المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Flashtube Explosion
2-2-2021
مرض عفن الرقبة على محصول الثوم
23-3-2016
اعتبار الجماعة الإجرامية المنظمة ظرفا مشددا في التشريع الفرنسي
29-6-2019
لا تسليم في صلاة الميت.
21-1-2016
منزلة العاطفة من الأدب
26-7-2017
أصالة التخيير
21-5-2019


حِكم الإمام الباقر وآدابه  
  
3726   03:19 مساءاً   التاريخ: 15-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : 2,ص504-505
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /

ما روي عنه في قصار هذه المعاني قال (عليه السلام) : ما شيب شئ بشئ أحسن من حلم بعلم ، كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة ؛ المتكبر ينازع الله رداءه ؛ قم بالحق واعتزل ما لا يعنيك وتجنب عدوك وأحذر صديقك ؛ ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك واستشر في امرك الذين يخشون الله ؛ صحبة عشرين سنة قرابة ، إن استطعت أن لا تعامل أحدا إلا ولك الفضل عليه فافعل ؛ ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك ؛ الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يدعه الله فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله واما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله وأما الظلم الذي لا يدعه الله فالمداينة بين العباد ؛ ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي في حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يؤثم عليه ولا يؤجر ؛ وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا ابتلي بان ينفق اضعافها فيما اسخط الله ؛ في كل قضاء الله خير للمؤمن ؛ إن الله كره الحاح الناس على بعضهم في المسألة وأحب ذلك لنفسه ان الله جل ذكره يحب أن يُسأل ويطلب ما عنده ؛ من لم يجعل الله له من نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا ؛ من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه ؛ كم من رجل لقي رجلا فقال له كب الله عدوك وما له من عدو إلا الله ؛ لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه ؛ إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج وأنت منها على خطر ؛ ثلاث خصال لا يموت صاحبهن ابدا حتى يرى وبالهن : البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها ؛ وان أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم ؛ وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون وان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها ؛ لا يقبل عمل إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل ومن عرف دلته معرفته على العمل ومن لم يعرف فلا عمل له ؛ والله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس الا من خير وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء ؛ أربع من كنوز البر : كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان الوجع وكتمان المصيبة ؛ من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره باهله زيد في عمره ؛ من استفاد أخا في الله على ايمان بالله ووفاء بإخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله وأمانا من عذاب الله وحجة يفلح بها يوم القيامة وعزا باقيا وذكرا ناميا ؛ التواضع الرضا بالمجلس دون شرفك وان تسلم على من لقيت وان تترك المراء وإن كنت محقا ؛ إن المؤمن أخو المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسئ به الظن ؛ اصبر نفسك على الحق فإنه من منع شيئا في حق اعطى في باطل مثيله ؛ من قسم له الخرق حجب عنه الايمان ؛ إن الله يبغض الفاحش المتفحش ؛ إن لله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة ووهن في العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ؛ يقول الله تعالى يا ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس ؛ أفضل العبادة عفة البطن والفرج ؛ البشر الحسن وطلاقة

الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله وعبوس الوجه وسو البشر مكسبة للمقت وبعد من الله ؛ الحياء والايمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه من علم باب هدى فله مثل اجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا ؛ ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من

عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا ؛ ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد إلا في طلب العلم ؛ أ لا أنبئكم بشئ إذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم فقال أبو حمزة بلى فقال عليكم بالصدقة فبكروا بها فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك وعليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان وألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب ؛ إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فان ذلك صدقة منه على نفسه ثم قال لا يسلم أحد من الذنوب حتى يحزن لسانه ، من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه ؛ إن أشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ؛ عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا فلو أن قاتل علي بن أبي طالب ائتمنني على أمانة لأديتها إليه ؛ صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى وتيسر الحساب وتنسئ في الاجل .

وقال أيها الناس انكم في هذه الدنيا أغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره إلا بانقضاء آخر من اجله فأية اكلة ليس فيها غصص أم اي شربة ليس فيها شرق استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فان اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وابعد آمالا ؛ آتيك يا ابن آدم ما لا ترده وذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقربك من اجلك فكأنك قد صرت الحبيب المفقود واسواد المخترم فعليك بذات نفسك دع ما سواها واستعن بالله يعنك.

وقال : من صنع مثلما صنع إليه فقد كافا ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما ؛ ومن علم أن ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك ووقيت به عرضك واعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده .

وقال إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض.

وقال انما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لأحياء الدين إذا غضبوا لم يظلموا وإذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا .

وقال : الكسل يضر بالدين والدنيا ، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سال أحد أحدا ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا .

وقال : إن لله عبادا ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر ولله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون على شئ إلا اتوا عليه .

وقال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف .

وقال : إن الله يحب إفشاء السلام .

وقال يوما لمن حضره ما المروءة ؟ فتكلموا فقال المروءة أن لا تطمع فتذل ولا تسأل فتقل ولا تبخل فتشتم ولا تجهل فتخصم فقيل ومن يقدر على ذلك فقال من أحب أن يكون كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب وكالخليفة في يومكم هذا في القدر.

وقال يوما رجل عنده : اللهم أغننا عن جميع خلقك فقال أبو جعفر (عليه السلام) لا تقل هكذا ولكن قل اللهم أغننا عن شرار خلقك فان المؤمن لا يستغني عن أخيه .

وقال (عليه السلام) : ما عرف الله من عصاه وانشد :

تعصي الآله وأنت تظهر حبه * هذا لعمرك في الفعال بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته * ان المحب لمن أحب مطيع

وقال محمد بن علي الباقر لابنه جعفر (عليه السلام) : إن الله خبا ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء خبا رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه ، وخبا سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه ، وخبا أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي ؛ وسئل لِمَ فرض الله الصوم على عباده ؟ قال : ليجد الغني مس الجوع فيحنو على الفقير ! قال : إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.

وقال أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين : جمع محمد بن علي الباقر صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال ثلثان فطنة وثلث تغافل .

من مطالب السؤول نقل عنه (عليه السلام) أنه قال : ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.