أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2020
2075
التاريخ: 29-11-2019
1087
التاريخ: 27-11-2019
1537
التاريخ: 27-1-2023
991
|
عناصر القصة القصيرة-عنصر الحوادث والأخبار
لا بد للقصة من خبر من الاخبار ترويه بصورة فنية، ولكن يجب أن يكون مفهوماً على الدوام أنه ليس كل خبر أو مجموعة من الاخبار قصة. فالشرط في أن يصبح الخبر قصة هو أن يكون له أثر كلي في نفس القارئ، وبعبارة أخرى: ينبغي للخبر الذي تحكيه القصة أن تتصل تفاصيله وأجزاؤه بعضها ببعض بحيث يكون لمجموعها أثر كلي، هذا فضلاً عن توفر شرط آخر سبقت الإشارة إليه، وهو أن تكون للخبر بداية، ووسط، ونهاية، ثم لا يكفي أن يكون للخبر أثر كلي، بل يجب أن يصور حدثاً أو موقفاً معيناً، أو بداية معينة تأخذ في النمو شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى نقطة معينة، هي "لحظة التنوير" التي أشرنا إليها، وقلنا إننا سنشرحها بعد ذلك.
وعلى هذا يكون الفرق بين الخبر الذي يقتصر على تزويدنا بالمعلومات، والخبر الذي يصوّر حدثاً من الاحداث تصويراً فنياً من نوع معين، هو الفرق بين القصة الإخبارية في الجريدة، والقصة الفنية المعروفة في الادب.
فلو كتبت لاحد أصدقائك تقول له:
"سافرت إلى الريف وسحرني بجماله وهدوئه، وقضيت الوقت كله في الحقول، ومن أجل ذلك تأخرت في الكتابة إليك، أما عمدة القرية فلا يسأم الجلوس في "الدوار" .
ويجمع حوله رفاقه من شيوخ القرية، ولقد كنت طول هذه المدة أجالس العمدة، وأقرأ له الجرائد والمجلات، واستمع معه إلى الراديو، وأكبر أولاد العمدة وهو صديق لي كذلك عاد من العاصمة وقال: إنه انتهى من الامتحان النهائي في كلية الحقوق، وأنه سيصبح محامياً بعد بضعة أسابيع، وهو يمارس الآن تجربة حب عنيف مع فتاة من بنات القرية تقرب منه في السن، ويقال إنها تحب فتى غيره، ومثلي لا يمكن أن تغيب عنه هذه المعلومات التي أكتبها إليك بثقة.
فإن في هذا الخطاب أخباراً يرويها الكاتب لصاحبه، ولكنها رويت بحيث بدأ كل خبر منها منفصلاً أو كالمنفصل عن الخبر الآخر، ومجموع هذه الاخبار لم يترك في نفس القارئ أثراً كلياً، ولذا عجزت كل هذه السطور أو الاخبار عن أن يكون لها معنى كلي، لذلك لا ينبغي لنا مطلقاً أن نطلق على هذه السطور اسم "قصة" .
إنها مجرد أخبار توردنا ببعض المعلومات كالأخبار التي نقرؤها كل يوم في الصحف لا أكثر ولا أقل.
أما القصة فإنها ومضة من الضوء يلقيها الكاتب على شريحة من شرائح الحياة إذا صح هذا التعبير، ليصور بها حادثة ذات وحدة عضوية، ويكشف بها عما يربط بين أجزائها من معان أو علائق.
إنها إذن تعتمد على أساسين كبيرين هما: اللمسة الإنسانية من جانب، وخلق مشكلة من المشكلات التي تعرض للبشر، وحل هذه المشكلة من جانب آخر.
وكما عرفنا كيف نفرق بين القصة الإخبارية في الصحافة، والقصة القصيرة في الادب، كذلك ينبغي لنا أن نفرق بين المقال القصصي والقصة القصيرة، فهذه الاخيرة وهي القصة القصيرة أدنى إلى الادب والفن بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة.
ذلك أن "العقدة" و"لحظة التنوير" شرطان أساسيان في هذا اللون من الادب، على حين أن المقال القصصي لا يشترط فيه أن تكون له "عقدة" ولا يحتاج إلى "لحظة تنوير" التي تنحل بها هذه العقدة.
إن المقال القصصي أقرب إلى "الاقصوصة" منه "إلى القصة القصيرة"، وللقارئ أن يرجع في ذلك إلى ما سبق أن كتبناه عن المقال القصصي كما هو معروف عند الكاتب الشهير باسم "إبراهيم عبد القادر المازني".
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|