أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3328
التاريخ: 9-4-2016
3140
التاريخ: 10-4-2016
3250
التاريخ: 5-4-2019
2564
|
لما توفي النبي (صلى الله عليه واله) كان علي وسائر بني هاشم معهم قليل من غيرهم مشغولين بجهاز النبي (صلى الله عليه واله) ودفنه .
قال المفيد : ولم يحضر دفنه أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك .
وقال المفيد أيضا : واغتنم القوم الفرصة بشغل علي بن أبي طالب برسول الله (صلى الله عليه واله) وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله (صلى الله عليه واله) فبادروا إلى ولاية الأمر واتفق لهم ما اتفق من اختلاف الأنصار فيما بينهم وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم تأخر الأمر حتى يفرع بنو هاشم (اه) .
ويتلخص الموقف في أن جيش أسامة الذي أراد النبي (صلى الله عليه واله) انفاذه لما أحس بدنو اجله لأمر سياسي مهم عنده ، لم ينفذ لأمر سياسي مهم عند من لم ينفذه ، وإن الناس انقسموا بعد وفاته (صلى الله عليه واله) احزابا ثلاثة بل أربعة أو خمسة
اما حزب سعد بن عبادة فان سعدا كان مريضا فاجتمع عليه الأنصار في سقيفة بني ساعدة على ما رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة وغيره ، وسعد هذا كان له مقام في الاسلام عظيم فقد كان شهما رئيسا جوادا وكان مثريا وقد كان يبعث إلى النبي (صلى الله عليه واله) الاجمال من التمر ويبعث إليه باللحم لاقراء الوفود ويبعث إلى المجاهدين باحمال التمر ، وسافر ابنه قيس مع جماعة من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين وينفق عليهم فحسده بعض رفاقه وقالوا لمن يستدين منهم انه لا مال له فلما بلغ ذلك أباه سعدا غضب وقال تريدون ان تبخلوا ابني وتزعموا انه لا مال له انا قوم لا نستطيع البخل اشهدوا ان البستان الفلاني لقيس والحديقة الفلانية لقيس ؛ لكن طلبه الخلافة يغمز من قناته ولذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما معناه ان أول من جرأ الناس علينا سعد ، ولا يبعد أن يكون سعد لما رأى تصميم المهاجرين على عدم اعطاء الحق لأهله طلبه لنفسه .
قال ابن قتيبة في روايته وغيره فقال سعد لابنه قيس : إني لا أستطيع ان اسمع الناس كلامي لمرضي ولكن تلق مني قولي فاسمعهم ففعل فذكر فضل الأنصار ونصرتهم الدين وايواءهم الرسول وانهم أحق الناس بهذا الأمر فأجابوه إن قد وقفت في الرأي ورضوا بإمارته .
وأما حزب الشيخين فقال الطبري : اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبا بكر فجاء ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقال الأنصار منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر منا الامراء ومنكم الوزراء قال ابن قتيبة فقام الحباب بن المنذر ابن الجموح الخزرجي فقال يا معشر الأنصار املكوا علي أيديكم فإنما الناس في فيئكم وظلالكم ولن يجير مجير على خلافكم ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة والعدد والنجدة وإنما ينظر الناس ما تصنعون فلا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم أنتم أهل الايواء والنصرة وإليكم كانت الهجرة ولكم في السابقين الأولين مثل ما لهم وأنتم أصحاب الدار والايمان من قبلهم والله ما عبدوا الله علانية إلا في بلادكم ولا جمعت الصلاة الا في مساجدكم ولا دانت العرب للاسلام الا بأسيافكم فأنتم أعظم الناس نصيبا في هذا الأمر وإن أبى القوم فمنا أمير ومنهم أمير .
فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد انه والله لا ترضى العرب ان تؤمركم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا تولي هذا الأمر الا قريشا من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن
أولياؤه وعشيرته الا مدل بباطل أو متورط في هلكة .
فقام الحباب فقال يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فان أبوا فاجلوهم عن بلادكم وولوا عليكم وعليهم من أردتم أما والله ان شئتم لنعيدنها جذعة والله لا يرد علي أحد ما أقول الا حطمت انفه بالسيف ؛ وفي رواية أنه قال انا جذيلها المحكك وعذيقها المرحب ، فلم يجبه عمر واعتذر بأنه كان بينه وبينه منازعة في حياة النبي (صلى الله عليه واله) فنهاه عنه فحلف ان لا يكلمه بما يسؤوه .
