المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



نشأة الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السّلام )  
  
1564   06:45 مساءً   التاريخ: 2023-05-04
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص39-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / الولادة والنشأة /

نسبه الشريف

هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) .

وهو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام )[1] الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

وأمه أم ولد يقال لها : حديث . أو سليل ، وكانت من العارفات الصالحات .[2] وذكر سبط بن الجوزي : أن اسمها سوسن .[3]

محل الولادة وتأريخها

ولد الإمام أبو محمد الحسن العسكري ( عليه السّلام ) - كما عليه أكثر المؤرخين - في شهر ربيع الآخر سنة ( 232 ه ) من الهجرة النبوية المشرفة في المدينة المنورة .

ويلاحظ هنا اختلاف المؤرخين والرواة في تاريخ ميلاده الشريف من حيث اليوم والشهر والسنة التي ولد فيها .

فمنهم من قال أنّ ولادته كانت سنة ( 230 ه )[4] وقال آخرون انها كانت سنة ( 231 ه )[5] أو سنة ( 232 ه )[6] أو سنة ( 233 ه )[7].

وروي أنها كانت في السادس من ربيع الأوّل أو السادس أو الثامن أو العاشر من ربيع الآخر أو في رمضان[8].

ولا نرى غرابة في هذا الاختلاف ، فربما يعزى إلى اجراءات كان الإمام الهادي ( عليه السّلام ) يقوم بها من أجل المحافظة على حياة الإمام العسكري ( عليه السّلام ) أو يكون لغير هذا من أسباب تعزى إلى ملابسات تأريخية خاصة .

ألقابه ( عليه السّلام ) وكناه

اطلق على الإمامين علي بن محمد والحسن بن علي ( عليهما السّلام ) ( العسكريّان ) لأنّ المحلة التي كان يسكنها هذان الإمامان - في سامراء - كانت تسمى عسكر[9].

و ( العسكري ) هو اللقب الذي اشتهر به الإمام الحسن بن علي ( عليه السّلام ) .

وله ألقاب أخرى ، نقلها لنا المحدّثون ، والرواة ، وأهل السير وهي : الرفيق ، الزكي ، الفاضل ، الخالص ، الأمين ، والأمين على سرّ اللّه ، النقي ، المرشد إلى اللّه ، الناطق عن اللّه ، الصادق ، الصامت ، الميمون ، الطاهر ، المؤمن باللّه ، وليّ اللّه ، خزانة الوصيين ، الفقيه ، الرجل ، العالم[10].

وكل منها له دلالته الخاصّة على مظهر من مظاهر شخصيته وكمال من كمالاته .

وكان يكنّى بابن الرضا . كأبيه وجدّه ، وكنيته التي اختص بها هي :

( أبو محمد ) .

ملامحه

وصف أحمد بن عبيد اللّه بن خاقان ملامح الإمام الحسن العسكري بقوله : إنه أسمر أعين[11] حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، له جلالة وهيبة[12]. وقيل : إنّه كان بين السمرة والبياض[13].

النشأة وظروفها

نشأ الإمام أبو محمد ( عليه السّلام ) في بيت الهداية ومركز الإمامة الكبرى ، ذلك البيت الرفيع الذي أذهب اللّه عن أهله الرجس وطهّرهم تطهيرا . وقد وصف الشبراوي هذا البيت الذي ترعرع فيه هذا الإمام العظيم قائلا :

فللّه درّ هذا البيت الشريف ، والنسب الخضم المنيف ، وناهيك به من فخار ، وحسبك فيه من علوّ مقدار ، فهم جميعا في كرم الأرومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط ؛ متعادلون ، ولسهام المجد مقتسمون ، فيا له من بيت عالي الرتبة سامي المحلة ، فلقد طاول السماء علا ونبلا ، وسما على الفرقدين منزلة ومحلّا ، واستغرق صفات الكمال فلا يستثنى فيه ب « غير » ولا ب « إلّا » ، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي ، وتناسقوا في الشرف فاستوى الأوّل والتالي ، وكم اجتهد قوم في خفض منارهم ، واللّه يرفعه ، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم واللّه يجمعه ، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يهمله اللّه ولا يضيّعه »[14].

لقد ظفر الإمام أبو محمد بأسمى صور التربية الرفيعة وهو يترعرع في بيت زكّاه اللّه وأعلى ذكره ورفع شأنه حيث يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ . . .[15] ، ذلك البيت الذي رفع كلمة اللّه لتكون هي العليا في الأرض وقدّم القرابين الغالية في سبيل رسالة اللّه .

