المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18780 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى : فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ  
  
26   09:18 صباحاً   التاريخ: 2025-04-16
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 3، ص312-314.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

معنى قوله تعالى : فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ

قال تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} [هود : 57 - 60].

قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى : فَإِنْ تَوَلَّوْا هذا حكاية عما قاله هود عليه السّلام لقومه والمعنى : فإن تتولوا ، ويجوز أن يكون حكاية عما قاله سبحانه لهود ، والمعنى : فإن تولوهم يَسْتَخْلِفُ قل لهم فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ أي : ليس ذلك لتقصير مني في إبلاغكم ، وإنما هو لسوء اختياركم في إعراضكم عن نصحي ، فقد أبلغتكم جميع ما أوحي إلي.

وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ أي : ويهلككم ربي بكفركم ، ويستبدل بكم قوما غيركم ، يوحدونه ، ويعبدونه وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً يعني إذا استلف غيركم ، فجعلهم بدلا منكم ، لا تقدرون له على ضر . وقيل : معناه لا تضرونه بتوليكم ، وإعراضكم شيئا ، ولا ضرر عليه في إهلاككم ، لأنه لم يخلقكم لحاجة منه إليكم إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ يحفظه من الهلاك إن شاء ، ويهلكه إذا شاء . وقيل : معناه إن ربي يحفظني عنكم ، وعن أذاكم . وقيل :

معناه إن ربي على كل شيء من أعمال عباده حفيظ حتى يجازيهم عليها وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا بهلاك عاد نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ من الهلاك . وقيل :

إنهم كانوا أربعة آلاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا أي : بما أريناهم من الهدى والبيان .

وقيل : برحمة منا أي : بنعمة منا ، وهي النجاة أي : أنجيناهم برحمة ليعلم أنه عذاب أريد به الكفار ، لا اتفاق وقع وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ أي : كما نجيناهم من عذاب الدنيا ، نجيناهم من عذاب الآخرة . والغليظ : الثقيل العظيم . ويحتمل أن يكون هذا صفة للعذاب الذي عذب به قوم هود.

ثم ذكر سبحانه كفر عاد ، فقال : وَتِلْكَ أي : وتلك القبيلة عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ يعني معجزات هود الدالة على صحة نبوته وَعَصَوْا رُسُلَهُ إنما جمع الرسل ، وكان قد بعث إليهم هود ، لأن من كذب رسولا واحدا ، فقد كفر بجميع الرسل ، ولأن هودا كان يدعوهم إلى الإيمان به ، وبمن تقدمه من الرسل ، وبما أنزل عليهم من الكتب ، فكذبوا بهم جميعا ، فلذلك عصوهم .

وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ أي : وأتبع السفلة والسقاط الرؤساء.

وقيل : إن الجبار : من يقتل ويضرب على غضبه ، والعنيد : الكثير العناد الذي لا يقبل الحق وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً أي : وأتبع عادا بعد إهلاكهم في الدنيا بالإبعاد عن الرحمة ، فإن اللّه تعالى أبعدهم من رحمته ، وتعبد المؤمنين بالدعاء عليهم باللعن وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أي وفي يوم القيامة يبعدون من رحمة اللّه ، كما بعدوا في الدنيا منها ،  بالإبعاد ، من قولك لعنه إذا قال عليه لعنة اللّه . وأصله الإبعاد من الخير أَلا ابتداء وتنبيه إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أراد بربهم ، فحذف الباء كما قالوا أمرتك الخير أي : بالخير أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ أي : أبعدهم اللّه من رحمته ، فبعدوا بعدا « 1 ».

_________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 291 - 292.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .