أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-16
![]()
التاريخ: 25-11-2014
![]()
التاريخ: 2024-09-15
![]()
التاريخ: 2024-06-27
![]() |
التوحيد العبادي والطاعة للرسول
إن جميع أنبياء الله كانوا يدعون الناس إلى التوحيد العبادي، كما قال نبي الله هود (عليه السلام) لقومه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] ، وصحيح أن جملة {اعبدوا الله} لا تفيد الحصر، لكن جملة {ما لكم من إله غيره} مبينة لحصر العبادة في الله سبحانه، وهي تفسر بجلاء كلمة: "لا إله إلا الله" (1).
ونبي الله صالح (عليه السلام) تحدث مع قومه بنفس الكلام: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]. كذلك يقول حول نبي الله شعيب: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 85]. وفي أمر كلي عام يقول الله سبحانه لرسوله: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي } [الزمر: 14] هذه الجملة التي تفيد الحصر بتقديم المفعول على الفعل، فلسانها شبيه بلسان (إياك نعبد)، وكلمة (مخلصة) مؤكدة لذلك المعنى الذي يستفاد من الحصر.
تنويه: إن تقديم المفعول على الفعل، ليس دائما لأجل الدلالة على الحصر، لأنه في بعض الأحيان يكون التقديم بداعي الاهتمام وأمثال ذلك، لكن في مثل هذه الموارد المحفوفة بالشواهد البينة من جهة والخطوط العامة لمقاصد الوحي من جهة أخرى ترشد إلى أن السبب الأساسي في التقديم هو إفادة الحصر.
وأثر التوحيد العبادي هو أن الإنسان لا يطيع غير الله في أي شيء، والأمر بطاعة الوالدين أو الرسول وأولي الأمر، لا يتعارض أبدأ مع التوحيد العبادي لله سبحانه، لأن طاعة هؤلاء في الحقيقة هي طاعة لله واستجابة لأمر: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]. وطاعة الله وعبادته لا تتحمل ولا تقبل الشريك حتى يكون الإنسان مطيعا لله في بعض الأمور وفي غيرها يكون مطيعا للقانون، وأولي الأمر أو الوالدين، بل إن الطاعة في جميع هذه الموارد نتيجة لأمر الله.
وطاعة الإنسان للناس الآخرين قد حددت في إطار طاعة الله: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"(2). فأصل الطاعة للآخرين مشروط بأمر الله، وحدها وإطارها أيضاً هو عدم المساس بالحدود الإلهية، ولهذا لا يجوز طاعة المخلوق إذا لزم منها معصية الخالق. إذن فجميع الطاعات محصورة في طاعة الله سبحانه، والحصر المستفاد من "إياك نعبد" وكذلك الأصل الكلي: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57] لا تخصيص فيه وهو باق على إطلاقه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. لأن (لا إله إلا الله) ليست مكونة من قضيتين سلبية وإيجابية حتى تكون احداهما نافية للآلهة والطاغوت والأخرى مثبتة لله سبحانه، بل أنت المجموع جملة واحدة ولها مضمون ومفاد واحد، لأن (الا) هي بمعنى "غير" ومعنى (لا إله إلا الله) هو ان غير الله الذي هو ثابت و مسلم بالحقيقة والفطرة لا يوجد إله، وليس معناها، (لا) للآخرين و(نعم) لله سبحانه حتى يكون إثبات الله محتاجة إلى دليل.
2 . البحار، ج 10، ص227.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|