أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-27
![]()
التاريخ: 2024-06-05
![]()
التاريخ: 2023-03-29
![]()
التاريخ: 2023-08-30
![]() |
- كتب الحسن البصري إلى الحسن بن علي (عليه السلام): أمـا بعـد فـأنتم أهـل بيـت النبوة ومعدن الحكمة وإن الله (عز وجل) جعلكم الفلك الجارية في اللجج الغامرة يلجأ إليكم اللاجئ ويعتصم بحبلكم القالي من اقتدى بكم اهتدى ونجـا ومـن تخلف عنكم هلك وغوى وإنّي كتبت إليك عند الحيرة واختلاف الأمــة القدر فتفضي إلينا ما أفضاه الله إليكم أهل البيت فنأخذ به.
فكتب إليه الحسن بن علي (عليه السلام): "أما بعد فإنا أهل بيت كما ذكرت عند الله (عزوجل) وعند أوليائه. فأما عندك وعند أصحابك فلو كنا كما ذكرت ما تقدمتمونا ولا استبدلتم بنا غيرنا، ولعمري لقد ضرب الله مثلكم في كتابه حيث يقول: {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة: 61] هذا لأوليائك فيما سألوا ولكـــم فيما استبدلتم، ولولا ما أريد من الاحتجاج عليك وعـلـــى أصحابك مـا كتبت إليك بشيء مما نحن عليه، ولئن وصل كتابي إليك لتجدت الحجة عليك وعلى أصحابك مؤكدة، حيث يقول الله عزّ وجلَّ: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] فاتبع ما كتبت إليك في القدر فإنّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله (عز وجل) فقد فجر، إن الله (عز وجل) لا يـطـاع بـــإكراه، ولا يُعصى بغلبة، ولا يهمل العباد من الملكة، ولكنّه المالك لما ملكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن أئتمروا بالطاعة لم يكن عنها صاداً مثبطاً، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها ولا كلفهم إياها جبراً، بل تمكينه إياهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم فجعل لهم السبيل إلى أخذ ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، ووضع التكليف عن أهل النقصان والزمانة. والسلام" (1).
إشارة: هذا الحديث ينطوي على معارف جمة يُعد طرح بعضها خارجا عن نطاق بحثنا الحالي، أما المقدار الذي يمكن الإشارة إليه فهو ما يلي:
أ: إن ما يتعلق باستبدال الخسيس بالنفيس والداني بالعالي قد طبقـه محتوى الحديث المذكور بقطع النظر عن سنده) على تقديم غير المعصوم على المعصوم والمفضول على الفاضل والأفضل؛ فإذا كان غير المعصوم بمنزلة الثوم والبصل وهما مما ينبت من الأرض فإن المعصوم هــو المن والسلوى اللذين ينزلان من سماء الولاية والكرامة.
ب: الإمام المعصوم لم يذهب - كما هو حال الكاتب ـ إلـى مكتب ولا إلى مدرسة فهو مهتد بذاته من دون هداية هاد، ومتعلم بنفسه من دون تعليم معلم؛ وذلك لأنه المظهر التام للإله حيث إن تلك الذات الربوبية هي هكذا بالأصالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. العدد القوية ص33، وبحار الأنوار، ج 10، ص 136.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|