بذلك من الكلام في تأويل الآي جملة ولا ينبغي لاحد ان ينظر في تفسير آية لا ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيلا .

وشرح ذلك:

فالقسم الاول: علم الغيب، وهو من مختصات الله عز و جل.

القسم الثاني: النص وهو الظاهر المطابق للباطن.

القسم الثالث: المجمل الذي لا ينبئ ظاهره بالمراد به ولا يعرف التفصيل إلا بالسنة الشريفة.

القسم الرابع: وهو المشترك اللفظي وهو الذي لا يعرف الا من المعصوم، لانهم أعرف بمراد الله فنرى هذه التقسيمات متقاربة بنسبة كبيرة وكلها معتمدة على الامام علي (عليه السلام) في تقسيم كلام الله، وانحصر فهم الدلالة بين شيئين (النص من اللغة، والسنة الشريفة).

 وأما الظاهر وهو(المعنى الراجح لا يعتمد عليه إلا بقرينة حالية أو مقالية)، واما القسم الرابع والاخير الذي يختص الله بمعرفته، فهذا معتمد على وقف خاطىء {هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في‏ قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْويلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إِلاَّ اللَّهُ...} فيرد اشكال وهو كيف ينزل الله كتاب لايعرفه الا هو، وهوخلاف الحكمة، كما انه لايمكن ان ينزل الله علما ولا كتابا الا والله يُطلع نبيه عليه.

المطلب الثاني: الحكم الشرعي وتآويل القرآن

التأويل كما بينا هو تشخيص المصاديق الخارجية وهو يحل الشبهة الموضوعية، وقد ذكر أمير المؤمنين ع التنزيل والتأويل على خمسة انواع: (ما تأويله قبل تنزيله، ما تأويله بعد تنزيله، ما تأويله حكاية في تنزيله، ما تأويله في تنزيله، ما تأويله مع تنزيله) فالأول يخص القصص القرآني، والثاني يخص نبأ الغيب من اخبار القائم والرجعة والساعة، والثالث مقولة القول وهو احوار الدائر بين اطراف القصة كما بين موسى والخضر، فيبقي الرابع والخامس .

فأما الذي تأويله في تنزيله:

 فهو كل آية محكمة نزلت في تحريم شيء من الأمور المتعارفة التي كانت في أيام العرب تأويلها في تنزيلها فليس يحتاج فيها إلى تفسير أكثر من تأويلها.

مثال(1) و قوله‏ إِنَّما حَرَّمَ {عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم‏} [البقرة: 173].

مثال (2) و قوله تعالى‏{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين‏} [البقرة:278] إلى قوله‏ {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا} [البقرة:275].

و أما ما تأويله مع تنزيله:

مثال (1) قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقين‏}التوبة: 119فيحتاج من سمع هذا التنزيل عن رسول الله (صلوات الله عليه ) أن يعرف هؤلاء الصادقين الذين أمروا بالكينونية معهم و يجب على الرسول أن يدل عليهم ويجب على الأمة حينئذ امتثال الأمر.

مثال(2) ومثله قوله تعالى‏{ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء:59 ]فلم يستغن الناس في هذا المعنى بالتنزيل دون التفسير كما استغنوا بالآيات المتقدمة التي ذكرت في آيات ما تأويله في تنزيله اللاتي ذكرناها في الآيات المتقدمة إلا حين بين لهم رسول الله الله (صلوات الله عليه ) أن الولاة للأمر الذي فرض الله طاعتهم من عترته المنصوص عليهم.

مثال(3) قوله تعالى‏ {وَ أَقيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ} [البقرة: 43 ] ؤفلم يستغن الناس عن بيان ذلك من رسول الله (صلوات الله عليه ) وحدود الصلاة كيف يصلونها و عددها و ركوعها و سجودها و مواقيتها و ما يتصل بها و كذلك الزكاة و الصوم وفرائض الحج و سائر الفرائض إنما أنزلها الله و أمر بها في كتابه مجملة غير مشروحة للناس في معنى التنزيل و كان رسول الله ص هو المفسر لها و المعلم للأمة كيف يؤدونها و بهذه الطريقة وجب عليه ص تعريف الأمة الصادقين عن الله عز و جل.

فأما تأويله في تنزيله فليس يحتاج فيه إلى تفسير أكثر من تأويله.

و أما ما تأويله مع تنزيله: فيحتاج الى بيان الراسخين في العلم من النبي واله الطيبين وهو ما يسمى بالسنة الشريفة، لذا اصبح من اللازم فتح ملف السنة ولكن في المحاضرة القادمة.

 

 

 

 


([1])التوحيد (للصدوق)، ص: 265

([2])الأمالي(للصدوق)، النص، ص: 6،ح3

([3])جامع الأخبار(للشعيري)، ص: 40

([4])كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 421

([5])تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج 2 - ص 1

([6])عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج 4 - ص 105،ح155

([7])تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 40

([8])التبيان - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 5 - 6




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .