المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



قاعدة الجري  
  
1332   01:47 صباحاً   التاريخ: 2023-08-09
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة : ص 354-357
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-13 1152
التاريخ: 2023-04-05 1072
التاريخ: 12-1-2016 2268
التاريخ: 12-10-2014 2235

والبحث فيها على ثلاثة موارد:

1- في سندها، 2- في دلالتها، 3- في استثمارها.

      أما السند فيكفي أنها ذكرت في بعض الكتب المعتبرة كالكافي والتفاسير المعتبرة كالقمي والعياشي، وأما دلالتها فهي تعطي للقرآن الحيوية والتواصل زماناً ومكاناً وأفراداً، وأما استثمارها فهي تفيد في تطبيق السنن الإلهية والمصاديق المذكورة في القرآن على الحاضر والمستقبل، وبذلك يخرج القرآن من الجمود الذي وصفه الخصوم، إذ أن:  

من أهم الإشكاليات التي يثيرها خصوم الإسلام شبهة أن القرآن نصٌ تأريخي، ويستندون في ذلك على غوص القرآن في سقوط حضارات سالفة وأقوام هالكة، أو ما وجد فيه عن وسائط النقل قديمة والتي لا تمت للإنسان المستحضر بصلة إلا في زوايا ضيقة لذلك لا يجد أكثر المسلمين لذة نعمها ولا يتفاعل معها كتفاعله مع وسائل الحضارة المتقدمة والمعاصرة. فما بين إنسان اليوم ونصوص القرآن الكريم هوة واقعية بعيدة، فهل القرآن كتابٌ معتبر في عصر نزوله أم إنه نص معصوم ممتد – مواكب - للتطور الحضاري؟

والجواب ببديهية أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وفيه معالم التبيان.

فما بين الواقع الملاحظ والإيمان الغيبي بخلود القرآن نبقى نحتاج إلى برهان يؤكد لنا ديمومة القرآن وتفاعله مع همومنا وتفاعلنا معه ومن أبرز القواعد المهمة هي قاعدة الجري الواردة عن أهل بيت النبي نستعرض فيما يلي أولاً سندها ومتنها تمهيداً لتأسيساتها النظرية واستخلاص فوائدها:

- عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام): إن القرآن حيٌ لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا [1]. وأكتسبت هذه القاعدة التفسيرية إسمها من المفردة المتكررة في الحديث السابق، كون القرآن جاري فينا كما جرى في أولنا كجري اليل والنهار والشمس والقمر لذلك سميت القاعدة بقاعدة الجري، أي أن جريانه مستمر كتعاقب الليل والنهار والشمس والقمر والجريان صفة للحي وليس للميت فلذا وصف القرآن أنه حي. فالليل كما مر على أوائل الأجيال مر نفسه على أواسطهم وأواخرهم لم يتغير ماهيةً، ومعطاً والنهار كذلك كما هي مفيدة لتلك الأجيال هي مهيمنة ومفيدة للأجيال الأخرى.

وعندما نتابع هذه الروايات نكتشف مدى الترابط بين قاعدة الجري وعلم الظاهر والباطن حيث روى العياشي بسنده عن الإمام الباقر(عليه السلام): إن ظهر القرآن للذين نزل فيهم، وبطنه للذين عملوا بمثل أعمالهم يجري فيهم ما نزل في أولئك [2].

وعن الفضيل ابن اليسار قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، وما فيه حرفٌ إلا وله حدٌ ولكل حد مطلع. ما يعني بقوله له ظهر وبطن؟ قال: قال ظهره تنزيله، وبطنه تأويلهُ، منه ما مضى ومنه ما لم يجيء بعد يجري كما تجري الشمس والقمر لكل ما جاء منه شيء وقع …[3].

فيؤكد على أن قاعدة الجري تتجسد في تقلب الوجوه الظاهرة من النص إلى وجوهٍ باطنة مع وجود دليل مهم وهو المناظرة بين الوجهين كتشابه الأعمال وفي تفصيلٍ أكثر ليبين كيفية الوصول إلى هذه البطون كما ورد في تفسير فرات ابن إبراهيم عن خثيمة عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: إن القرآن نزل أثلاثاً ثلثٌ فينا وفي أحبائنا وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سنةٌ ومثل، ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السموات والأرض، ولكل قوم يتلونها هم منها من خير أو شر [4].

فإن هذا الحديث أعطى إضاءة أوسع لقاعدة الجري فكان طيفها واسعاً ليشمل الأمثال والسنن، واستثمار ظاهر الآيات النازلة في الأقوام السالفة في الباطن لتنطبق وتجري على زماننا وأحوالنا في عملية مستمرة إلى دوام السموات والأرض، إلى درجة أن كل آية قرآنية منطبقة وجارية في كل شخص إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

وعلى المستوى التطبيقي لقاعدة الجري عند أهل البيت نجد نماذج كثيرة نذكر منها ما ورد في الكافي عن الإمام الصادق(عليه السلام): أنه قال لعمر بن يزيد لما سألهُ عن قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهَ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[5] هذه نزلت في رحم آل محمد وقد يكون في قرابتك فلا تكونن ممن يقول للشيء أنه في شيءٍ واحد [6].

وروى العياشي بإسناده عن أبي جعفر(عليه السلام): في قوله تعالى:{وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}أنه قال: عليٌ: الهادي، ومنا الهادي، فقلت: فأنت جُعلتُ فداك أنت الهادي قال: صدقت إن القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا، ماتت الآية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين [7].

ومثال آخر:

في قوله تعالى:{أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}[8] فهي نازلة في بني إسرائيل لكن الإمام الباقر(عليه السلام) أنزلها في عصره بقاعدة الجري أي أفكلما جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم –بولاية علي- استكبرتم ففريقاً –من آل محمد- كذبتم وفريقاً تقتلون [9] وهذا الحديث مصداق قولهم ظاهر القرآن الذين نزل فيهم وباطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم، فالذي نزل فيهم بنو إسرائيل، والذين عملوا بمثل أعمالهم بنو أمية وبنو العباس وهكذا.


[1] المجلسي، بحار الأنوار 35،403،21.

[2] تفسير العياشي، 1/22 ج4.

[3] تفسير العياشي، 1/22 ج5.

[4] مقدمة تفسير البرهان، أبي الحسن العاملي الفتوني ص9-10.

[5] الرعد /7.

[6] الكافي، 2/163 باب 68 ح28.

[7] المجلسي، بحار الأنوار 35/304 ح21.

[8] البقرة /87.

[9] الكافي 1/346 ح31.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .