أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-05
1150
التاريخ: 13-12-2020
1828
التاريخ: 5-1-2023
1036
التاريخ: 5-1-2023
2022
|
مقال الخواطر والتأملات
نبغ في هذا النوع من المقال كثيرون من كتابنا، وربما كان من أظهرهم في ذلك "أحمد أمين"، الذي وصف لنا الكاتب الدقيق فقال: "إنه الكاتب الذي يسمع حفيف الاشجار، ودبيب النمل، ويرى دقيق الاشياء في الظلمة، ويرى قلوب الناس في أعينهم، ودخائلهم في صفحات وجوههم، وقد يرى بأذنه، ويسمع بعينه، وقد يرى ما لا يراه الناس، ويسمع ما لا يسمع الناس، وقد يدرك الجمال بتفاصيله، كما يدرك القبح بتفاصيله، حتى كأنه قد منح من الحواس ما لم يمنحه سائر الناس، وكأن حواسه ليست خمساً وإنما هي خمسون أو خمسمائة أو ما شئت (1).
وهذا الوصف للكاتب الدقيق ينطبق على "أحمد أمين"، كما ينطبق على غيره من الكتاب الواقعيين الذين يميلون دائماً إلى وصف الحياة الواقعة كما تبدو لأعينهم، وكما تفهمها عقولهم، لا يغيب عن علمهم شيء من دقائق هذه الحياة، ولا تفوتهم همسة من همساتها.
ومعنى ذلك أن موضوع المقالات الادبية بوجه عام ومقالات التأملات والخواطر بنوع خاص هو كل شيء في المجتمع، ذلك أن الكاتب الفني هو من استطاع أن يجد من كل شيء موضوعاً يجيد فيه ويستخرج إعجاب القارئ، ومن استطاع أن يجد من كل شيء نواة يؤلف حولها ما يصلح لها حتى يخرج موضوعه منسقاً تنسيقاً يبهر السامع والقارئ. وهو في تأليفه قد يضم الشيء إلى إلفه، وقد يضمه إلى نقيضه، وقد يصل به الكلام في الذرة إلى الكلام في الشمس، وقد يصل به الكلام في النملة إلى الكلام في الله، ولكن القارئ لا يشعر بمفارقات، ولا يشعر بهوة بين أجزاء الكلام، ويسير مع الكاتب كأنه في حلم لذيذ أو قصة محبوكة (2).
وقد كتب "أحمد أمين" مقالات كثيرة في باب الخواطر والتأملات، نشر بعضها في مجلة "الثقافة"، وبعضها في مجلة "الرسالة" وبعضها في مجلة "الهلال"، وجمع كل هذه المقالات في كتاب له بعنوان "فيض الخاطر".
____________________
(1) راجع "فيض الخاطر" احمد أمين، الجزء الاول ص 179 و 180.
(2) نفس المصدر ص 179.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|