المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

حقوق الأبناء
2023-04-19
اهم النظريات الجيوبوليتيكية - نظريه القوه البريه- راتزل
17-1-2022
هل للحشرات التي تعيش فوق الماء تكيفات خاصة للحركة؟
9-3-2021
تقوس مرن elastic buckling
2-11-2018
تحديد منطقة التفسير عند الإمام الخميني
27-09-2015
تقليم اللوز
23-2-2020


تحريض علي (عليه السلام) ووصاياه لعسكره  
  
3586   03:04 مساءاً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص254
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يحرض أصحابه ويوصيهم وصايا  مهمة في الحرب فقال : إن الله قد دلكم على تجارة تنجيكم من العذاب ايمان بالله ورسوله وجهاد في سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنب ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر وأخبركم بالذي يحب فقال إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص . فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص وقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على الأضراس فإنه أنبأ للسيوف عن الهام وأميتوا الأصوات فإنه اطرد للفشل واولى بالوقار والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها ولا تجعلوها الا في أيدي شجعانكم المانعي الذمار .

ثم ذكر كلاما معناه النهى عن أن يكل الرجل قرنه إلى أخيه بل يواسيه بنفسه .

وقال وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة واستعينوا بالصدق والصبر فإنه بعد الصبر ينزل الصبر ؛ وطلب معاوية إلى عمرو بن العاص ان يسوي صفوف أهل الشام فقال له عمرو على أن لي حكمي ان قتل الله ابن أبي طالب واستوسقت لك البلاد فقال أ ليس حكمك في مصر قال وهل مصر تكون عوضا عن الجنة وقتل ابن أبي طالب ثمنا لعذاب النار فقال معاوية ان لك حكمك أبا عبد الله ان قتل ابن أبي طالب رويدا لا يسمع أهل الشام كلامك فقال لهم عمرو يا معشر أهل الشام سووا صفوفكم وأعيروا ربكم جماجمكم وجاهدوا عدو الله وعدوكم واقتلوهم قتلهم الله وأبادهم واصبروا ان الأرض يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين ؛ وطلب معاوية إلى ذي الكلاع ان يخطب الناس ويحرضهم على قتال علي وأهل العراق وكان من أعظم أصحاب معاوية خطرا فقعد على فرسه وخطب خطبة طويلة قال في آخرها كان مما قضي الله ان ضم بيننا وبين أهل ديننا بصفين وانا لنعلم ان فيهم قوما كانت لهم مع رسول الله (صلى الله عليه واله) سابقة ذات شأن وخطر عظيم ولكنني ضربت الأمر ظهرا وبطنا فلم أر يسعني ان يهدر دم عثمان وعدد فضائله ثم قال فإن كان أذنب فقد أذنب من هو خير منه قال الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه واله) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقتل موسى نفسا ثم استغفر الله فغفر له وأذنب نوح فاستغفر الله فغفر له وأذنب أبوكم آدم ثم استغفر فغفر له وانا لنعلم انها كانت لابن أبي طالب سابقة حسنة مع رسول الله (صلى الله عليه واله) فإن لم يكن مالأ على قتل عثمان فقد خذله ثم قد اقبلوا من عراقهم حتى نزلوا في شامكم وبلادكم وانما عامتهم بين قاتل وخاذل ولقد رأيت في منامي لكانا وأهل العراق اعتورنا مصحفا نضربه بسيوفنا ونحن في ذلك جميعا ننادي ويحكم الله .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.