المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الإعلان عن عقد الزواج
2024-08-29
عدد الأسماء الحسنى‏ وتفسيرها.
11-12-2015
OPTICS AND CAVITIES
23-3-2016
اصل المعينيين وموقعهم الجغرافي
11-11-2016
حدائق الشرفات والنوافذ
14-2-2016
صفات المتقين / الشر منه بعيد
2023-08-29


زين العابدين (عليه السلام) / اسوة الشباب من اهل البيت  
  
1464   01:51 صباحاً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص245 ـ 249
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

1ـ المناقب: وروي أنه استسقى عُبادُ البصرةِ، مثل: أيوب السجستاني، وصالح المزي، وعتبة العلام، وحبيبٍ القادسي، ومالكِ بن دينار، وأبي صالح الأعمى، وجعفر بن سليمان، وثابتٍ البُناني، ورابعة، وسعدانة، وانصرفوا خائبين، فإذا هم بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه وأقلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطاً، ثم أقبل علينا وسمانا واحداً واحداً فقُلنا: لبيك يا شاب.

فقال: أما فيكم أحدٌ يجيبهُ (يحبه) الرّحمن؟

فقلنا: يا فتى، علينا الدعاء وعليه الإجابةُ.

قال: أبعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحدٌ يجيبه (يحبه)(*)، الرحمن لأجابه، ثم أتى الكعبة فخر ساجداً فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي إلا أسقيتهم الغيث، فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القربِ، ثم ولى عنا قائلاً:

من عرف الرب فلم تغنه     معرفة الرب فهذا شقي

ماضر في الطاعة ما ناله    في طاعةِ الله وماذا لقي

ما يصنع العبد بعز الغنى    والعز كل العز  للمتقي

فسُئِلَ عنه فقالوا: هذا زين العابدين (عليه السلام)(1).

2ـ المناقب عن الأصمعي: كنت أطوفُ حول الكعبة ليلةً، فإذا شاب ظريف الشمائلِ وعليه ذؤابتانِ وهو متعلق بأستارِ الكعبة، ويقول: نامت العيون، وعلت النجوم، وأنت الملكُ الحي القيوم، غَلقت الملوك أبوابها، وأقامت عليها حُراسها، وبابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم أنشأ يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم     يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نـام وفـدك حـول البـيـت قـاطبة          وأنت وحـدك يـا قـيـوم لـم تـنم

أدعـوك رب دعـاء قـد أمـرت به        فارحم بكائي بحق البيت والـحـرم

إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرفٍ        فمن يجود على العاصين بـالنعمِ

قال: فاقتفيته فإذا هو زين العابدين (عليه السلام)(2).

3ـ المناقب عن الأصمعي: كنت بالباديةِ وإذا أنا بشاب منعزل عنهم في أطمارٍ رثةٍ وعليه سيماء الهيبة، فقلت: لو شكوت إلى هؤلاء حالك لأصلحوا بعض شأنك فأنشأ يقول:

لباسي لـلدنيا التـجمل والصـبر                 ولبسي لـلأخرى البشـاشـة والبشر

إذا اعـتـرني أمـر لـجأت إلـى العُـرا         لأنـي مـن القـومِ الـذيـن لـهُـم فـخـر

ألـم تـر أن العـرف قـد مـات أهلهُ            وأن النـدى والجـود ضـمـهـمـا قـبر

على العرف والجـود السلام فما بقي     من العرف إلا الرسم في الناس والذكر

وقـــائلة لما رأتــني مـسهداً                    كأن الحشـى مـنـي يـلذعها الجـمر

أبــاطن داء لـو حـوى مـنـك ظـاهِراً      لقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدرُ

تـغير أحـوال وفـقد أحـبة                  وموت ذوي الإفضال قالت كـذا الدهـر

فتعرفته فإذا هو علي بن الحسين (عليه السلام)، فقلتُ: أبى ان يكون هذا الفرخُ الا من ذلك العش(3).

 4ـ فتح الأبواب عن حماد بن حبيب الكوفي: خرجنا حجاجاً فرحلنا من زُبالة ليلاً، فاستقبلنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة، فتِهتُ في تلك الصحاري والبراري، فانتهيت إلى وادٍ قفرٍ، فلما أن جنني الليل آويت إلى شجرة عادية، فلما أن اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل، عليه أطمار بيض، تفوح منه رائحة المسكِ، فقلت في نفسي: هذا ولي من أولياء الله تعالى متى ما أحس بحركتي خشيت نفاره، وأن أمنعه عن كثيرٍ مما يريد فعاله، فأخفيت نفسي ما استطعت، فدنا إلى الموضع، فتهيأ للصلاة، ثم وثب قائماً وهو يقول: (يا من أحار كل شيء ملكوتاً، وقهر كل شيء جبروتاً، أولج قلبي فرح الإقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك)، قال : ثم دخل في الصلاة، فلما أن رأيتهُ قد هدأت أعضاؤه، وسكنت حركاته، قُمت إلى الموضع الذي تهياً منه للصلاة، فإذا بعين تفيض بماءٍ أبيض، فتهيأت للصلاة، ثم قمت خلفه، فإذا أنا بمحراب كأنه مُثلَ في ذلك الموقفِ، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يرددها بأشجانِ الحنينِ، فلما أن تقشع الظلام وثب قائماً وهو يقول: (يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشداً، وأمَّهُ الخائفون فوجدوه متفضلاً، ولجأ إليه العابدون فوجدوه نوّالاً)، فخفت أن يفوتني شخصه، وأن يخفى علي اثره، فتعلقت به. فقلت له: بالذي أسقط عنك ملال التعب، ومنحك شدة شوقِ لذيذِ الرعب، إلا ألحقتني منك جناح رحمةٍ، وكنف رقةٍ، فإني ضال، وبعيني كلما صنعت، وبأذني كلما نطقت، فقال: (لو صدق توكلك ما كنت ضالاً، ولكن اتبعني واقفُ أثري)، فلما أن صار تحت الشجرة أخذ بيدي، فتخيل إلي أن الأرض تمد من تحت قدمي، فلما انفجر عمود الصبحِ، قال لي: (أبشر فهذهِ مكة)، قال: فسمعتُ الصيحة ٠ ورأيت المحجة.

فقلت: بالذي ترجوه يوم الآزفةِ ويوم الفاقةِ، من أنت؟

 فقال لي: (أمّا إذا أقسمتَ علي فأنا علي بن الحسينِ بن علي ابن أبي طالب ـ صلوات الله عليهم ـ )(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) والصحيح (يحبّه) كما في الاحتجاج: ج 2، ص149، ح186ـ وبحار الأنوار: ج 46، ص51.

1ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج4، ص140.

2ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج4، ص150.

3ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج4، ص166.

4ـ فتح الأبواب: ص246. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.