ملاك التمييز بين صفات الذات والفعل

صفات الله سبحانه بعضها ذاتية وبعضها فعلية. والصفات الذاتية عين الذات وهي مثلها غير محدودة، ولا تكون في مقابلها أية صفة كمالية، كالعلم والحياة والقدرة، ولما كان المقابل لهذه الصفات وهو (الجهل والموت والعجز) ممتنعة على الله فإن الله سبحانه لايتصف به.

أما الصفات الفعلية فهي صفات منتزعة من مقام الفعل الإلهي، وفي بعض الموارد يكون لها مقابل، وعندما يكون لها مقابل فإن الله يتصف به أيضا كالإرادة والرضا والإحياء والبسط التي تقابلها الكراهة والسخط  والإماتة والقبض وهذه أيضا من صفات الله سبحانه.

وعلى أساس هذا الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل صحح الإمام الرضا* قول شخص تكلم في حضور الإمام وقال (الحمد لله منتهى علمه) فقال له الإمام لاتقل هكذا، فإن علم الله سبحانه عين ذاته، ولا حد له فقال الشخص: فكيف أحمد الله؟ فقال الإمام(عليه السلام) قل "الحمد لله منتهى رضاه"(1) لأن رضا الله محدوة فهو يرضى عن الإيمان والمؤمن، ولايرضى عن الكفر والكافر: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7]. وفي عالم الآخرة أيضا فإن الجنة والنعيم متسع رضا الله وجهنم وعذابها مجال غضبه(2).

تنويه: أفعال الله تتصف فقط بالصفات الكمالية للفعل، ولا تتصف بصفات نقص الفعل أبدأ، مثلا إذا صدر من الله فعل فهو بالتأكيد عدل وإنصاف وليس فيه أي ظلم وحيف. فالاتصاف بالجهتين المتقابلتين, ليس بمعنى اتصاف الذات المقدسة الإلهية بصفات النقص الموجودة في إحدى الجهتين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. البحار، ج 4، ص83 .

2. هذه الضابطة الدقيقة في تشخيص و تمييز صفات الذات عن صفات الفعل بينها الشيخ الكليني تحت عنوان (جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل) كالآتي: (ان كل شيئين وصفت الله بهما وكانا جميعا في الوجود فذلك صفة الفعل) (أصول الكافي، ج1، باب حدوث الأسماء). وسيأتي بحث مفصل في ميزان تشخيص صفات الذات وصفات الفعل في سورة الحشر المباركة.