وقطع الإمام الزكي شوطا من حياته مع أبيه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) لم يفارقه في حلّه وترحاله ، وكان يرى فيه صورة صادقة لمثل جدّه الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) ، كما كان يرى فيه أبوه أنّه امتداد الرسالة والإمامة فكان يوليه أكبر اهتمامه ، ولقد أشاد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) بفضل ابنه الحسن العسكري قائلا :

« أبو محمد ابني أصحّ آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) غريزة وأوثقهم حجة . وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها »[16] ، والإمام الهادي بعيد عن

المحاباة والاندفاع العاطفي مثله في ذلك آبائه المعصومين .

وقد لازم الإمام أبو محمد ( عليه السّلام ) أباه طيلة عقدين من الزمن وهو يشاهد كل ما يجري عليه وعلى شيعته من صنوف الظلم والاعتداء . وانتقل الإمام العسكري ( عليه السّلام ) مع والده إلى سرّ من رأى ( سامراء ) حينما وشي بالإمام الهادي ( عليه السّلام ) عند المتوكل حيث كتب إليه عبد اللّه بن محمد بن داود الهاشمي : « يذكر أن قوما يقولون إنه الإمام - أي علي الهادي ( عليه السّلام ) - فأشخصه عن المدينة مع يحيى بن هرثمة حتى صار إلى بغداد ، فلما كان بموضع يقال له الياسرية نزل هناك ، وركب إسحاق بن إبراهيم لتلقّيه ، فرأى تشوّق الناس إليه واجتماعهم لرؤيته ، فأقام إلى الليل ، ودخل به في الليل ، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة ثم نفذ إلى سرّ من رأى »[17].

ولقد أسرف المتوكّل العباسي في الجور والاعتداء على الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السّلام ) ففرض عليه الإقامة الجبرية في سامرّاء وأحاط داره بالشرطة تحصي عليه أنفاسه وتمنع العلماء والفقهاء وشيعته من الاتصال به ، وقد ضيّق المتوكّل على الإمام في شؤونه الاقتصادية أيضا ، وكان يأمر بتفتيش داره بين حين وآخر ، وحمله إليه بالكيفية التي هو فيها .

وكان من شدّة عداء المتوكّل لأهل البيت ( عليهم السّلام ) أن منع رسميّا من زيارة قبر الإمام الحسين بن علي ( عليهما السّلام ) بكربلاء ، وأمر بهدم القبر الشريف الذي كان مركزا من مراكز الاشعاع الثوري في أرض الإسلام .

وكانت كل هذه الظروف المريرة هي الظروف التي عاشها الإمام الزكي أبو محمد العسكري ( عليه السّلام ) وهو في نضارة العمر وغضارة الشباب فكوت نفسه آلاما وأحزانا وقد عاش تلك الفترة في ظل أبيه وهو مروّع فذابت نفسه أسى وتقطّعت ألما وحسرة[18].

وكان استشهاد والده ( سنة 254 ه ) وتقلّد الإمامة بعده وكانت فترة إمامته أقصر فترة قضاها إمام من أئمة أهل البيت الأطهار وهم أصح الناس أبدانا وسلامة نفسيّة وجسديّة . قد استشهد وهو بعد لمّا يكمل العقد الثالث من عمره الشريف ، إذ كان استشهاده في سنة ( 260 ه )[19] فتكون مدة إمامته ( عليه السّلام ) ست سنين . وهذه المدة القصيرة تعكس لنا مدى رعب حكّام الدولة العباسية منه ومن دوره الفاعل في الأمة لذا عاجلوه بعد السجن والتضييق بدس السم له وهو لم يزل شابا في الثامنة أو التاسعة والعشرين من عمره الميمون .[20]

ولا بد من الإشارة إلى أنّ المنقول التاريخي عن الإمام العسكري ( عليه السّلام ) في ظل حياة والده الإمام علي الهادي ( عليه السّلام ) ومواقفهما لا يتعدى الولادة والوفاة والنسب الشريف وحوادث ومواقف يسيرة لا تتناسب ودور الإمام ( عليه السّلام ) الذي كان يتمثل في حفظ الشريعة والعمل على إبعاد الأمة عن الانحراف ومواجهة التحديات التي كانت تواجهها من قبل أعداء الإسلام .

