المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأهمية الطبية البيولوجية لنشاط الانزيم
15-6-2021
شروط عامة لأعمال الطلاء
2023-08-20
إقليم الغابات النفضية
2024-08-31
علي صفي الله تعالى وصفي نبيه (صلى الله عليه واله)
29-01-2015
بني إسرائيل
5-2-2016
معنى التنزيل والتأويل
2023-05-20


الشاب والتنافس الإجتماعي  
  
840   09:50 صباحاً   التاريخ: 2023-08-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص198ــ199
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تعتبر الحياة ساحة صراع ومنافسة ، وحينما يصطدم الشاب اليافع الذي لم ير من الحياة حلاوتها أو قساوتها بعد بالتنافس والتدافع الاجتماعي وهو خلاف ما كان يتوقعه، فيفشل تدبّ فيه روح التمرد والعصيان فيتخطى حدود كل القوانين وقد يرتكب ممارسات خطيرة وأعمالا لا تحمد عقباها للتخفيف من حدة غضبه.

(عندما يختلط الشاب بالمجتمع يدرك مفهوم الشر والقبح ، وينتابه الفزع حينما يطلع على طبيعة الإنسان. فهو عندما كان داخل الأسرة كان هناك مبدأ سائد يقوم على أساس تبادل التعاون ومساعدة القوي للضعيف وتقسيم المنافع ، أما اليوم فهو يرى المبدأ السائد في المجتمع يقوم على أساس التنافس والتناحر من أجل البقاء وإقصاء الضعيف والإبقاء على القوي (بمعنى أن القوي يأكل الضعيف) ، وحينما يصطدم الشاب بهذا المفهوم يهتز كيانه ويثور»(1).

_________________________

(1) مباهج الفلسفة، ص 491. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.