أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015
6886
التاريخ: 30-05-2015
2066
التاريخ: 30-05-2015
1907
التاريخ: 20-04-2015
2003
|
عدم استمرارية الوحي النبوي:
الوحي النبوي مختصّ بالأنبياء عليهم السلام، وقد انقطع الوحي بعد رحيل خاتم النبيين محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث اكتملت الرسالة الخاتمة: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ...﴾[1] ، وأُمِرَ الناس أن يتّبعوا رسالة الإسلام وترك باقي الرسالات السابقة: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[2]، وأن يسيروا على هديها مستضيئين بهدي الإمامة الحاملة لحقائق هذه الرسالة، والمبيّنة لها، والضامنة لتطبيقها الصحيح: ﴿...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...﴾[3].
وعن الإمام علي (عليه السلام): "بأبي أنت وأمّي، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك، من النبوّة، والأنباء، وأخبار السماء"[4]. وتجدر الإشارة إلى أنّ انقطاع الوحي النبوي برحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يستلزم انقطاع الاتّصال مع الله سبحانه وتعالى، حيث إنّ جبرائيل (عليه السلام) كان ينزل على فاطمة (عليها السلام) بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحدّثها. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها، فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام"[5].
وأمّا الاتّصال بالغيب فموجود بين الله تعالى وحجّته في أرضه الإمام المعصوم عليه السلام فهو محدّث وإن لم يكن موحى إليه وحياً نبويّاً لختم النبوة بخاتم المرسلين الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرسول والنبيّ والمحدَّث، قال: الرسول الذي تأتيه الملائكة وتبلِّغه عن الله تبارك وتعالى، والنبي الذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى، والمحدَّث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر في أُذنه وينكت في قلبه[6].
وعن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾[7] قلت: ما الفرق بين الرسول والنبيّ؟ قال: "النبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول يعاين الملك ويكلِّمه، قلت: فالإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين"[8].
وعن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إنّ منّا لمن يعاين معاينة، وإنّ منّا لمن يُنقَر في قلبه كيت وكيت، وإنّ منّا لمن يسمع كما يقع السلسلة كله يقع في الطست". قلت: فالذين يعانيون ما هم؟ قال: "خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل"[9].
[1] سورة الأحزاب، الآية: 40.
[2] سورة آل عمران، الآية: 85.
[3] سورة المائدة، الآية: 3.
[4] العلوي، (الشريف الرضي): نهج البلاغة (الجامع لخطب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورسائله وحكمه)، شرح محمد عبده، ط1، قم المقدّسة، دار الذخائر, مطبعة النهضة، 1412هـ.ق/ 1370هـ.ش، ج2، الخطبة235، ص228.
[5] الشيخ الكليني، الكافي، م.س، ج1، كتاب الحجّة، باب فيه ذِكْر الصحيفة...، ح5، ص241.
[6] الصفّار، محمد بن الحسن: بصائر الدرجات، تصحيح وتعليق وتقديم حسن كوچه باغي، لاط، طهران، منشورات الأعلمي, مطبعة الأحمدي، 1404هـ.ق/ 1362هـ.ش، ج8، باب1، ح1، ص388.
[7] سورة مريم، الآية: 54.
[8] المصدر السابق، ح2.
[9] المصدر السابق، ج5، باب7، ح1، ص251.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|