غير أن مجموعة من الروايات التي نقلها لنا بعض المحدثين تشير إلى أمور مهمّة من حياة الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ، وقد أشار الإمام العسكري نفسه إلى صعوبة ظرفه بقوله ( عليه السّلام ) : « ما مني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من شك هذه العصابة فيّ » .[21]

وهذا شاهد آخر على حراجة الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تحيط بالإمامين العسكريين علي بن محمد والحسن بن علي ( عليهما السّلام ) والتي كانت تحتم إبعاد الإمام العسكري من الأضواء والاتصال بالعامة إلّا في حدود يسمح الظرف بها أو تفرضها ضرورة بيان منزلته وإمامته وعلو مكانته وإتمام الحجة به على الخواص والثقاة من أصحابه ، كل ذلك من أجل الحفاظ على حياته من طواغيت بني العباس .

وإن ما ورد منه في وفاة أخيه محمد يعدّ مؤشرا آخر يضاف إلى قول الإمام ( عليه السّلام ) ويدل على صعوبة الظرف الذي كان يعيشه الإمامان وحالة الاستعداء التي كانت تفرضها السلطة عليهما ، فعند وفاة محمد بن علي الهادي ( عليه السّلام ) - كما يروي الكليني عن سعد بن عبد اللّه عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس - حيث قال : « إنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد دار أبي الحسن ( عليه السّلام ) وقد بسط في صحن داره والناس جلوس حوله فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب ومن بني العباس وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ نظرنا إلى الحسن بن علي ( عليه السّلام ) قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه فنظر إليه أبو الحسن ( عليه السّلام ) بعد ساعة من قيامه ثم قال له : « يا بني أحدث للّه شكرا فقد أحدث فيك أمرا » .

فبكى الحسن ( عليه السّلام ) واسترجع وقال : « الحمد للّه رب العالمين ، وإيّاه أسأل تمام نعمه لنا فيك وإنا للّه وإنا إليه راجعون » .

فسألنا عنه فقيل لنا : هذا الحسن ابنه وقدّرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه »[22].

ونلاحظ أن سؤال جماعة عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وفي هذه المناسبة الأليمة التي حضرها أعيان الناس دليل قوي على مدى تكتّم الإمام الهادي على ولده العسكري ( عليهما السّلام ) ، خصوصا وهو قد بلغ العشرين من عمره الشريف .

 

[1] أصول الكافي : 1 / 503 .

[2] الارشاد : 1 / 313 .

[3] تذكرة الخواص : 324 .

[4] المنتظم في تاريخ الأمم والملوك : 7 / 126 .

[5] تذكرة الخواص : 324 ، وكشف الغمة : 3 / 192 عن ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول .

[6] وفيات الأعيان : 2 / 94 .

[7] دلائل الإمامة : 223 .

[8] راجع حياة الإمام العسكري ( دراسة تحليلية تاريخية علمية ) : 58 - 59 .

[9] بحار الأنوار : 50 / 235 .

[10] كمال الدين : 1 / 307 ، اثبات الهداة : 1 / 651 ، 544 ، 469 ، الشيعة والرجعة : 1 / 88 .  وحياة الإمام العسكري : 23 - 28 ( للشيخ محمد جواد الطبسي . والألقاب الثلاثة الأخيرة هي الألقاب التي وردت في الكتب الرجالية باعتبار ورودها في أسانيد الروايات والتي كانت تلاحظ فيها ظروف النقل والرواية .

[11] الأعين : الواسع العين .

[12] أصول الكافي : 1 / 503 ح 1 وعنه في الارشاد : 2 / 321 ، وفي كمال الدين : 1 / 40 بطريق آخر ، وعن الكليني أو المفيد في إعلام الورى : 2 / 147 ، وعن الارشاد في كشف الغمة : 3 / 197 ، وعن كمال الدين والارشاد والاعلام في بحار الأنوار : 326 - 330 .

[13] بحار الأنوار : 50 / 328 وأخبار الدول : 117 .

[14] حياة الإمام الحسن العسكري ( دراسة وتحليل ) : 103 عن الاتحاف بحبّ الاشراف : 68 .

[15] النور ( 24 ) : 37 .

[16] أصول الكافي : 1 / 327 ح 11 وعنه في الارشاد : 2 / 319 وإعلام الورى : 2 / 135 وعن الارشاد في كشف الغمة : 3 / 196 ، وعن بعضها في أعيان الشيعة 4 ق 3 : 295 وعنه في حياة الإمام الحسن العسكري : 23 .

[17] تاريخ اليعقوبي : 2 / 484 .

[18] حياة الإمام الحسن العسكري : 24 .

[19] الارشاد : 2 / 315 ، وعنه في بحار الأنوار : 50 / 236 .

[20] مناقب آل أبي طالب : 4 / 422 .

[21] تحف العقول : 517 .

[22] الكافي : كتاب الحجة ، باب الإشارة والنص على أبي محمد ( عليه السّلام ) ، الحديث رقم 8 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.