المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28



لمن العزة؟  
  
1147   03:15 مساءً   التاريخ: 2023-05-24
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص146 ــ 155
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017 2313
التاريخ: 2-2-2017 2500
التاريخ: 2-1-2020 3177
التاريخ: 24-1-2016 2727

بحثنا عن شخصية الطفل، بحث قيم، فلينتبه الآباء والأمهات وخاصة الأمهات ان الاسلام يهتم كثيراً بشخصية الانسان ويعتبر ان للمسلم عزة وشخصية مهمة جداً بحيث يجعلها إلى جانب عزة الله ورسوله يقول القرآن الكريم: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].

والرواية التي ذكرتها عن الامام الجواد البارحة يتشابه مضمونها مع هذه الآية الشريفة (من اراد عزاً بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل عن ذل معصية الله إلى عز طاعته).

نستفيد من هذه الرواية ان احدى ثواب المؤمن وإحدى نتائج العمل الصالح ان يهب الله شخصيته للأنسان. وهذا الأمر مهم جداً في الاسلام بحيث انه لا يجوز للأنسان ان يفعل ما يهينه او يحقره به الناس. واثمه كبير كما ان اثم اهانة المسلم وتحقيره كبير جداً أيضاً. فحديث (من اهان ولياً فقد بارزني بالمحاربة)(1). توضح لنا اشياء عديدة وشخصية الانسان نفسه ايضا مصداق هذه الرواية ايضا لذلك فان سؤال الناس مذموم جدا حتى نجد في الروايات إذا أدى السؤال الى تحقير فان ذلك حرام الا ان يكون مضطراً كالاحتياج المبرم الى الطعام فعليه ان يسأل بما يرفع احتياجه والا فعليه ان يدير اموره ولو بصعوبة. ونقرأ في الروايات ان الذين يسأل الناس من دون خاصة فانه سيحشر يوم القيامة ووجهه خال من اللحم اي في حال الفضيحة ومن دون شخصية. وكذلك إذا سأل شخص من دون حاجة وحقر نفسه فانه قد هيء جهنم لنفسه.

وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أكد على هذا الأمر كثيراً بحيث صار المسلمين لا يطلبون الماء على الطعام من اصحابهم بل كانوا ينهضون بأنفسهم ويحضرونه. ونقرأ في التاريخ ايضاً انه لم يكن يطلب السوط من أحد إذا وقع على الأرض وهو راكباً بل كان يحضره بنفسه. ومن الواضح ان الانسان لو أراد ان يسأل ابنه او زوجه فإنه سيحقر شخصيته ويختلف الأمر كثيراً من ان يقضي حاجته بنفسه على ان يتكل على الآخرين وان يعمل هو للآخرين غير ان يعمل له الآخرين فمثلاً قد تساعدوا زوجاتكم في شغل البيت. لكنها تقوم هي بكل شيء ومن البديهي انكم ذليلون امامهن مع انها ذلة قليلة جداً لكن إذا راجعتم ضمائركم فستدركون معنى ذلك جيداً لذا ينهي الاسلام عن السؤال ويعتبر ان تحقير الشخصية اثماً عظيماً ولقد أكد كثيراً على هذا الموضوع حيث نقرأ في الروايات. ان عمار الساواتي كان أحد الرواة الجيدين. جاء ذات يوم إلى الصادق (عليه السلام) وقال: يا ابن رسول الله ان صديقي كان ينوي الذهاب إلى مكة ولم أدعه (كان حجاً مستحباً) وقلت له اصرف هذا المال على زوجتك وابنائك بدلاً من ان تصرفه في الطريق، كالكلام الذي يطلقه بعض الجهلة اليوم يقولون اصرف مال الحج على الفقراء والاعمال الاجتماعية يقول الراوي ما ان قلت ذلك للصادق (عليه السلام) حتى غضب وقال: ستضرر من كلامك الفارغ هذا. يقول ما ان خرجت من عنده حتى مرضت وطال مرضي عام واحد وكان قد قال لرفيقه فقط لا تذهب هذا العام إلى مكة. واصرفه على عيالك.

ونقرأ في روايات أخرى ان شخصاً جاء للصادق (عليه السلام) وقال اريد الذهاب إلى مكة وعندما سأله (عليه السلام) عن رفقاؤه وعددهم له رأى انهم لا يتناسبون من حيث الوضع المالي فهم أغنياء وهذا فقير. فنهاه الصادق (عليه السلام) عن السفر. فان الصادق (عليه السلام) الذي قال لعمار الساواتي إنك ستتأذى من منعك اياه السفر أمر هذا الشخص بالبقاء لأن وضعه لا يتناسب مع رفقائه وإذا اراد ان يصرف مثلهم فلن يتمكن من ذلك وسيحقر نفسه ويهين شخصيته وشخصيتك اهم من الذهاب إلى مكة. ولدينا الكثير من هذه الروايات والآيات التي قرأتها. الاسلام يؤكد على الشخصية لأن عادة لا يبالي الذين لا يملكون شخصية بارتكاب المعاصي. وإذا كان هناك احصاء ستجدون ان الخيانات يرتكبها 90% من الاشخاص المحقرين الذين لا يملكون شخصية محترمة. والا فالعزيزين في المجتمع. الذين يحترمهم الناس ويملكون شخصية اجتماعية ودينية حقة فان هؤلاء عادة لا يرتكبون الذنوب. فالذنب للحقير. الذي لا شخصية لديه. فالبائع الذي يخون في بيعه اول شيء يفعله انه يحقر شخصيته وعادة ما يكون المحتكر والمخادع والذي يغش في التعامل من الذين لا شخصية لديهم فيحقرون شخصياتهم ثم يرتكبون الذنوب. والنساء الغير محجبات لا شخصية لديهن حتى لو كن اثرياء ويملكن السيارات لكن عندما تدقق في هيأتهن تجد انهن يفتقدن الشخصية. وعادة ما يكن من عائلات حقيرة قليلاً ما تجدهن من عائلات محافظة وغبية الا ان يكون رفقة السوء او ازواجهن قد اضللهن وقليل ما تجد امرأة غير عفيفة في عائلة مرموقة. فعدم العفة واللامبالاة والفساد والاختلاط ينشىء جميعه من فقدان الشخصية. لذلك يقول علماء علم الأخلاق ان الذنب عادة ينتج عن فقدان الشخصية. لأن الذي يفتقدها يذنب وهذا اي تراكم الذنوب يسحق شخصية الانسان وعندها يصبح الانسان وقحا لا يستحي وقد يقدم على أي شيء فيتجاهر بالفحشاء والسرقة والغش في التعامل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يصبح انساناً هلوعاً يفقد الصبر والاستقامة عند المصائب. يقول القرآن الكريم في هذا المجال: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج: 19 - 21]، وعادة فاقد الشخصية يكون كذلك. إذا ابتلي بمصيبة تقاطع الله والاسلام والثورة والناس ويعترض في كل مكان. ولا يستطيع الصبر والثبات امام البلاءات. وإذا حصل على مال او جاه فانه يسيء استعمالها واستغلالها. ولقد قرأنا وشاهدنا في التاريخ الأشخاص الحقيرين الذين حصلوا على القدرة اي جرائم ارتكبوا. واي تصرفات مهينة قام بها هؤلاء عندما حصلوا على مال لذا يقول الاسلام يجب ان يحافظ المسلم على شخصيته والا قد يصبح خائن ومجرم ويصبح المال والقدرة لديه كالسيف في يد السكران ونرى احياناً اشخاصاً من عائلات رذيلة تعلموا وأصبح علمهم ومقامهم وبال عليهم وعلى المجتمع. وعلى الانسان ان يسعى لأن يحصل شخصيته.

اما بحثنا الذي يتحدث عن الأطفال علينا ان نسعى لكي نحافظ على شخصيتهم واحترامها قد تسحق لحظة غفلة او كلام غير مناسب. شخصية الطفل والمراهق والشاب. وتحوله الى انسان رذيل وحقير في المجتمع. فماذا علينا أن نفعل لنحافظ على شخصية أبناءنا وإكرامها.

1ـ ان الطفل يحتاج الى محبة وان تحذروا من إرساله الى الحضانات وغيرها وان يرضعن الأمهات من حليبهن. وان تنتبهوا الى ملاطفة ابنائكم وان تمسحوا على رؤوسهم خاصة الآباء وان تجلسهم في احضانكم وتنامون إلى جنبهم، فان هذه الأمور تدعم شخصية الطفل بعكس الأطفال الذين يتربون في الحضانات عادة ما تسحق شخصياتهم. فيصبحون جناة فيما بعد.

أحد نشاطات المؤسسات CIA والموساد وغيرها ان تحبذ المجرمين ويلزمها بعض القساة فينتخبوهم من الأيتام او الذين لم يتربوا في احضان آبائهم. وهذا صحيح فالطفل الذي لا يعرف حليب أمه ولم ير والديه ولا يعرف الملاطفة فان شخصيته مسحوقة منذ اليوم الأول.

