أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
2011
التاريخ: 22-04-2015
2090
التاريخ: 2024-08-19
403
التاريخ: 11-3-2016
2939
|
دركات الإفساد في الأرض
قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].
مثلما أن درجات الإصلاح في الأرض هي في طول بعضها، فإن دركات الإفساد فيها هي في طول بعضها أيضا. ومن هنا، فأول ما أتى الكلام عنه في الآية محل البحث هو نقض العهد، ثم تبعه الحديث عن قطع ما لزم وصله، ومن ثم ورد الكلام عن الإفساد في الأرض؛ ذلك أن نقض العهد هو بمثابة زرع الفرقة في المجتمع. إن سدى ولحمة الحبل، المنسوجة مع بعضها، تشكل الشيء الواحد للمجتمع، وإن نكثها بعد الغزل، ونقضها بعد النسج يمثل تفريق أجزاء ذلك الشيء الواحد للمجتمع. أما القطع الذي هو أسوأ من النقض فهو بمثابة تمزيق الشيء الواحد المتصل، وليس تفريق المجتمع فحسب.
فحينما ينقطع وينفصل الشيء المامور بوصله، فلن يصدر اي فعل منه، فتظهر , لذلك - أرضية الإفساد في الأرض.
ولما كان للعهد الإلهي ارتباط وثيق بروح الإنسان وشؤونها العلمية والعملية عن طريق العقل والفطرة من جهة، والنقل والرواية من جهة اخرى، فلن يكون لتفريق هذا العهد أولاً، وتقطيعه ثانياً، وتفشي الآثار المشؤومة لذلك في المجتمع البشري ثالثا، من نتيجة سوى بعثرة سدى ولحمة البضاعة المعنوية، ورأس المال الروحي، وهذا هو عين الخسارة التي لا تعوض، والتي يشير إليها الباري عزوجل بصيغة الاسم لا الفعل، وبصورة الحصر، في قوله: «أولئك هم الخاسرون» وقد بين مثل هذا الخسران المعنوي بصورة: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|