المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



الزينة والتزيين  
  
953   11:41 صباحاً   التاريخ: 2023-04-26
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص35 ــ 36
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

تطرق القرآن الكريم والروايات والأحاديث الشريفة إلى الجمال المصطنع والتجمل والتزين مثل الجمال الطبيعي ، وقد أوصى أولياء الله (عليهم السلام) العباد بالاستفادة من هذا النوع من الجمال والتجمل. وأصبح بعض أنواع التجمل كارتداء ملابس جديدة وسواك الأسنان وتسريح وتزييت الشعر والتعطر أثناء أداء العبادات وخلال معاشرة الناس وفي المسجد وبين أفراد الأسرة ، كل ذلك أصبح من المستحبات اليومية لدى المسلمين.

قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32].

وقال عز من قائل: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31].

أي أنكم أيها المسلمون عندما تتوجهون إلى المساجد فاحرصوا على أن ترتدوا أجمل الثياب وتسرحوا شعركم وتتطيبوا وتتزينوا .

(كان الحسن بن علي (عليه السلام) إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له يابن رسول الله تلبس أجود ثيابك؟ فقال: إن الله جميل يجب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول: خذو زينتكم عند كل مسجد)(1).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن الله يجب الجمال والتجمل)(2).

ويروي الإمام الصادق (عليه السلام) فيقول: جاء رجل إلى بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) طالباً لقاءه ، وعندما هم النبي (صلى الله عليه وآله) بالخروج من حجرته وقف عند وعاء فيه ماء داخل الحجرة ، فنظر فيه ومشط شعره ولحيته المباركة فدهشت عائشة لما رأت ، وبعد عودة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) سألته قائلة : يا رسول الله لماذا وقفت عند وعاء الماء ومشطت شعرك ولحيتك قبل خروجك للرجل؟ ، فقال (صلى الله عليه وآله): (يا عائشة إن الله يجب إذ خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيأ له وأن يتجمل)(3).

ويستنتج المرء من خلال هذه الآيات والروايات أن أولياء الله ورسله (عليهم السلام) كانوا يهتمون بمسألة تنمية حس الجمال وإثارة عاطفة حب الجمال لدى الناس ، كما يتبين أن التزين والتجمل في نظر الإسلام ليس عملاً اجتماعياً محبباً فحسب بل هو عمل محبب عند الله سبحانه وتعالى وله قيمة العبادة وأجرها. إن المسلمين إذا ما أرادوا أن يفرحوا الله سبحانه وتعالى ويكسبوا مرضاته عليهم أن يعملوا بهذه السنن والوصايا.

______________________________

(1) تفسير البرهان ، ص 351 .

(2) الكافي ج6، ص440.

(3) مكارم الأخلاق ، ص51. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.