أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-06
928
التاريخ: 2023-11-27
1135
التاريخ: 2023-07-31
1077
التاريخ: 2023-08-29
1040
|
نعنى بمنهج التحليل: منهج يعنى بعزل جزئيات النص، ورصف معطياته ومعرفة أسراره، ثم أنه يعنى بالعلاقة القائمة بين النص والمعاني المترابطة فيه للوصول إلى تشخيص أكبر قدر من المعاني على أصغر نص في الحجم، فهو يعنى بالدلالة وبشكل أعمق بإنتاج الدلالة، وفي المدارس النقدية العالمية ظهرت عدة نظريات متقاربة أحياناً ومتعاكسة أحياناً أخرى ومتوسطة كذلك، كل ذلك ضمن المنهج التحليلي للنص.
ثمة مناهج مستوردة يحاول بعضهم إسقاطها على النصوص المقدسة كالمنهج البنيوي، والمنهج التفكيكي، وهما منهجان متقابلان متعاكسان.
فالنظرية البنيوية: ألغت المؤلف منطلقة من إيمان عميق (بأن النص بيئة مغلقة مكتفية بذاتها ترفض الإحالة إلى أي مرجع أو سياق خارجي)[1]، وقد يقال هذا هو تفسير القرآن بالقرآن بعينه، ربما يكون كذلك إلا إنه ليس الباب الوحيد للتفسير.
أما النظرية التفكيكية: التي تؤمن بأن (النص لا قيمة له من دون قارئ) نابع هذا الرأي من إن النص غير متضمن لمعنى مطلق ونهائي متحقق بذاته، بل إنه نص مفتوح على ثقافة القارئ فالنظرية البنيوية ألغت المؤلف، والنظرية التفكيكية ألغت النص لتبعث الحياة إلى العنصر المنسي في الخطاب النقدي وهو القارئ [2]. وهذا بعينه التفسير بالرأي.
لقد تجاذب النقاد العرب مع هذه النظريات، وحذر آخرون من الوقوع في شباك النظريات الغربية وقياس ما فيها على النصوص العربية، فضلاً عن القرآن الكريم.
وهناك المدرسة التفكيكية [3]: وإن كانت تشبه الاصطلاح المتقدم لكنها مختلفة عنه في المعنى إذ نادت بإنقاذ النص الديني من كل ما علق به من نظريات فلسفية وأطروحات بشرية مقتصرة على ما ورد من الشارع من أدوات ومفاهيم.
إن القرآن الكريم كنص سماوي له أدواته الخاصة وله خصائصه التي تفرض نفسها على من يريد فهم القرآن، فمن خصائصه المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، الظاهر والباطن، هذه المصطلحات لم تطرحها أية نظريات ألسنية على تشعباتها وممارساتها الطويلة ولقد طرح رواد القرآن الأوائل كما علمهم رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) آليات التعامل مع النص القرآني، (القرآن يفسر بعضه بعضاً)، (رد المتشابه إلى المحكم) (الربط الدلالي بين ظاهر النص وباطنه)، (ارتباط النص ببيئة نزوله كأسباب النزول) مع مسايرة النص للزمان (كقاعدة الجري) وغيرها من أدوات هي بمثابة مصنع دلالات.
أما على المستوى النقدي العربي فإن علماء التراث الإسلامي قدموا نظريات نقدية نابعة من بيئة القرآن كنظرية النظم للجرجاني أو نظرية السيد الطباطبائي في ما يخص الظاهر والباطن حيث قال: إن للقرآن مراتب مختلفة من المعنى، مترتبة طولاً من غير أن يكون الجميع في عرضٍ واحد فيلزم استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد)[4]
وفي أيدينا من كنوز التراث الإسلامي ما يسمى (الأشباه والنظائر) الذي هو منجم للدلالات القرآنية ما يبهر العقول ويبهج النفوس غير إنه لم يتيسر له – فيما احسب – دراسة تحليلية لاستخراج الدلالات القرآنية المتولدة من السياقات التي توجد فيها، حيث إنهم ينقلون ما ورد في كتب من سبقوهم، مع إضافات إما متصيدة من هنا وهناك، أو مستنبطة وفق المنهج العلمي لإنتاج الدلالة إلا إنه لم يكتب في كيفية الاستنباط ولم يذكروا الآلية المتبعة فيها.
ونأمل أن نكون موفقين في تحليل هذا العلم وفق المعطيات التي توصلنا إليها في المبحث الأول والثاني من هذا الفصل.
[1] فاضل ثامر، اللغة الثانية، المركز الثقافي العربي، بيروت ط1، الدار البيضاء ط1/ 1994، ص131.
[2] ظ، د. محمد المتقن، في مفهومي القراءة والتأويل ص11، مجلة عالم الفكر العدد 2، مجلد / 33 أكتوبر – ديسمبر 2004م.
[3] الشيخ محمد رضا حكيمي، المدرسة التفكيكية.
[4] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: 3 / 64 – 65.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|