هكذا ذكر ابن قتيبة ، ولكن الظاهر أنه لم يجبه لما سمع قوله : والله لا يرد علي أحد ما أقول الا حطمت انفه بالسيف والا فهو قد اجابه في أول الأمر بأخشن جواب .
قال ابن قتيبة فقام أبو عبيدة وقال يا معشر الأنصار أنتم أول من نصر وآوى فلا تكونوا أول من يبدل ويغير .
قال وان بشير بن سعد وهو والد النعمان بن بشير الذي كان مع معاوية بصفين وكان واليا له ثم لابنه يزيد على الكوفة لما رأى ما اتفق عليه قومه من تأمير سعد بن عبادة قام حسدا لسعد وكان بشير من سادات الخزرج فقال يا معشر الأنصار لئن كنا أولى الفضيلة في جهاد المشركين والسابقة في الدين ما أردنا إن شاء الله غير رضى ربنا وطاعة نبينا وما ينبغي ان نستطيل بذلك على الناس ولا نبتغي به عرضا من الدنيا ومحمد رجل من قريش وقومه أحق بميراثه وتولي سلطانه (اه) .
وفيما رواه ابن هشام عن عمر بن الخطاب ان خطيب الأنصار قال اما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا فقال أبو بكر اما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر الا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم واخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ثم بايعه المهاجرون ثم الأنصار .
وقال الطبري فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك ابسط يدك نبايعك فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه وقال الطبري فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا وقال ابن قتيبة فلما ذهبا يبايعانه يعني عمر وأبا عبيدة سبقهما إليه بشير الأنصاري فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير بن سعد حسدت ابن عمك على الامارة قال لا ولكني كرهت ان أنازع قوما حقا لهم فلما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وهو من سادات الخزرج وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير لئن وليتموها سعدا عليكم مرة واحدة لا زالت لهم بذلك عليكم الفضيلة ولا جعلوا لكم فيها نصيبا ابدا فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا فبايعوه (اه) . وبذلك تم تغلب حزب الشيخين على حزب سعد وكان سبب مبايعة الأنصار أبا بكر بعد ما قالوا أو بعضهم لا نبايع الا عليا ما رأوه من تصميم المهاجرين على صرف الأمر عن علي وحسد رئيس الأوس لرئيس الخزرج وحسد أحد رئيسي الخزرج لسعد وبقي حزب بني هاشم وحزب بني أمية وبني زهرة .
قال ابن قتيبة : وان بني هاشم اجتمعت عند بيعة الأنصار إلى علي بن أبي طالب ومعهم الزبير بن العوام وكانت امه صفية بنت عبد المطلب وانما كان يعد نفسه من بني هاشم وكان علي يقول ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشا بنوه فصرفوه عنا واجتمعت بنو أمية إلى عثمان وبنو زهرة إلى سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فكانوا في المسجد مجتمعين فقال لهم عمر ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعته الأنصار فقام عثمان ومن معه من بني أمية فبايعوه وقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ومن معهما من بني زهرة فبايعوا (اه) .
وذلك لما رأى بنو أمية وبنو زهرة الغلبة لحزب المهاجرين ولم تكن لأبي سفيان مكانة عثمان في بني أمية فلذلك اجتمعوا على عثمان ولم يجتمعوا عليه واستغل أبو سفيان الموقف فعدل إلى بني هاشم كما يأتي واما علي والعباس ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحلهم ومعهم الزبير بن العوام (اه) .
وبذلك تم تغلب حزب الشيخين على جميع الأحزاب عدا حزب بني هاشم وحاصل الأمر انه بعد مبايعة الأنصار وفراغ بني هاشم من دفن النبي (صلى الله عليه واله) جاؤوا مع علي إلى المسجد وجاء بنو أمية مع عثمان وبنو زهرة مع سعد وعبد الرحمان فلما بايع بنو أمية وبنو زهرة قام بنو هاشم ومن معهم من المسجد ولم يبايعوا ودخلوا منزل علي ، ويفهم ذلك أيضا مما رواه الطبرسي في الاحتجاج فإنه روى هذا الخبر بنحو ما رواه ابن قتيبة لكن بعبارة أوضح قال : وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم وعلي بن أبي طالب مشغول بجهاز رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما فرغ من ذلك وصلى على النبي والناس يصلون عليه من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد فاجتمع عليه بنو هاشم ومعهم الزبير بن العوام واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفان وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف فكانوا في المسجد كلهم مجتمعين إذ اقبل أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقالوا ما لنا نراكم حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعه الأنصار والناس فقام عثمان وعبد الرحمن ومن معهما فبايعوا وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ومعهم الزبير (اه) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|