أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2021
2300
التاريخ: 2023-04-08
1105
التاريخ: 2023-10-18
1055
التاريخ: 2023-03-12
1034
|
اقترب من شباك. إذا نظرت إليه عن قرب يمكنك أن ترى انعكاساً باهتاً لوجهك. والسبب ان الزجاج ليس شفافاً تماماً. أنه يسمح بمرور 95%من الضوء الساقط عليه بينما يعكس ما تبقى؛ أي 5% منه. فإذا اعتبر الضوء موجة، فهذا أسهل تماماً للفهم. وببساطة أشد تنقسم الموجة إلى موجة كبيرة تنفذ من النافذة، وأخرى أكثر صغراً ترتد للخلف. والآن فكر قليلاً في تقوس الموجة الناتجة عن قارب ماء سريع فإن صادف ان مجداف القارب نصفه مغمور في الماء، فالجزء الأكبر من الموجة سيواصل طريقه، بينما يرتد جزء صغير عن نفسه.
وهذا الشيء سهل الفهم إذا عبرنا عن الضوء بالموجة. ومن الصعوبة بمكان أن نفهم ان الضوء سيل من الجسيمات المتماثلة الشبيهة بالرصاص. وبعد كل هذا، فإذا كانت الفوتونات متماثلة، فهذا يبرر كيف أن كل فوتون ينفذ من النافذة أو يرتد عنها بطريقة متماثلة. وكذلك فكر باللاعب الانكليزي ديفيد بيكهام عندما يضرب الكرة مرة ومرات أخرى. فإذا كانت كرات القدم متماثلة، واستطاع بيكهام ان يضرب كل واحدة منها بنفس الطريقة، فكل الكرات ستدور في الهواء وتضرب بنفس البقعة في مؤخرة الهدف. ومن الصعب التصور بأن أغلب الكرات ستمطر الهدف بنفس المكان بينما القليل منها يذهب بعيداً عند علم الزاوية.
كيف؟ ومتى؟ وهل من الممكن ان سيلاً من الفوتونات المتماثلة بالضبط يرتطم بالنافذة فتنفذ منها 95% عبر النافذة بينما ترتد 5% نحو الخلف؟ اينشتاين يقول إن هناك طريقة واحدة: إذا كان لكلمة متماثلة معان مختلفة في عالم المجهريات في عالمنا اليوم ليزيل ويقطع المعنى.
ففي عالم المجهريات، يدور بالبال أن الأشياء المتماثلة لا تسلك نفس الطريق في ظروف متماثلة. وبدلاً من ذلك، فلها فرصة متماثلة للسلوك في طريقة خاصة. فكل فوتون يصل إلى النافذة لديه فرصة بأن ينفذ كأي فوتون بنسبة 95% ونفس الفرصة ليرتد بنسبة 5%. وليست هناك طريقة لتعرف بالضبط ما الذي يحدث للفوتون. فسواء نفذ أو ارتد عن النافذة فهو خاضع تماماً للفرصة العشوائية.
وفي مطلع القرن العشرين كانت قابلية اللاتوقع شيئاً شاذاً وجديداً في العالم. تصور عجلة لعبة الروليت وارتجاج الكرة عند دوران العجلة. فالتفكير ينصب على عدد الكرات المستقرة عند ايقاف العجلة بحركة غير متوقعة، وغير متناسقة ولكنها ليست ابداً كذلك. وإذا كان من الممكن معرفة المسار المنحني الأولي للكرة، والسرعة الابتدائية للعجلة، ومسار تيارات الهواء التي تتغير من حين لآخر في مدينة الالعاب، وغيرها، عندئذ تستطيع قوانين الفيزياء التوقع 100% أين ستستقر الكرة في النهاية. ويحصل نفس الشيء مع قذف العملات المعدنية. فإذا كان ممكناً معرفة السرعة المطبقة لقلب العملة المعدنية، وشكل العملة، وغيرها، فإن قوانين الفيزياء بالتأكيد ستتوقع بنسبة 100% ما إذا كانت العملة ستستقر على الوجه الأول أم الثاني.
فلا شيء غير قابل للتوقع في عالمنا، ولا شيء عشوائي تماماً. والسبب في انه لا يمكن توقع نتيجة لعبة الروليت أو قذف القطعة المعدنية، هو أنه ببساطة لا بد من الأخذ بالحسبان معلومات كثيرة جداً للقيام بذلك. لكن مبدئياً – وهذا مفتاح الحل – لا شيء هناك يمنعنا من التوقع بكلا الشيئين.
وهذا تناقض مع العالم المجهري للفوتونات. فلا يهم تجاهل مقدار المعلومات التي نملكها. فيمن المستحيل توقع ما إذا كان الفوتون سينفذ من النافذة أم سيرتد عنها من ناحية المبدأ. فإن كرة الروليت تدور لسبب ما، وهو تفاعل عدد من القوى الدقيقة. اما الفوتون فيتحرك دون سبب اطلاقاً. وان قابلية عدم التوقع في العالم المجهري أساسية، وهذا صحيح بعض الشيء أمام العيان. وما هو صحيح بالنسبة للفوتون يصح أيضاً بالنسبة لكل سكان العالم المجهري. فالقنبلة تنفجر لأن ساعة التوقيت تخبرنا بذلك، أو لأن التذبذبات أحدثت اضطراباً، أو لأن عبوتها الكيميائية أصبحت فجأة بغير حالتها الاعتيادية. والذرة غير المستقرة أو المشعة تنفجر بكل بساطة. وهناك فرق غير قابل للإدراك بتاتاً بين الذرة التي تنفجر في لحظتها أو تلك التي تنتظر عشرة ملايين سنة قبل ان تتفتت إلى قطع متناثرة.
لقد حصل اينشتاين على جائزة نوبل للفيزياء عام 1921 ليس لنظريته المشهورة حول النسبية بل لشروحاته حول الظاهرة الكهروضوئية. وقد كان هناك اتفاق على ذلك من قبل لجنة تحكيم جائزة نوبل اعتبر اینشتاین هو نفسه أن عمله حول الكمية هو الشيء الوحيد الذي فعله للعلم والذي يعتبر بحق عملاً ثورياً. فكان ان اتفقت لجنة التحكيم لجائزة نوبل معه تماماً.
ولدت النظرية الكمية ضمن كفاح التوافق بين الضوء والمادة. والتي امست بالأساس شاذة عن كل العلوم التي مضت من قبل. فقبل عام 1900، كانت الفيزياء وصفة للتوقع بالمستقبل مع تأكيد جازم. فعندما يكون الكوكب في مكان ما اليوم، ففي يوم لاحق سيتحرك إلى مكان آخر، هذا التوقع محكوم عليه بنسبة 100% من التوافق مع قوانين نيوتن للحركة وقانون الجاذبية. وهذا يتناقض مع حركة الذرة عبر الفضاء. فلا شيء يمكن معرفته يقينياً، وكل الذي نستطيع فعله هو توقع مساره المحتمل وموقعه النهائي المحتمل.
وبينما تستند الكمية إلى اللادقة تستند بقية الفيزياء إلى اليقين. والقول بأن هذه مشكلة بالنسبة للفيزيائيين هو قليل من الاستهانة! لقد قال ريتشارد فينمان: الفيزياء تعطي حلا لمشكلة ما، محاولة توقع ما الذي سيحدث في محيط ما. وقال أيضاً: "نحن نستطيع توقع الأمور الشاذة". على كل حال، ليس كل شيء مفقوداً. فإذا لم يكن بالإمكان التوقع في العالم المجهري، فمن الممكن أن يكون حقلاً مملوءا بالفوضى. ولكن الأشياء ليست بهذا السوء. فبالرغم من ان الدراسات وما شابهها جوهرياً غير قابلة للتوقع، فمن الممكن ان ذلك يؤدي على الأقل إلى أن تكون قابلة للتوقع.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|