المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حركة الفرد في المجتمع  
  
953   12:12 صباحاً   التاريخ: 2023-08-07
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص81ــ84
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08 1154
التاريخ: 2024-07-03 562
التاريخ: 24/10/2022 1382
التاريخ: 2-1-2023 1349

لا يفكر المرء في مجتمعه بصلاح أمره أو فساده ولا بعواقب أعماله وتصرفاته ، فهو وسط مجتمعه أشبه ما يكون بقطعة صغيرة من الخشب تتقاذفها الأمواج المتلاطمة ، ويسير دون وعي أو إرادة في الوجهة التي يحددها له مجتمعه .

«يعتقد «لوبن» في نظريته بأن الفرد في مجتمعه يفقد شخصيته الواعية ويكون تابعاً لتلقينات المجتمع تماماً كتأثيرات التنويم المغناطيسي . ومن الممكن جداً أن يكون شخص ما في قمة التربية والأدب ، ويفكر عندما يخلو بنفسه بعواقب سلوكه وتصرفاته ، لكنه قد يتحول إلى إنسان متوحش بين المجموعة ، وينقاد إلى سلطة الغريزة ليقوم بأي عمل دون تفكير أو تأمل.

فالإنسان بين الجماعة يسقط إلى درجة الوحشية ، ويتبع أي تلقين دون تردد ، ويرتكب ما هو مخالف لعاداته وأفكاره . ويرى «لوبن» ان الفرد بين الجماعة كحبّة رمل بين الرمال تتلاعب بها الرياح كيفما شاءت»(1) .

حركة الغوغائيين :

لو افترضنا أن مجتمعاً ما يشكل العقلاء والعلماء والفضلاء والصالحون غالبية أفراده، فإن التوجه العام لمثل هذا المجتمع وحركته الاجتماعية سيكونان مصدراً للخير والصلاح ، وسيؤمنان لأفراد المجتمع مزيداً من الرفاهية ، ولكن المجتمع الذي يشكل الجهلة والأميون والغوغائيون غالبية أفراده ، تكون الحركة الاجتماعية فيه في الغالب ضارة وخطيرة قد تجر على المجتمع مزيداً من الويلات والمصائب .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في صفة الغوغاء: هم الذين إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا نفعوا(2).

إن الغوغاء الاجتماعية هي كالأمراض السارية التي تتفشى بسرعة كبيرة بين الناس، وتبدأ قدرة المجتمع باستقطاب عامة الناس نحوها دون وعي منهم أو شعور، أما أصحاب الإرادات القوية من الناس ، فقد يتمكنون من حفظ شخصيتهم وصون أنفسهم من كل التيارات المخربة والهدامة .

وثمة أفراد مخربون يستغلون جرائمهم ، ليلحقوا الأذى والضرر بالناس دون أن يعرفهم الناس، ولأنهم لم يعرفوا فإنهم في أمان من الجزاء والعقاب.

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا(3).

المجرمون المجهولون:

«هناك أفراد يعيشون وسط الجمع يسيطر عليهم حس الأنانية والخصومة ، والجمع الذي يعيشون فيه يسمح لهم بأن يتمادوا في حسهم هذا. ومما يمتاز به الجمع من خصوصيات مهمة الكبر والغرور والتشبث بالرأي والعقيدة ، وفي ظل هذا الرأي وتلك العقيدة ، لن يتوانى هذا الجمع عن ضرب كل ما يعترضه في طريقه تحقيقاً لأفكاره ومعتقداته"(4).

«وبين مجموعة من الأفراد يجمعهم هدف مشترك ، يشعر الفرد بقدرة غريبة لم يكن يشعرها خارج الجمع . إضافة إلى أن الانتماء إلى الجمع يعني مجهولية الفرد وسقوط المسؤولية الفردية من على عاتقه، ومن هنا يرى الفرد نفسه داخل الجمع متحرراً من قيود المسؤولية وبعيداً من أصابع الاتهام في كل ما قد يُقدم عليه دون أن يفكر بعواقبه».

«فضلاً عن ذلك فإن قوة الإيحاء والتلقين تكون في المجموعة ذات الهدف المشترك بارزة تماماً ، بحيث ان أي تلقين فكري أو حس إيحائي ينتشر بسرعة فائقة ليعم كافة أفراد المجموعة» .

(أما الأفراد الذين يمتازون بشخصية فذة ويستطيعون مقاومة قدرة الإيحاء والتلقين والسير بعكس التيار فهم قليلون إن لم نقل نادرين ، ولكن كل ما يستطيع مثل هؤلاء الأفراد فعله هو إبداء الرأي وإظهار العقيدة والعمل على بث الفرقة بين الجمع ، علّهم يستطيعون في كثير من الحالات منع الجمع من القيام بممارسات وحشية وأعمال ظالمة)(5).

إن ما نريد في بحثنا هذا هو أن الإنسان يكون منذ ولادته وحتى انتهاء فترة بلوغة عرضة لتأثيرات محيط المنزل والمدرسة والزقاق والحي، وعلى أساس هذه التأثيرات القوية تقوم قواعد شخصيته وصفاته الأخلاقية ، التي تصبح فيما بعد وبالتحديد في مرحلة الشباب قاعدة لتعامله مع الناس وتكيفه مع المجتمع.

«طالما لم يتغير شكل المجتمع ولم يطرأ عليه تحول كبير ومهم ، لن تحصل مواجهة بين المبادئ والقيم، وسيواصل الجميع حياتهم إلى جانب بعضهم البعض الآخر» .

«فتجد القدرة والفخر والاعتزاز والهيمنة هنا ، وتلمس الكدح والحرمان والمشقة والحقارة هناك ، وترى مبدأ القوة والعنف والاستغلال مسيطراً على هذه الفئة ، بينما يسيطر مبدأ الصبر والطاعة والخنوع على تلك الفئة ، للنساء صفاتهن الخاصة بهن وللرجال فضائلهم الخاصة بهم» (6).

اختلال الشخصية:

أما إذا تعرض المجتمع لتحول وتغيير، وسادت فيه مبادئ جديدة تتعارض والمبادئ التي خرج فيها الإنسان من محيط أسرته ، فإن الشاب سيصبح متردداً في اتخاذ القرارات ، ومتحيراً بين البقاء على مبادئ الأسرة أو انتهاج المبادئ الاجتماعية الجديدة، وهذا التردد وعدم الثقة والحيرة من شأنها أن تربك شخصية الشاب وأخلاقه.

_______________________

(1) علم الاجتماع ، ص 395 .

(2و3) نهج البلاغة، الكلمة 190.

(4) علم الاجتماع، ص398.

(5) نفس المصدر، ص 39.

(6) الأخلاق والشخصية، ص 83. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.