أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2014
2286
التاريخ: 10-4-2022
1692
التاريخ: 2024-06-27
702
التاريخ: 9-05-2015
2186
|
يقول تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 56]
الآية مدار البحث تُعد من الشواهد على تحقق الرجعة. ومن أجل ذلك نرى من المناسب هنا طرح بضع نقاط في هذا الخصوص:
1. إنّه لا محذور عقلاً من إحياء الميت في الدنيا ورجوعه مرة أخرى إلى هذه النشأة كما أن ذلك ليس بممنوع نقلاً، وبناءً عليه فإن أصل رجعة الفرد أو الجماعة إلى الدنيا هو أمر ليس بممتنع ولا ممنوع.
2. بالنسبة إلى وقوع الرجعة وتحققها في الماضي فإنه لا سبيل للعقل (أي الدليل العقلي) إطلاقاً إلى إثبات ذلك أو نفيه؛ وذلك لأن الرجوع المعيّن هو قضية شخصية وإن الأمور الجزئية الخارجية تقع خارج حيز فتوى العقل بالإيجاب أو السلب. أما النقل (أي الدليل النقلي) فإن له ظهوراً في وقوع الرجعة وإن الآية مورد البحث بالإضافة إلى الأدلة النقلية الأخرى، سواء الآيات أو الروايات أو التاريخ، تعتبر شواهد على تحققها. إذن فأصل إمكانية الرجعة وتحققها العيني يقعان على عاتق الدليل النقلي، وإن وقوعها يشكّل دليلاً قطعياً على إمكانها.
3. لم يقم أي دليل عقلي على الوقوع الحتمي للرجعة في المستقبل؛ وذلك لأن مجرد تحقق حادثة في الماضي لا يشكل دليلاً على حتمية وقوعها في المستقبل. كما قال الشيخ الطوسي.
إن إحياء قوم في وقت، ليس بدلالة على إحياء آخرين في وقت آخر (1).
4. كذلك فإنه لم يُقم أي دليل عقلي أو نقلي على امتناع حصولها في المستقبل. على أن البعض من أمثال البلخي وآخرين (كل بذريعة ما)، ذهب إلى عدم جواز وقوعها في المستقبل، أما الدليل الواهي الذي قدموه على مثل هذا التوهم فهو:
أ: إن الرجعة هي معجزة وفيها دلالة على نبوة النبي ولا يجوز مثل هذا الأمر إلا في عصر رسول الله ، وإنه لا مجال لوقوع أمثال هذه المعاجز في زمن قد رحل النبي له فيه ولا نبي آخر سيأتي بعده.
والجواب على هذا التصوّر هو أن الدليل أخص من المدعى؛ لأن الأئمة المعصومين ما حاضرون في رحيل النبي الأعظم وأن المعجزة الإلهية كما أنها تشكل دليلاً على نبوة النبي فهي تمثل آية على إمامة الإمام المعصوم ، وإن تحقق الرجعة بعنوان أنها معجزة للإمام المعصوم لا ينطوي على أي محذور (2).
ب: وقال البلخي لا تجوز الرجعة مع الإعلام بها؛ لأن فيها إغراء لمن يعلم أنه سيعود إلى الدنيا بارتكاب المعاصي والإصرار عليها من جهة الاتكال على التوبة في الكرة الثانية.
والجواب على هذا الاعتقاد الخاطئ هو أن الدليل أخص من المدعى؛ لأنه طبقاً لنفس هذا التصوّر، فإنّه يجوز رجوع الشخص إلى الدنيا من دون إعلام. ناهيك عن أن الرجعة ليست عامة كالمعاد. من أجل ذلك فإنّه في الوقت الذي يتيقن المذنب فيه من رجوع البعض (في الجملة) فهو لا يعلم برجوعه هو (بالجملة). إذن فلا يستلزم ذلك الإغراء (3).
إن متعلّق الشكر في جملة: {لعلكم تشكرون} هو نعمة الإحياء بعد الموت (4)، والحال أن ظاهر السياق يوحي بأن الشكر إما أن يكون متعلقاً بما كفروا به قبل الموت (5)؛ أي كل ما أعطوا من نعم وما بين لهم من آيات وبينات قبل الموت المذكور، أو بمطلق النعم التي من جملتها نعمة إرجاعهم إلى الحياة من جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. التبيان، ج 1، ص 254
2. التبيان، ج 1، ص 255.
3. التبيان، ج1، ص255، وراجع مجمع البيان، ج1-2، ص242.
4. آلاء الرحمن، ص191.
5. جوامع الجامع، ج 1، ص 52.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|