أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
3384
التاريخ: 10-4-2016
3821
التاريخ: 9-4-2016
3363
التاريخ: 9-4-2016
3585
|
في مروج الذهب : قعد عن بيعته جماعة عثمانية وجماعة لم يروا الا الخروج من الأمر .
وفي أسد الغابة : تخلف عن بيعته جماعة من الصحابة فلم يلزمهم بالبيعة وسئل علي عمن تخلف عن بيعته فقال أولئك قعدوا عن الحق ولم ينصروا الباطل ، وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن الحسن قال بايعت الأنصار عليا الا نفرا يسيرا منهم وعدهم وقال كانوا عثمانية (اه) ونحن نذكر أسماء المتخلفين مأخوذة من مجموع ما ذكره هؤلاء وهم : حسان بن ثابت , كعب بن مالك وكانا شاعرين , مسلمة بن مخلد أو خالد , أبو سعيد الخدري , محمد بن مسلمة حليف بني عبد الأشهل , النعمان بن بشير , زيد بن ثابت , رافع بن خديج , فضالة بن عبيد , كعب بن عجرة , سعد بن أبي وقاص , عبد الله بن عمر , صهيب بن سنان , سلمة بن وقش , أسامة بن زيد , عبد الله بن سلام , قدامة بن مظعون , المغيرة بن شعبة الثقفي , وهبان بن صيفي .
قال عبد الله بن الحسن فيما رواه عنه الطبري في العشرة الأول انهم كانوا عثمانية وقال : اما حسان فكان شاعرا لا يبالي ما صنع واما زيد بن ثابت فولاه عثمان الديوان وبيت المال فلما حصر عثمان قال يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين فقال أبو أيوب ما تنصره الا لأنه أكثر لك من العبدان ، واما كعب بن مالك فاستعمله على صدقة مزينة وترك ما اخذ منهم له ، وقال المسعودي وبايع ابن عمر يزيد بعد ذلك والحجاج لعبد الملك بن مروان .
وقال ابن الأثير : فاما النعمان بن بشير فإنه اخذ أصابع نائلة امرأة عثمان التي قطعت وقميص عثمان الذي قتل فيه وهرب فلحق بالشام فكان معاوية يعلق قميص عثمان وفيه الأصابع فإذا رأى ذلك أهل الشام ازدادوا غيظا وجدوا في امرهم ثم يرفعه فإذا أحس منهم بفتور يقول له عمرو بن العاص حرك لها حوارها تحن فيعلقهما.
وقال المسعودي : بعثت أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى أخيها معاوية بقميص عثمان مخضبا بدمائه مع النعمان بن بشير الأنصاري .
وقال ابن الأثير : وهرب بنو أمية فلحقوا بمكة وجئ بقوم كانوا قد تخلفوا فقالوا نبايع على إقامة كتاب الله في القريب والبعيد والعزيز والتذليل فبايعهم ثم قام العامة فبايعوا , وفي مروج الذهب واتاه جماعة ممن تخلف عن بيعته من بني أمية منهم سعيد بن العاص , ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة بن أبي معيط فجرى بينه وبينهم خطب طويل ، وقال له الوليد إنا لم نتخلف عنك رغبة عن بيعتك لكنا قوم وترنا الناس وخفنا على نفوسنا فعذرنا فيما نقول واضح : اما أنا فقتلت أباه صبرا وضربني حدا ، وقال سعيد بن العاص كلاما كثيرا وقال له الوليد اما سعيد فقتلت أباه صبرا وأهنت مثواه وأما مروان فإنك شتمت أباه وكبت عثمان في صنعه إياه , قال وقد ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى أن حسان بن ثابت وكعب بن مالك والنعمان بن بشير قبل نفوذه بالقميص اتوا عليا في آخرين من العثمانية فقال كعب بن مالك : يا أمير المؤمنين ليس مسيئا من اعتب وخير كفر ما محاه عذر في كلام كثير ثم بايع وبايع من ذكرنا جميعا ، قال واتصلت بيعته بالكوفة وغيرها من الأمصار وكان أهل الكوفة أسرع إجابة إلى بيعته وأخذ له البيعة على أهلها أبو موسى الأشعري حتى تكاثر الناس عليه (اه) ولم يتخلف عنه سوى أهل الشام مع معاوية فلم يبايعوه .
وفي ارشاد المفيد : روى الشعبي انه لما اعتزل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وحسان بن ثابت وأسامة بن زيد أمير المؤمنين وتوقفوا عن بيعته حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي وانما الخيار للناس قبل ان يبايعوا فإذا بايعوا فلا خيار لهم وان على الامام الاستقامة وعلى الرعية التسليم وهذه بيعة عامة من رغب عنها رغب عن دين الاسلام واتبع غير سبيل أهله ولم تكن بيعتكم إياي فلتة وليس أمري وأمركم واحد واني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم وأيم الله لأنصحن للخصم ولأنصفن المظلوم وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة وأسامة وعبد الله وحسان بن ثابت أمور كرهتها والحق بيني وبينهم .
