المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



هل العصمة إجبارية عند السيد الخوئي؟  
  
1133   07:55 صباحاً   التاريخ: 2023-08-20
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج9 ، ص 63
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / العصمة /

السؤال : هل العصمة إجبارية كما هو واضح من جواب الإمام الخوئي على المسائلة التالية:

ما المقصود من قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} في سورة يوسف عليه السلام؟

جواب السيد الخوئي قدس سره: أن المرأة مالت إليه بالحرام، ولكنه لو لم يعصمه الله لمال إليها أيضاً، وأجابها بأنه بشر كغيره، فأراه الله برهانه فصرف عنه السوء فامتنع من المعصية، والله العالم..

 

الجواب : بالنسبة لهذا السؤال، نقول :

1 ـ إنه لو كانت العصمة إجبارية فإن محاذير كثيرة سوف تواجهنا:

فأولاً: إنه يلزم من ذلك أن يصبح أشقى الأشقياء، مثل يزيد، وابن ملجم، والشمر بن ذي الجوشن، وعمر بن سعد، وفرعون لعنهم الله ـ إذا فعل حسنة واحدة، بأن أطعم حيواناً جائعاً مثلاً، أو ترك سيئة واحدة أيضاً ـ أفضل من جميع النبيين والمرسلين، ومن الأئمة الطاهرين، لأنه إنما فعل ذلك بمجاهدة نفسه، وكبح جماح غرائزه، وشهواته، وأهوائه، وباختياره..

أما المعصوم، فإنه لا فضل له في كل أعماله.. لأنه مجبر مقهور عليها مسيّر فيها..

ثانياً: إن ذلك ينافي العدل الإلهي، إذ لا معنى لأن يجبر الله أنبياءه على فعل الصالحات، ويقهرهم على الامتناع عن المحرمات، ثم يرفع درجاتهم إلى أعلى عليين، ثم يحاسب غيرهم على مثقال الذرة من خير أو شر، ويقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8].

مع أنه قد أوجد بهم ما يدعوهم للتمرد عليه، والمخالفة لأوامره، وهو شهواتهم وغرائزهم، وما في الحياة الدنيا من زينة ومغريات، ثم هو قد أفسح المجال للشياطين لأن تحتوشهم، وتعمل على فتنتهم، وخداعهم..

2 ـ أما بالنسبة لإجابة السيد الخوئي عن قصة النبي يوسف عليه السلام، فهي لا تدل على العصمة الإجبارية، لا من قريب ولا من بعيد، بل هي على خلاف ذلك أدل، وأصرح، وأبين، وأوضح..

حيث فسر مراده من قوله: «لو لم يعصمه الله لمال إليها» بقوله: «فأراه الله برهانه، فامتنع من المعصية».. أي أنه هو الذي اختار الامتناع من المعصية حين أراه الله برهانه..

وأما قوله: «لو لم يعصمه الله الخ..» فهو جار مجرى قول أمير المؤمنين عليه السلام، «لست في نفسي بفوق أن أخطئ إلا أن يكفي الله بلطف منه..».. أي أنني إذا وكلت إلى نفسي، وحجب عني لطف الله ورعايته، فأنا بشر، كسائر البشر ـ ولأجل ذلك قال ـ في نفسي ـ وقال: بلطف منه..

فاللطف الإلهي في قضية يوسف عليه السلام إنما هو بإراءته البرهان، الذي قد يكون هو علمه بحقيقة تلك السيئة التي كانت المرأة تدعوه إليها، تماماً كما يشعر النبي والولي بقبح الغيبة، وكأنه يباشر بأكل لحم أخيه ميتاً، أو أنه أراد ضربها لمنعها عن نفسه، فرأى ما يدل على قدوم زوجها من خلال وصول الكلب الذي كان ملازماً لصاحبه، فبادر إلى الباب هارباً منها، وحاولت هي أن تسبقه إليه، لتظهر لزوجها أنها هي التي تهرب منه، وجذبته بقميصه فقدته.. القصة قال تعالى: {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}[ الآية 25 من سورة يوسف].

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.