متى بداً الانسان يخمن أن الأرض مستديرة؟

عاش خلال القرن السادس قبل الميلاد ، في اليونان ، عدد من الرجال أطلقوا على أنفسهم اسم الفلاسفة ، وقد حاولوا تفسير حقائق الطبيعة بدون استخدام القصص التي جاءت في أساطير الأقدمين .

واعتمادا على حقيقة ان الشمس والقمر والنجوم تغرب في الغرب ثم تشرق في الشرق في اليوم التالي ، اعتبر هؤلاء الرجال أن كل شيء في السماء يجب أن يسير حول الأرض يومياً ، وقد لاحظوا أيضاً ، أن بعض النجوم ، في الشمال ، لا تغرب أبداً ، ولكنه تتحرك في دوائر ، حول النجم  الشمالي ( النجم القطي) « بولاريس » . وبدا واضحاً لهم أن السماء ليست وعاء شبه نصف الكرة ، كما كانت تبدو للإنسان البدائي ، ولكنها كرة كاملة .. كرة مجوفة .

وفي العلوم ، تؤدي الفكرة إلى فكرة أخرى ، وفكرة الكرة السماوية ، كما كان يطلق على كرة السماء ، أدت إلى اكتشاف أكثر أهمية . وكان منطق لفلاسفة ، أنه إذا كانت السماء كرة فإنه يبدو من الملائم أو المناسب ، أن يكون شكل الأرض كروياً ، وكانت هذه الفكرة تدرس معرفة قلة من الفلاسفة منذ القرن الخامس قبل الميلاد ، أي قبل ألفى سنة من إثبات سفن « فرديناند ماجلان» أن لأرض كروية بقيام تلك السفن برحلة بحرية حولها .

ولقد لفت العلماء الأنظار إلى حقائق مألوفة كانت تظهر أن الأرض ذات سطح منحن ، فعندما تختفي  سفينة ما عند الأفق ، فإنهم أشاروا إلى أن صاريها يظل مرئياً فترة من الوقت بعد أن يختفي جسم السفينة عن الأنظار ، وكأنما كانت السفينة تصعد تلا ثم مهبط على سفحه الآخر .

وقبل ظهور المسيح بأكثر من قرنين من الزمان، استطاع يوناني يدعى « إيراتوستينس » ، كان بعمل أميناً لكتبة المتحف الكبير بالإسكندرية ، في مصر ، أن يحسب المسافة التي تحيط بالأرض في دقة تقرب من الكمال .