قال الحاكم في المستدرك : اما قول من زعم أن عبد الله بن عمر وأبا مسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الأشعري ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد قعدوا عن بيعته فان هذا قول من يجحد حقيقة تلك الأحوال فاسمع الآن حقيقتها : قال اما عبد الله بن عمرو وروى حديثا مسندا عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر انه بينما هو جالس مع أبيه إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اتسم بسمتك واقتدي بك في أمر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت واني اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها : قول الله عز وجل { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الحجرات: 9] ، اخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله : ما لك ولذلك انصرف عني ، فانطلق حتى توارى عنا سواده ، وأقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت في أمر هذه الآية اني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله عز وجل ، ثم قال الحاكم : هذا باب كبير قد رواه عن عبد الله بن عمر جماعة من كبار التابعين وانما اقتصرت على حديث الزهري لأنه صحيح على شرط الشيخين , أقول : قد احتج هذا العراقي على ابن عمر بما لم يستطع رده وما كان ينبغي أن يقول له : ما لك ولذلك ، فان هذا انما يقال لمن يدخل فيما لا يعنيه لا لمن يأمر بمعروف ويرشد إلى أهم واجب ويحتج بالدليل القاطع والبرهان الساطع بل كان يلزم ان يمدحه ويقول له أصبت وأرشدت لا ان يطرده ويقول : انصرف عني ، بل يقول له : مرحبا بك ويعترف أمامه بخطئه كما اعترف امام جلسائه , قال الحاكم ، واما ما ذكر من امساك أسامة بن زيد وذكر حديثا مسندا عن أسامة قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه واله) في سرية في أناس من أصحابه فاستبقنا انا ورجل من الأنصار إلى العدو فحملت على رجل فلما دنوت منه كبر فطعنته فقتلته ورأيت أنه انما فعل ذلك ليحرز دمه فلما رجعنا سبقني إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال يا رسول الله لا فارس خير من فارسكم انا استلحقنا رجلا فسبقني إليه فكبر فلم يمنعه ذلك ان قتله النبي (صلى الله عليه واله) يا أسامة ما صنعت اليوم فقلت حملت على رجل فكبر فرأيت أنه انما فعل ليحرز دمه فقتلته فقال كيف بعد الله أكبر ، فهلا شققت عن قلبه ، فلا أقاتل رجلا يقول الله أكبر مما نهاني عنه حتى ألقاه , قال واما ما ذكر من اعتزال سعد بن أبي وقاص عن القتال وذكر حديثا مسندا ان سعدا قال له رجل ان عليا يقع فيك انك تخلفت عنه فقال سعد والله انه لرأي رأيته أخطأ رأيي ، ان علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم : هل تعلمون اني أولى بالمؤمنين قلنا نعم قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وجئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال يا رسول الله اني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر واخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا فقال ما انا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه , واما ما ذكر من اعتزال أبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري فإنهما كانا على الكوفة فأرسل محمد ابنه ومحمد بن أبي بكر لاخذ البيعة فامتنع أبو موسى ان يبايع فبعث إليه عمار بن ياسر والحسن بن علي فعزلاه واستعمل قرظة بن كعب فلم يزل عاملا حتى قدم علي من البصرة فعزله فلما سار إلى صفين استخلف عقبة بن عمرو وأبا مسعود الأنصاري حتى قدم من صفين , وأما قصة اعتزال محمد بن مسلمة الأنصاري عن البيعة فروي عنه أنه قال يا رسول الله كيف اصنع إذا اختلف المصلون قال تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربه بها ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة , قال الحاكم : بهذه الأسباب وما جانس ، كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع علي وقتال من قاتله (اه) أقول حاصل ما ذكره ان امتناع من امتنع عن بيعته ليس لاعتقادهم عدم أهليته للخلافة ولا عنادا بل لشبهة دخلت عليهم , فابن عمر وسعد ظنا انها فتنة ، الأرجح عدم الدخول فيها ثم بان لهما خطؤهما وندما على ترك القتال وعدا أنفسهما مذنبين وأسامة دخلت عليه شبهة عدم جواز قتل من أظهر الاسلام ولم يتفطن للفرق بين المقامين وانها شبهة واهية وأبو مسعود استخلفه على الكوفة حيث سار إلى صفين فدل على أنه بايع وتاب وانحصر الاصرار والامتناع في أبي موسى , وهذا الذي ذكره الحاكم لا يصلح ان يكون عذرا مبررا لامتناع هؤلاء عن البيعة وقتال أهل البغى ، ولا الحاكم أراد ان يعتذر عنهم بذلك انما أراد بيان حقيقة الحال في قعودهم , وروى الطبري ما حاصله انه اجتمع إلى علي طلحة والزبير في عدة من الصحابة وطلبوا منه ان يقيم الحد على من شرك في دم عثمان ممن في المدينة وانه ردهم ردا رفيقا فقال يا اخوتاه لست اجهل ما تعلمون ولكن كيف اصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم اعرابكم فهل ترون موضعا لقدرة على ما تريدون قالوا لا ثم طلب منهم الهدوء حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها ، واشتد على قريش حال بينهم وبين الخروج ، وانما هيجه على ذلك هرب بني أمية ، وتفرق القوم بعضهم يقول لترك هذا الأمر إلى ما قال علي أمثل ، وبعضهم يقول إن عليا لمستغن برأيه وأمره عنا ولا نراه الا سيكون على قريش أشد من غيره , فذكر ذلك لعلي فقام فحمد الله وأثنى عليه وذكر فضلهم وحاجته إليهم ونظره لهم وقيامه دونهم وانه ليس له من سلطانهم الا ذلك والاجر من الله عز و جل ونادى برئت الذمة من عبد لم يرجع إلى مواليه وقال يا معشر الاعراب الحقوا بمياهكم , وروى الطبري أيضا ما حاصله ان عليا (عليه السلام) قال لابن عباس سر إلى الشام فقد وليتكها فلم يقبل واعتذر بالخوف من معاوية قال ولكن اكتب إليه فمنه وعده فابى علي وقال : والله لا كان هذا ابدا ، وان المغيرة بن شعبة أشار على علي باقرار معاوية وعمال عثمان على أعمالهم فإذا بايعوا له واطمأن الأمر له عزل من أحب وأقر من أحب فابى عليه وقال : والله لا أداهن في ديني والا أعطي الدنئ في أمري قال فانزع من شئت واترك معاوية فان له جرأة وهو في أهل الشام يسمع منه فقال له لا استعمل معاوية يومين ابدا ثم جاءه فأشار عليه بعزلهم فسئل عن ذلك فقال نصحته في الأولى فعصاني فغششته في الثانية وان ابن عباس وافق المغيرة على رأيه وأشار عليه بان يثبت معاوية وقال فان بايع لك فعلي ان اقلعه من منزله فقال والله لا اعطيه الا السيف ثم تمثل :
وما ميتة ان متها غير عاجز * بعار إذا ما غالت النفس غولها
وفي هذه الرواية ما يقتضي التأمل : اما إشارة المغيرة عليه أولا بما زعمه نصحا فالمغيرة لم يكن يرجى منه النصح لعلي وكان علي اعرف الناس به ولا يبعد ان يكون غاشا في المقامين وأراد بالإشارة بتثبيت معاوية النصح لمعاوية لا لعلي وبإظهار الموافقة ثانيا التقرب إلى علي ودفع التهمة عن نفسه ، فان عليا إذا أقره لم يكن في استطاعته عزله ، ومتى هم بعزله خلعه وطلب بدم عثمان واستطاع استمالة أهل الشام لذلك بما استمالهم به أولا بأنه ولي الدم ، مع أن معاوية في دهائه كان يعلم أن عليا إذا ولاه لا بد ان يعزله فلم تكن لتنطلي عليه هذه الحيلة فلو كتب إليه علي عهده على الشام لرد ذلك وقال له ثبت خلافتك أولا وابر من دم عثمان أو سلم إلينا قتلته فلم يكن في ذلك فائدة غير تولية من لا يستجيز علي توليته وبالجملة هذه حال من يريد ان يداهن معاوية ويستفيد من مسالمه ان تثبت له الخلافة والإمرة فيستمر على مداهنته محافظة على ملكه وأمرته كما يفعله اليوم وقبل اليوم من يريد امارة ونحوها فيداهن ويحابي ويمدح من يستحق الذم ويذم من يستحق المدح ويرتكب ما لا يرضي الله في سبيل المحافظة على الإمرة وعدم الاخلال بها أما أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يكن للأمرة عنده شئ من الأهمية وقد صرح بذلك لابن عباس لما كان نازلا بذي قار لما قال له عن النعل انها خير عنده من امرتهم الا ان يقيم حقا أو يدفع باطلا فان قال قائل ان المداراة لا تنافي ذلك بل هي لازمة في الشرع كما كان يصنع النبي (صلى الله عليه واله) مع المؤلفة قلوبهم بل الله تعالى قد فرض لهم نصيبا من الزكاة قلنا كل ذلك ما لم يستلزم ارتكاب محرم أو اخلالا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|