أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-04
980
التاريخ: 2023-09-10
657
التاريخ: 18-5-2021
1425
التاريخ: 2023-11-06
1160
|
إنَّ وصف الانتشار العالمي للثقافة الفلكية غير المتجانسة والمتعددة الأوجه لهو أمر شديد الصعوبة، بالنظر إلى قلة ما كُتِب عن أي شيء سوى الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وأوروبا. ومع ذلك، يُمكننا أن نناقش بإيجاز شديد الانتشار العالمي لدعوة الفضاء، وصور رحلات الفضاء، والخيال العلمي.
كان الخيال العلمي والمستقبلية الفلكية في البداية ظاهرة شبه أوروبية – أمريكية ذكورية تقريبًا، اعتُبر فيها التسلسل الهرمي الاجتماعي والعرقي والجنساني أمرًا مُسلَّمًا به في أغلب الأحيان. وكان «غزو الفضاء» في المستقبل يُوضع في سياق تاريخ متصوّر تقليديا من الاستكشاف العالمي الأوروبي والاستيطان الغربي والتفوق التكنولوجي. تركزت حركة الفضاء المبكّرة بشكل كبير في روسيا / الاتحاد السوفييتي، والنمسا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة. وبعد الحرب العالمية الثانية، نظمت مجتمعات أوروبا الغربية أول مؤتمر دولي للملاحة الفضائية (1950) والاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (1951)، ثُم سرعان ما دمجت التمثيل الأمريكي والسوفييتي. ولكن في أعقاب «سبوتنيك»، ظهرت المجتمعات المؤيدة في أنحاء جميع العالم، بالتزامن مع برامج فضاء متواضعة وموسعة في بعض الأحيان وأرسلت القوى العظمى مركبات الفضاء ورواد الفضاء، بالإضافة إلى المنشورات والأفلام والمعارض، إلى القارات كافة، كجزء من صراعها العالمي من أجل التأثير. وخرج مواطنو أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا بأعداد غفيرة لجولات المركبات الفضائية ورواد الفضاء؛ وكثيرًا ما كانوا يرون إنجازات الفضاء على أنها ملك للإنسانية بأسرها، وليست فقط ملكًا لدولة واحدة أو كتلة من كتلتي الحرب الباردة.24
وما يعنيه ذلك للثقافة الفلكية في تلك البلدان والقارات يحتاج إلى دراسة كتمرين فكري، أود أن أقارن بين الظروف المحيطة بنشر أفكار وصور رحلات الفضاء في اليابان والصين، وهما دولتان آسيَويَّتان سرعان ما أصبحتا قوَّتَين مهمتين في مجال الفضاء. اندمجت اليابان الرأسمالية الديمقراطية في فترة ما بعد الحرب في الغرب وبنت برنامجها الفضائي بالتعاون مع الولايات المتحدة وجزئيًّا من خلال مؤسساتها الخاصة، مما أدى إلى برنامج فضائي مأهول استخدَمَ الصواريخ الأمريكية والروسية لنقل رواد الفضاء اليابانيين. استوردت ثقافة اليابان المفتوحة أدبًا وقصص خيال علمي وبرامج تليفزيونية وأفلاما عن الفضاء من أوروبا وأمريكا، كما أنتجت أخرى خاصَّة بها. وعلى النقيض من ذلك، طوّرت الصين الشيوعية برنامجًا فضائيًا عسكريًا سِرِّيًّا على النموذج السوفييتي، لكنها فتحت مجتمعها بعد الثمانينيات من القرن الماضي أمام اقتصاد رأسمالي جزئي وتدفق خاضع للسيطرة، ولكنه لا يزال أكثر حرية للمعلومات والسياحة والترفيه عبر حدودها. ومن أجل بناء القدرة العلمية والتكنولوجية والتدليل على تلك القدرة على النطاق الدولي، أنشأت الحكومة برنامجًا مأهولا للفضاء ثم برنامجًا آليا للقمر والمريخ. وظلت الدعاية والمعلومات الحكومية حول الفضاء محوريةً بالنسبة إلى الثقافة الفلكية الصينية في مجتمع لا يزال يسيطر عليه الحزب سيطرةً مُحكمة. ولكن بعد أنْ أطلقت الصين أول رائد فضاء في أكتوبر 2003، أصبح مشهورًا على النطاق الوطني في ظل ثقافة إعلامية جديدة حطَّمت حدود نموذج البطل الشيوعي القديم. 25 سمح الانفتاح الاقتصادي والثقافي أيضًا بدخول الخيال العلمي الفضائي الغربي، ولا سيما أفلام مثل سلسلة «رحلة عبر النجوم» («ستار تريك») إلى السوق الصينية تمامًا كما دخلت إلى السوق اليابانية في وقت سابق. وعلى الرغم من اختلاف المجتمعين حتى الآن، فإنَّ أمركة وعولمة الترفيه والثقافة الشعبية قد أنتجت درجةً من التقارب في أنواع صور رحلات الفضاء التي تصل إلى جمهورها.
يُشير الانتشار العالمي للأفلام والحلقات التليفزيونية الهوليوودية التي تتضمن موضوعات عن الفضاء إلى أنها أصبحت الآن واحدةً من أهم الوسائل التي تصل بها صور رحلات الفضاء إلى جمهور العالم بأسره، تليها الأخبار والتغطية الإعلامية الشائعة للأحداث أو إنتاج صور البعثات الفضائية الحقيقية. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنَّ الثقافة الفلكية قد أصبحت موحدة عالمياً. وبالنظر إلى أنه حتى في نطاق البلد الواحد، فهي «مجموعة غير متجانسة من الصور والأعمال الفنية ووسائل الإعلام والممارسات التي تهدف جميعها إلى إسباغ معنى على الفضاء الخارجي.» على حدّ تعبير جيبرت مرة أخرى، فإن مثل هذه النتيجة يمكن تخيلها بصعوبة. ما يمكن للمرء أن يقوله هو أنه في حين أنَّ التمثيلات الثقافية لرحلات الفضاء، الواقعية والخيالية، كانت في يوم من الأيام تقتصر تقريبًا على المجتمعات الأوروبية الأمريكية المتقدّمة، إلا أنها أصبحت الآن ظاهرة عالمية.
____________________________________________
هوامش
(24) Teasel Muir-Harmony, “Selling Space Capsules, Moon Rocks, and America: Spaceflight in U.S. Public Diplomacy, 1961–1979,” in Reasserting America in the 1970s, edited by Hallvard Notiker, Giles Scott-Smith, and David J. Snyder (Manchester, UK: Manchester University Press, 2016), 127– 142; Maurer, Richers, Rüthers, and Scheide, Soviet Space Culture, 167–225.
(25) James R. Hansen, “The Taikonaut as Icon: The Cultural and Political Significance of Yang Liwei, China’s First Space Traveler,” in Dick and Launius, Societal Impact, 103–117.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|