أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
3177
التاريخ: 19-2-2022
1495
التاريخ: 2024-05-27
732
التاريخ: 11-5-2020
2451
|
قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1، 2] وعدّد المستعاذ منهم، ثم ختم السورة بقوله: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إيّاكم وثلاث خصال فإنّهنّ رأس كلّ خطيئة: اياكم والكبر، فإنّ ابليس حمله الكبر على ترك السجود لآدم فلعنه الله وأبعده، وايّاكم والحرص، فإنّ آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، واياكم والحسد فإنّ قابيل ابن آدم حمله الحسد على قتل أخيه هابيل، والحاسد جاحد لانّه لم يرض بقضاء الله".
واعلم أنّ الحسود لا يسود، وجاء في تأويل قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف: 33] قيل: ما بطن الحسد، وقال تعالى: في بعض كتبه [المنزلة] (1): الحاسد عدوّ نعمتي، والحسد يبين في الحاسد قبل المحسود.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله" (2).
وقال بعضهم: الحمد لله الذي لم يجعل في قلوب الاُمراء والولاة ما في قلب الحاسد، فكان يهلك الناس جميعاً.
وروي أنّ في السماء الخامسة ملكاً تمرّ به الأعمال، فربما مرّ به عمل كالشمس يضيء نوراً فيرده ويقول: هذا فيه حسد فاضربوا به وجه صاحبه، وما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم إلاّ الحاسد، وكل أحد في رضاه سبيل إلاّ الحاسد لا طريق إلى رضاه، لأنّه لا يرضيه إلاّ زوال نعمة المحسود.
ومن علامة الحاسد انّه يشمت بزوال نعمة الذي يحسده ومصائبه، ومن علامته أيضاً انّه يتملّق إذا حضر، ويغتابه إذا غاب عنه من يحسد.
وروي انّ موسى (عليه السلام) رأى رجلاً عند العرش فغبطه وقال: يا رب بم نال هذا ما هو فيه من سكناه تحت ظلال عرشك؟ فقال: انّه لم يكن يحسد الناس.
والحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رأى عثرة شمت، وينبغي لمن أراد السلامة من الحاسد أن يكتم عنه نعمته، وأعظم الأخلاق المذمومة الحسد والغيبة والكذب، فإذا كان الحاسد همّه نشر خصائل المحسود فانّه ينشر فضائله من حيث لا يعلم، ولقد أحسن الشاعر في قوله:
وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود
ولقد أحسن الشاعر أيضاً:
وكيف يرجى ودّ حسود (3) نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فلا تحاسدوا" (4).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ولا تحاسدوا فإنّ الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب" (5).
وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) قد شهدا بانّ الحسد يأكل الايمان والحسنات فأيّ شيء يبقى مع العبد مع (6) ذهاب الايمان والحسنات، فتحرّروا منه تستريح قلوبكم وأبدانكم من التعب والاثم، ولقد سرّني اننّي قد مثلت في نفسي أنّ عينيّ (7) لو تحوّلتا إلى رأس غيري لم أحسده، إذ قد فات الأمر في ذلك ولم يبق الا الصبر والاحتساب، وانّ الحزن والحسد بعد فوات ذلك مصيبة ثانية.
فتمثّلوا رحمكم الله آخر الأمر تستريحوا وتفوزوا، فالعاقل يحسب آخر الامور فيقف عندها ولا يتجاوزها، ومتى كان الغالب على القلب الفكر وعلى اللسان الذكر، فإنّ العبد لا يتخلّى مع ذلك لحسد ولا لشيء من المعاصي وغيرها، وانّ الذكر والفكر سيف قاطع لرأس كل شيطان من الجن والانس، وجنّة واقية من الغفلة، وخير الذكر الخفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|