2ـ احذروا اهانة ابناءكم ان التأديب أمر ضروري، لكن الاهانة حرام حتى لو كان طفلا صغيراً او رضيعاً في الشهر الأول من عمره فان الصراخ في وجهه يكفي ليسحق شخصيته خاصة المراهق والشاب. وكم من الرسائل التي وصلتني في عهد الثورة من الشباب والفتيات وعندما اقرأ الرسالة من أولها إلى آخرها فاعرف ان سبب احراجهم اهانة الأهل لهم فتؤثر على شخصياتهم وتسحقها ويحولون مجرمين وجناة الى المجتمع. احذروا تحقيرهم امام الاطفال وخاصة امام الغرباء والاقارب.

وأحد الأمور التي يجب ان تراعى ولا نراعيها. التفرقة بين الأولاد. بين البنت والصبي وبين الشاطر والكسول وبين الحسن والسيء فاذا ميزت أحدهم على الآخر امامه فأنك تسحق شخصيته. وهذه التفرقة التي قد يقوم بها بعض الآباء او الأمهات الجاهلين هذه تؤدي إلى شقاء الاولاد وتعاستهم. وتصبح عقد لديهم تؤدي الى سحق الشخصية والشقاء والجرائم والمعاصي. واخيراً احذروا اهانة ابنائكم وأكرموا شخصياتهم اينما تكونوا عند الطعام قدم له ما تقدم لنفسك ضع له صحن وملعقة خاصاً به.. ولا تقدم الآخرين وحتى نفسك عليه. في تقسيم الطعام.

إذا لم يحصل على علامة جيدة في الدرس حذار من ان تعيروه بذلك واسعَ بان تفهمه بالنصيحة حتى لو اضطررت ان تتكلم مثله وبلسانه. او ان تنتبه بنفسك إلى درسه لكي يحسن علاماته. لكن إذا اهنته الآن فتيقن انه سيرسب في الامتحان الثاني وتيقن ان شخصيته ستسحق وستقضي على مواهبه وسيكره الدرس بدلاً من ان يحسن علاماته. بينما عليكم ان تقدموا إلى المجتمع ابناء وفتيات ذو شخصية محترمة.

فكروا بهذه الرواية التي عن النبي (صلى الله عليه وآله): (الولد سيد سبع سنين وخادم سبع سنين ووزير سبع سنين فان رضيت مكاتفته لأحدى وعشرين والا فاضرب على كتفه قد اعذرت الى الله فيه)(2).

ما معناه؟ معناه ان هناك مرحلة للطفل، مرحلة الطفولة عليك ان تلاطفه فيها وأن تنمي شخصيته فيها ومرحلة المراهقة عليك ان تعطيه شخصية ايضاً اي ان تستخدمه، يجب ان نتحدث بشكل مستقل عن العمل في فترة المراهقة. حيث على الأهل ان يشغلوا اولادهم ويرغبوهم بالجوائز والكلام الحسن. هذه المرحلة الثانية.

اما المرحلة الثالثة والحساسة جداً. مرحلة الشباب. يقول النبي (صلى الله عليه وآله): وزير اي انه وزيركم فالسلطان الجيد ينتخب وزيراً ليتشاور معه. لكي لا يكون هناك ظلم واستبداد. فعلى الأب ان يستخدم ابن السبعة عشر او عشرون عاماً انما بالمشورة بدل ان يأمره. قد يشتم بعض الأهالي الجاهلين ابناءهم ويحقرونهم عندما يتكلمون اخرس فانك لا تفهم شيئاً و.. هذه الجمل تعني سحق الشخصية وفي المرة الثانية والثالثة سيتحول مجرماً إلى المجتمع، الا إذا كان الأبناء ممتازين فستقدموهم إلى المجتمع بقلوب محطمة.

فابنتك الشابة البالغة من العمر سبعة عشر او ثمانية عشر عاماً التي عليها ان تشاورك في انتخاب زوجها وعليك ان تنتخب لها الأفضل لكن التحقير في الكلام يشمل شخصية ابنتك.

علينا ان نتعامل بشكل خاص مع الولد في مرحلة الشباب حيث يرفع من شخصيته كثيراً في هذه المرحلة. ويعتقد انه أعلم منك وتفكيره أرقى وهذا جنون الشباب ومع انه مخطئ الا ان واجبنا ان نجعلهم وزرائنا، علينا ان نأمرهم بواسطة المشورة، قد تؤمر الفتاة بالطبخ والكنس فاذا رفضت تنهال عليها الشتائم والاهانات فانه لا فائدة من هذا الكلام الا انه يجلب الذل للعائلة وتقتل مواهب الفتاة فأما ان تنجن او تضعف اعصابها. فتعجز عن

ادارة حياتها الزوجية وتربية اطفالها بشكل جيد. علينا ان نأمر وننهي لكن تحت غطاء التشاور، واصلاً ان اسلوب النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين لم يكن بالأمر والنهي وكانوا إذا ارادوا ان يقولوا افعلوا هذا الأمر يقولون: إذا فعل هذا الأمر فانه جيد.

وما معنى ان يأمر القرآن الكريم النبي (صلى الله عليه وآله) بالتشاور؟ هذا معناه ايها النبي شاور المسلمين لكي ترفع من شخصياتهم. {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، اي اسأل الناس ماذا نفعل ولكنه القرار النهائي لك انت {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ} [آل عمران: 159]، لكن قبل ان تقرر وتعرف ماذا عليك ان تفعل أكرم شخصية اصحابك وشاورهم. وهذا ما تقوله الآية ايضاً للآباء والأمهات قرار تزويج الفتاة لكم أنتم لكن عليكم ان تشاوروها. وبالتشاور تتنمى المواهب وتمكن من ان يتخذ القرار الجيد بنفسه وعندها تنجح الفتاة في حياتها الزوجية وغيرها من الأمور وكذلك الصبي. لذلك علينا ان نكرم شخصيات أطفالنا وخاصة المراهقين منهم والشباب، فلا نجرحهم بالكلام الخشن واللاذع وهذا خطأ كبير شائع بين الناس. وعلى الثورة ان تزيله خاصة من بين النساء.

والتحقير مرسوم بين النساء الجاهلات حيث تهين الواحدة الاخرى لتثبت شخصيتها وهذا كلام فارغ فيجب ان لا يتكلم المسلم بكلام ركيك أو اهانة.

رواية أنقلها لكم وخاصة للنساء، كانت عائشة جالسة مع النبي (صلى الله عليه وآله) فاتفق اليهود على أن يشتموا الرسول (صلى الله عليه وآله) فدنا أحدهم وقال له: سام عليكم فأجاب (صلى الله عليه وآله): وعليكم. ثم جاء الثاني وقال: سام عليكم فرد عليه النبي (صلى الله عليه وآله): وعليكم، وكان لون عائشة يتغير في كل مرة إلى ان جاء الثالث وكرر: سام عليكم فرد النبي (صلى الله عليه وآله): وعليكم ولم تستطع عائشة الصبر وقالت: (يا ابناء القردة والخنازير) عندها التفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى عائشة وقال ان ذلك الشتم يتجسم على شكل قبيح اسوأ من الكلب والخنزير ويرافق الانسان في القبر وعالم البرزخ ويوم القيامة. اي ان النبي (صلى الله عليه وآله) يستنكر حتى شتم اليهود.

نقرأ في التاريخ والروايات انه بينما كان يعبر أمير المؤمنين (عليه السلام) رأى ان الجنود في حرب صفين يشتمون معاوية. طبعا شتائمهم واضحة. كالخبيث والملعون و..

وإذا زادت وتيرتها كثيراً فانهم يذكرون صفات ابي سفيان وأم هند. لكن الامام (عليه السلام)، نهاهم عن ذلك وقال ان يتجسم بهيئة قبيحة. ثم امرهم ان يدعو لهم بالهداية بدل ذلك. توهين الآخرين امر قبيح جدا وهو مشهور بين النساء. والأقبح من ذلك تحقير الأطفال.

لذلك نجد في الروايات ان لا تدعو ابنكم بالسفيه لأنه يصبح حقيقة سفيهاً. اي من دون شخصية. قد تنهض الأم نصف الليل وبدل ان تلاطف ابنها. وترضعه تبدأ بالصراخ في وجهه وشتمه. ما هذا الوضع السيء. ان هذا يؤثر على الطفل الصغير. فكيف بالصبي في عمر السابعة او الثامنة او العاشرة.

ان هذه التصرفات تحقر الطفل وتسحق شخصيته وتصنع منه مجرماً وتقضي على نشاطه وحياته. وقضايا الطلاق المنتشرة في البلدان الاسلامية وفي ايراننا وفي البلدة المتحضرة كأمريكا وبريطانيا وغيرها جميعها سبب الجرائم وانتشار الفحشاء.

