أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-04
1331
التاريخ: 2023-07-27
3273
التاريخ: 2023-08-12
1499
التاريخ: 2023-08-04
960
|
من هم ؟
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم في سياق الحديث عن قصة ذي القرنين في قوله تعالى :
( حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا . . . )[1].
يحدّثنا القرآن الكريم عن ذي القرنين بأنه من الذين أعطاهم اللّه سبحانه وتعالى قدرات عالية وعلما وكل ما يستطيع من خلاله التوصل إلى التغلّب على الأعداء فاستعمل ذو القرنين كل ذلك في سبيل الخير وصالح الأعمال ، فذهب إلى مغرب الشمس ثم إلى المشرق ، ثم رجع إلى بلاد ثالثة قيل إنها تقع شرقي البحر الأسود وبين السدّين - أي جبلين - ولقي هناك قوما طلبوا منه أن يبني لهم سدا يمنع عنهم يأجوج ومأجوج ، فقد كانوا يغزون أرضهم ، ويسومونهم سوء العذاب قتلا وسبيا ونهبا .
واختلفت الروايات في وصف يأجوج ومأجوج ، فروي أنهم من الترك ومن ولد يافث ابن نوح كانوا يفسدون في الأرض فضرب السد دونهم . وروي أنهم من غير ولد آدم ، وفي عدة من الروايات أنهم قوم ولود لا يموت الواحد منهم من ذكر أو أنثى حتى يولد له ألف من الأولاد وأنهم أكثر عددا من سائر البشر حتى عدّوا في بعض الروايات تسعة أضعاف البشر ، وروي أنهم من الشدّة والبأس بحيث لا يمرون ببهيمة أو سبع أو إنسان إلا افترسوه وأكلوه ولا على زرع أو شجر إلا رعوه ولا على ماء نهر إلا شربوه ونشّفوه إلى غير ذلك من الروايات التي تحكي أوصافهم العجيبة والغريبة[2].
وأما فيما يتعلق بدورهم في حركة الظهور أو الأعمال التي يقومون بها ، فقد أشارت الروايات إلى أن خروجهم يكون سابقا على الظهور ، بحيث أن هؤلاء وبعد أن بنى ذو القرنين السد الذي كان سببا لنجاة الناس منهم ، وبقوا وراء السد . . . فإنهم يخرجون إلى العالم مرة أخرى ويتجدّد فسادهم . ويذوق البشر منهم الأمريّن .
وهناك بعض الأخبار والروايات التي أشارت إلى أن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد الظهور . إلا أن السيد الصدر لم يوافق على ذلك وعارضه بالقول : ولعل أهم ما يدل على ذلك - أي خروجهم قبل الظهور - ما دل من الأخبار على خوف المسلمين من فتح يأجوج ومأجوج . . . وهي دالة بوضوح على تحصّن المسلمين منهم وعجزهم عن قتالهم وسحبهم لمواشيهم معهم وهذا الخوف إنما يمكن تحققه قبل تأسيس الدولة العالمية ، بل قبل ظهور المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أساسا ، إذ لا معنى للخوف بعد الظهور ، حين يكون النصر محرزا والأمن مستتبا . . . إذن فيتعين أن يكون انتشار يأجوج ومأجوج الموجب للخوف والتحرز بين المسلمين ، سابقا على الظهور حين لا يكون للمسلمين قوة عليا وهيمنة[3].
ورد في سنن ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :
« يفتح يأجوج ومأجوج ، فيخرجون ، كما قال اللّه تعالى : وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فيعشون الأرض وينحاز عنهم المسلمون ، حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم ، ويضمون إليهم مواشيهم ، حتى أنهم يمرّون بالنهر فيشربونه ، حتى ما يذرون فيه شيئا . فيمر آخرهم على أثرهم ، فيقول قائلهم : لقد كان بهذا المكان مرة ماء . ويظهرون على الأرض ، فيقول قائلهم : هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ، ولننازلن أهل السماء . حتى أن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم . فيقولون : قد قتلنا أهل السماء .
فبينما هم كذلك إذ بعث اللّه دود الجراد[4] ، فتأخذ بأعناقهم ، فيموتون موت الجراد ، يركب بعضهم بعضا . فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا . فيقولون : من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا ؟
فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى .
فيناديهم : ألا أبشروا ، فقد هلك عدوكم . فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم . فما يكون لهم رعي إلا لحومهم ، فتشكر عليها[5] ، كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط »[6].
