تمييز المشتركات وتعيين المبهمات / محمد بن إسماعيل الذي روى عن الفضل بن شاذان (القسم الأوّل). |
1300
05:49 مساءً
التاريخ: 2023-06-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-10
1056
التاريخ: 2024-02-24
1293
التاريخ: 2024-05-16
895
التاريخ: 9/11/2022
1731
|
محمد بن إسماعيل الذي روى عن الفضل بن شاذان (1):
روى الكليني (رضوان الله عليه) في الكافي مئات الروايات عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان، وقد اختلف الأعلام (قدّس الله أسرارهم) في تشخيص محمد بن إسماعيل وأنه من هو على أقوال، والصحيح منها ما تنبه له المحقق صاحب المعالم (قدس سره) (2) ــ وقد بنى عليه جمهور المحققين من بعده ومن متأخريهم السيد البروجردي (3) والعلامة التستري (4) والسيد الأستاذ (5) (قدس الله أسرارهم) ــ من أن الرجل هو محمد بن إسماعيل النيشابوري الذي ذكره الشيخ في فصل من لم يروِ عن الأئمة (عليهم السلام) في كتاب الرجال، قائلاً (6) : (محمد بن إسماعيل يكنى أبا الحسن نيسابوري يدعى بندقي).
ويظهر هذا بملاحظة أمور:
أولها: أنّ الكشي الذي هو من طبقة الكليني ــ وهي الطبقة التاسعة ــ قد روى عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان في عدة مواضع (7)، وهو وإن لم يصرح في شيء منها بأن محمد بن إسماعيل هذا الذي يروي عنه عن الفضل هو النيشابوري إلا أنه يعلم ذلك بقرينة أنه ذكر في ترجمة الفضل بن شاذان (8): (ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري أن الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور..). وذكر أيضاً في موضع آخر (9): (وذكر محمد بن إسماعيل بنيسابور (10) أنّه هجم عليه ــ أي على أبي يحيى الجرجاني ــ محمد بن طاهر..). فيعلم مما ذكره في الموضعين أن محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكشي عن الفضل بن شاذان هو محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري لا غير.
والظاهر أن ما ذكره الشيخ في رجاله من العبارة المتقدمة مقتبس مما ورد في كلام الكشي في الموضع الأول، وأن لفظة (بندفر) المذكورة في بعض نسخ كتاب الرجال مصحفة عن لفظة (البندقي)، فلاحظ.
هذا ولكن قد يقال: إن ما ذكر من كون محمد بن إسماعيل شيخ الكليني هو النيسابوري مما لا ينسجم مع ما يوجد في موضع من بصائر الدرجات (11) وكتاب التوحيد (12) من رواية عبد الله بن محمد ــ وهو عبد الله بن محمد بن عيسى الذي يُعدُّ من الطبقة السابعة ــ عن محمد بن إسماعيل النيسابوري عن عبد الرحمن بن أبي هاشم وأحمد بن الحسن الكوفي وهما من الطبقة السادسة، إنه يعلم من هاتين الروايتين أن محمد بن إسماعيل من رجال الطبقة السادسة في حين أن الكليني من رجال الطبقة التاسعة فكيف يتسنى له أن يروي عنه؟! إلا أنّ هذا الكلام غير صحيح، فإن أقصى ما يدل عليه ذكر محمد بن إسماعيل النيسابوري في سند الروايتين هو وجود شخص يسمى بمحمد بن إسماعيل النيسابوري كان من رجال الطبقة السادسة، وهذا لا ينفي وجود شخص آخر يحمل نفس الاسم من نيسابور أيضاً وهو من رجال الطبقة الثامنة يروي عنه الكليني وهو يروي عن الفضل بن شاذان الذي هو من رجال الطبقة السابعة.
ثانيها: أن محمد بن إسماعيل النيشابوري من الطبقة الثامنة وليس غيره من رواة الشيعة ممن يدعى محمد بن إسماعيل في تلك الطبقة ليصلح أن يكون شيخاً للكليني، فإن ابن بزيع من الطبقة السادسة والبرمكي من الطبقة السابعة وهكذا الحال في غيرهم.
ثالثها: ما أفاده السيد البروجردي (قدس سره) (13) من أن الفضل بن شاذان وسائر من روى عنه نيسابوريون فيغلب على الظن أن محمد بن إسماعيل أيضاً من نيسابور. ولكن هذا الكلام غريب من مثله (طاب ثراه)، فإنه وإن كان جملة من تلامذة الفضل كعلي بن محمد بن قتيبة ومحمد بن نعيمة بن شاذان ــ ابن أخي الفضل ــ وربما علي بن شاذان هم من نيسابور إلا أنه يوجد غيرهم ممن روى عن الفضل وليس من نيسابور ــ أو لم يظهر كونه منها ــ كنصر بن الصباح (14) الذي هو من أهل بلخ، وجعفر بن معروف (15) الذي كان من أهل كش (16)، وسهل بن بحر الفارسي (17) الذي قال الشيخ (18) إنه كان مقيماً في كش، ومحمد بن مسعود العياشي (19)، وعبد الله بن حمدويه البيهقي (20)، والحسن بن علوية (21)، وابن ازداد بن المغيرة (22)، ومكرم بن بشر (23).
والحاصل: أنّ سائر تلامذة الفضل بن شاذان لم يكونوا جميعاً من نيسابور حتى يجعل هذا قرينة على كون محمد بن إسماعيل أيضاً نيسابورياً، ولكن فيما ذكر من الأمرين الأولين قرينة واضحة على كون محمد بن إسماعيل شيخ الكليني الراوي عن الفضل هو النيسابوري البندقي لا غيره.
ثم إنّه لا يعرف من حال الرجل كما قال السيد البروجردي (قدس سره) (24) إلا أنه روى كتب الفضل بن شاذان عنه بالسماع أو القراءة أو الوجادة. وأضاف (قدس سره): (أن ما يرى في كلمات بعض المتأخرين (25) من وصفه بالمتكلم الفاضل المتقدم البارع تلميذ الفضل الخصيص به كأنه إفراط من القول بغير حجة).
وما أفاده (قدس سره) في محله، فإنه لا يوجد أي شاهد على وصف الرجل بما ذكر، وأما التشبث (26) لإثبات كونه علماً كبيراً ووجهاً جليلاً بقول الشيخ كما في بعض نسخ كتاب الرجال: (يدعى بندفر) ففي غير محله، فإنه لم يثبت صحة تلك النسخة ولم يثبت أيضاً كون لفظة (بندفر) بالمعنى المذكور.
ومن الغريب ما رجحه السيد الداماد (قدس سره) من أن الرجل هو محمد بن إسماعيل بن مهران النيسابوري الذي ترجم له الذهبي (27) قائلاً: (صدوق مشهور، ولكنه أسكت قبل موته بست سنين، فالأخذ عنه فيها ضعيف). فإن هذا الرجل من رواة الجمهور (28) فلا ينبغي أن يتوهم أنّه هو محمد بن إسماعيل الإمامي تلميذ الفضل بن شاذان. والخلط بينهما يشبه خلط ابن النديم بين الفضل بن شاذان الإمامي والفضل بن شاذان العامي كما نبه عليه الشيخ (قدس سره) (29).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|