لكن اسباب الطلاق عندنا نحن المسلمين وقد أجريت مطالعات عديدة وكنت على اتصال مباشر مع هذه القضايا بعد الثورة وأدركت من الاتصالات الهاتفية والرسائل. والتحدث مع الأزواج ان نسبة 50% من قضايا الطلاق يعود سببها إلى أهل الفتاة او أهل الشاب. او كلاهما و30% إذا لم يكن أكثر من ذلك ناتجة من عقد الفتاة او الزوج وعندما ندقق نجد ان سببها تقصير الوالدين و80% سبب الأهالي. إني احذركم ثمانون في المئة من قضايا الطلاق بسبب الوالدين ولا أقول ذلك من دون سند. و30% ايضاً لأنهم لم يعطوا الشخصية لأبناءهم ولم يشاوروهم ارجو ان لا يكون في مجلسنا هذا من هؤلاء الاشخاص السلبيين. اذا ارسل احدهم ابنه الى السوق فيشتري له الفواكه والخبز واللحم وعندما يعود لا يشكره بل يدقق في وضع المشتريات اذا كانت الفاكهة طازجة ام كان اللحم جديداً و... وإذا لم يعجبه ذلك يهينه ويشتمه وهل تعلم عظمة هذا الذنب. (من اهان ولياً فقد بارزني بالمحاربة).

سألوا الامام الصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله! من هذا الولي. فأجاب: شيعتنا اي ابناءكم. يعني ابنك البالغ من العمر 12 او13 واربعة عشر عاماً فما دخل هذا الصبي ان لم يكن اللحم طازجاً. عليك ان تشكره ان تكرمه ان تقول له: بارك الله بك، وعادة النساء لا يقولون ذلك بل يحقرونهم والرجال غالباً ما يأتون متعبين الى البيت، ايها السيد عندما تدخل إلى بيتك عليك ان تدخل بنشاط، انه من واجبك ان تهتم بأبنائك عند قدومك إلى البيت وان تستمع إليهم وتلعب معهم. وتشجعهم في اللعب وتقول لهم بارك الله بكم.

كانت الزهراء (عليها السلام) تجلس وتراقب لعب الحسن والحسين (عليهما السلام) وتشجعهم بقولها لهم بارك الله بكما. وكانت تفرط حبات عقدها ليجمعوه وكان علي (عليه السلام) يلاعب أبناءه. عليك أن تفعل ذلك ايضاً لا ان تصرخ في وجهه إذا أخطأ من الطبيعي ان يخطئ الولد. لكن هذه اهانة وتحقير لشخصيته.

ادق ناقوس الخطر لكم ان هذا الصراخ والاهانات والكلام الخشن يتجمع فوق بعضه البعض. ويتجسم حسب القرآن والروايات على هيئة قبيحة وتحشر مع الانسان في القبر. والأمر الثاني انه يؤثر على هويتكم ويجعلكم كالمتوحشين ولو كنتم تملكون عين البصيرة لرأيتم انفسكم بتلك الصورة. فالأب الذي لا ينسجم مع ابنائه وزوجته ويعكر صفو البيت إذا حضر فهذا ليس بأب.

ان اقوالكم ومخاوف الابناء منكم تؤثر عليكم وتصبح ملكة لديكم وملكة التوحش. تصنع لك هدية وتصبح على شكل كلب وسترى ذلك عندما تملك البصيرة. {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]، سترى نفسك على تلك الهيأة في اليوم الذي سيبصر فيه الجميع ايتها السيدة ان تحقيرك واهانتك لأطفالكم خاصة للمراهقين منهم والشباب تتراكم وتتجسم وترافقكم في القبر طيلة المليون عام او لا أدري كم يطول عالم البرزخ سيكون هذا الكلب المتوحش رفيقكم حيث ينهشكم في كل يوم منه.

رأى أحد الاشخاص أحد العلماء الكبار في منامه (لا يفرق إن كان هذا عن طفلكم او عن الآخرين).

فسأله كيف حالك؟ قال: إن وضعي ممتاز لدي قصر وحور العين وكل شيء ممتاز الا إني أنكوي وأحترق فسألوه لماذا؟ قال كل صباح يأتي عقرب ويلسعني في إصبع رجلي فسألوه عن السبب. لأني اهنت مسلماً ولم أتب وانتقلت من الدنيا قبل ان اتوب.

فمعاذ الله ان تسحق شخصية الطفل وتجعله مجرماً او تقتله. فتهيء هذه العقرب لنفسك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الوسائل، مجلد8، ص59،ح11. 

2ـ كنز العمال، خبر45338. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.