وأخرج مسلم والبخاري في الصحيحين بالإسناد عن زينب بنت جحش قالت : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم استيقظ من نومه وهو يقول :
« لا إله إلا اللّه ، ويل للعرب من شر قد اقترب . فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه . وعقد سفيان بيده عشرة .
قلت : يا رسول اللّه ، أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث »[7].
وأخرج أبو داود بإسناده عن حذيفة الغفاري في حديث قال فيه :
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« لن تكون أو لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات : . . .
وعدّ منها : خروج يأجوج ومأجوج »[8].
هلاك يأجوج ومأجوج :
من خلال الاطلاع على أخبار يأجوج ومأجوج يمكن للمحقق والمدقّق فيها أن يشعر أنها تتحدّث عن أساطير وخرافات لا علاقة لها بالواقع ، وليس لها أساس من الصحة .
لكن النظر الصحيح للأمور يعطينا ويرشدنا إلى أن الروايات التي تحدّثت عن مثل « فيرمون بنشابهم إلى السماء ، فيرد اللّه عليهم نشابهم مخضوبة بالدم » « ويقولون : هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم أو لننازلن أهل السماء » . كلها تشير إلى معان رمزية لها دلالاتها وتفسيراتها التي لا يمكن معرفتها إلا في وقت خروجهم .
ولكن هذه الروايات أشارت إلى نهاية طغيان هؤلاء القوم وإزالة جبروتهم ومنها :
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في حديث طويل قال :
« . . . ثم إن عيسى عليه السّلام يرفع يديه إلى السماء فيرفع المؤمنون معه ، فيدعو اللّه عزّ وجل ويؤمّن المؤمنون ، فيبعث تعالى عليهم دودا يقال له النّغف ، فيدخل من مناخرهم ، حتى يدخل في الدماغ ، فيصبحون أمواتا ، قال : فيبعث اللّه عزّ وجل عليهم مطرا وإبلا أربعين صباحا فيغرقهم في البحر ويرجع عيسى إلى بيت المقدس ، والمؤمنون معه »[9] .
وهذا النص صريح بأن هلاكهم يكون بدعاء نبي اللّه عيسى عليه السّلام ومن معه من المؤمنين ، فيستجيب اللّه هذا الدعاء وبه تكون نهاية هؤلاء القوم .
وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :
« إذا قتل عيسى الدجّال ومن معه ، مكث الناس حتى يكسر سدّ يأجوج ومأجوج ، فيموجون في الأرض ويفسدون ، لا يمرّون بشيء إلا أفسدوه وأهلكوه ، ولا يمرّون بماء ولا عين ولا نهر إلا نزفوه . . . فيستغيث الناس بربّهم لهلاك يأجوج ومأجوج فلا يستجاب لهم . وأهل طور سينا هم الذين فتح اللّه على أيديهم القسطنطينية ، فيدعون ربّهم ، فيبعث اللّه لهم دابة ذات قوائم أربعين فتدخل في آذانهم فيصبحوا موتى أجمعين ، فتنتن الأرض منهم فيؤذي الناس نتنهم أشد عليهم منه إذ كانوا أحياء ، فيستغيثون باللّه فيبعث اللّه ريحا ثمانية غبرا ، فتصير على الناس عما ودخانا شديد وتقع على المؤمنين الزّكمة . فيستغيثون بربهم ويدعو أهل طور سينا ، فيكشف اللّه ما بهم بعد ثلاثة أيام ، وقد قذفت يأجوج ومأجوج في البحر »[10].
[1] سورة الكهف ، الآيتان : 93 - 94 .
[2] راجع التفصيل تفسير الميزان ، الطباطبائي ، ج 13 ، سورة الكهف البحث الروائي ، ص 354 ، وتفسير الكاشف ، الشيخ مغنية ، ج 5 ، ص 158 .
[3] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 220 - 221 .
[4] النغف : بفتح الغين ، قطعة الجلد التي تتخذ حزاما شبّه بها الدود الذي يبعث على يأجوج ومأجوج .
[5] شكرت الدابة : بكسر الكاف ، شكرا : سمنت وكثر لبنها .
[6] سنن ابن ماجة ، ج 2 ، ص 1363 ، وراجع الفتن ، ابن حماد ، ص 164 .
[7] صحيح البخاري ، ج 8 ، ص 76 ، وصحيح مسلم ، ج 8 ، ص 265 .
[8] سنن أبي داود ، ج 2 ، ص 429 .
[9] معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ج 2 ، ص 145 - 146 ، ح 487 .
[10] الفتن ، ابن حماد ، ص 167 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|