المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

عدسة متوسطة البعد البؤري DX Normal lens
9-12-2021
A-position
2023-05-02
علم تاريخ الأديان (الأصول القرآنية للدراسة العلمية للأديان).
2023-04-04
آيات الله في خلق الحيوانات
26-11-2015
رواد التغريب من المفكرين والكتاب
20-9-2019
يحيى بن زياد الفراء
14-11-2014


ما فعله أبو سفيان يوم السقيفة  
  
9829   03:04 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2، ص170-171
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2019 2731
التاريخ: 29-4-2022 1968
التاريخ: 2024-11-13 795
التاريخ: 9-4-2016 3363

قال المفيد : وقد كان أبو سفيان جاء إلى باب رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي والعباس متوافران على النظر في أمره فنادى :

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم واليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي

ثم نادى بأعلى صوته يا بني عبد مناف أ رضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل . . . أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجلا فناداه أمير المؤمنين ارجع يا أبا سفيان فوالله ما تريد الله بما تقول وما زلت تكيد الاسلام وأهله ونحن مشاغيل برسول الله وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فوجد بني أمية مجتمعين فيه فحرضهم على الأمر فلم ينهضوا له (اه) ؛ والظاهر أن هذا كان من أبي سفيان في أول الأمر قبل البيعة لأبي بكر أراد أبو سفيان أن يستغل الموقف وقد علم أن أبا بكر التيمي وعمر العدوي قد طلبا الأمر وحزبهما قوي فجاء إلى بني هاشم يحرضهم ويعدهم النصرة لعلهم يقومون لمعارضة حزب الشيخين لأنه علم أن أقرب الأحزاب إلى معارضة حزب الشيخين هو حزب بني هاشم فإذا عارضوهم وقعت فتنة في الاسلام وذلك ما يريد لأنه لم يدخل فيه الا كارها مرغما وحقده عليه لم تنطف جمرته بعد ولن تنطفي فإذا تطاحن الحزبان ولم يغلب أحدهما الآخر أوجب ذلك وهن المسلمين فيرجو أن تقوى شوكة الشرك الذي خرج منه كارها فيعود إليه وإن غلب أحدهما الآخر كان هو مع الغالب وإن لم يعارضوهم استفاد هو من هذا التحريض والتهويش امارة أو نحوها كما يفعله اليوم وقبل اليوم من يريد منصبا في الدولة فيهيج الناس عليها ويلقي الفتن ليرضوه بمال أو منصب ويدل على ذلك أنه لما سمع الخليفة تهويشه ولي ابنه فرضي وسكت وقال وصلته رحم .

روي الطبري بسنده قال لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان ما لنا ولأبي فصيل إنما هي بنو عبد مناف فقيل له أنه قد ولى ابنك قال وصلته رحم (اه) وقد علم علي (عليه السلام) أن أبا سفيان لم يرد بما قاله الخير لبني هاشم ولا للمسلمين وعلم مراده فلذلك اجابه بما اجابه وبذلك تمت البيعة لأبي بكر ولم يبق متخلفا عنها غير علي وبني هاشم ومن تبعهم وقليل سواهم ولكن القضاء على هذا الحزب أصبح سهلا بعد مبايعة جل المهاجرين والأنصار أبا بكر ؛ وصرف النظر عما جرى يوم الغدير وما جرى في أول الدعوة من قوله (صلى الله عليه واله) من يوازرني على هذا الأمر الخ فلم يجر له ذكر .

وأما حزب بني هاشم فقد عرفت انهم كانوا مشغولين بتجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) ودفنه عند اجتماع القوم في السقيفة . ولم يكن علي ومن معه ليتركوا رسول الله (صلى الله عليه واله) بغير دفن و يشتغلوا بطلب الخلافة كما فعل غيرهم .

قال المفيد : وقد جاءت الرواية أنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين وهو يسوي قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بمسحاة في يده فقال له إن القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة للأنصار لاختلافهم وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من ادراككم الأمر فوضع طرف المسحاة على الأرض ويده عليها ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [العنكبوت: 1 - 4] ,وحكى ابن أبي الحديد عن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري عن عمر بن شبه عن أبي قبيصة قال لما توفي النبي (صلى الله عليه واله) وجرى في السقيفة ما جرى تمثل علي:

وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائله

ومما مر تعلم أن عمدة احتجاج القوم على استحقاق الخلافة انهم من قريش عشيرة النبي (صلى الله عليه واله) وبذلك دفعوا الأنصار عنها وهذه الحجة توجب حق علي وبني هاشم في الخلافة لأنهم أقرب الناس إلى الرسول وهم عشيرته فإن كانت الخلافة بالقرابة فهم أقرب من قريش وإن لم تكن بالقرابة فالأنصار على دعواهم كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض كلامه لما بلغته اخبار السقيفة وفيه يقول الشاعر قيل أنه أمير المؤمنين وقيل الكميت

فان كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب

إن كنت بالقربى وليت عليهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب

واجتمع بنو هاشم مع علي بن أبي طالب في بيت فاطمة بعد رجوعهم من المسجد كما مر وامتنعوا من البيعة واجتمع معهم طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فيما رواه الطبري . وقال محمد بن إسحاق فيما حكاه عنه ابن هشام في سيرته أنه انحاز علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وقال ابن هشام فيما رواه بسنده عن عمر بن الخطاب تخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما (اه)؛ واتفقت جميع الروايات على وجود الزبير معهم أما طلحة فقد ذكر في بعضها دون بعض والذي يستلفت النظر اجتماع طلحة معهم مع أنه تيمي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.