المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله)
2024-06-04
معركة بدر احدى النعم الالهية
26-10-2014
Perfective versus imperfective
2023-03-27
ثابت بن محمد الجرجاني
22-06-2015
زيارة الامام الحسين(عليه السلام) وأثرها في الرزق
23-12-2016
التضييق على المكلف بالضريبة
14-8-2022


محاربة النبي (صلى الله عليه وآله) للعادات الجاهلية  
  
1363   09:13 صباحاً   التاريخ: 2023-04-17
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص35 ــ 37
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله) ان يسهل امر الزواج كثيراً. وبالنسبة لتزويج ابنته، لقد جهزها بسبعة عشر متاعاً ولقد قال إلى من رأوه ليلة زفافها يحمل كيساً من التراب على كتفه وعندما سألوه قال: اريد ان انشرهم على الأرض لافترش عليهم الحصير. هذا عن ابنته اما عن ابنة عمه زينب التي كانت امرأة فاضلة جميلة وكانت امرأة عالمة جداً وذكية وفطنة. وكانت وجيهة ومرموقة ولقد زوجها النبي إلى زيد الذي كان عبداً حراً. وقصة جويبر اراد النبي (صلى الله عليه وآله) ان يفهم الشباب منها شيئاً وكذلك الآباء والأمهات لقد كان جويبر عبداً أسوداً حراً وكان قبيح الشكل وكان فقيراً بحيث انه لم يكن ليملك لباساً، كان يضع شيئاً على كتفه ليستر جسده وكان يسكن الصفة (رزقكم الله الزيارة) فالذين ذهبوا إلى هناك يعلمون انه هناك مكان في المسجد مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الآن معروف بالصفة. وكان يسكن المسلمين الفقراء الذين لا يملكون بيوتاً وكان جويبر من بينهم وكان الوضع قاسياً جداً، حتى النبي ولكنه كان يعطيهم شيئاً قليلاً لكي لا يموتوا من الجوع وكانوا عطاشى جائعين غالباً ما يصومون ويتعبدون وكانوا وحيدين من دون عشيرة إلا أن شخصيته المعنوية كانت قوية جداً.

فقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن رجلا كان من أهل اليمامة يُقال له: جويبر أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منتجعاً للإسلام فأسلم وحسن إسلامه وكان رجلاً قصيراً وسيماً محتاجاً كان من قباج السودان (إلى أن قال) وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال له: يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وامي من يرغب فيّ، فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال فأية امرأة ترغب في؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جويبر أن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً وشرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم واعجميهم من آدم وإن آدم خلقه الله من طين وأن أحب الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلا لمن كان أتقى الله منك وأطوع ثم قال له: (أنطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد من أشرف بني بياضة حسباً منهم فقل له: إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليك وهو يقول لك زوج جويبراً إبنتك الدلفاء)(1).

إن ابنته الدلفاء كما يذكر التاريخ كانت فتاة بارعة الجمال على مستوى عال من الوعي والذكاء. فانطلق جويبر إلى منزل زياد بن لبيد وأبلغه الرسالة. فتعجب وقال له: اذهب سآتي بنفسي لأتأكد من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما سمعت ابنته بذلك، طلبت من أن يبقيه في البيت حتى يتأكد وقالت له إن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمر بذلك فليكن. وحسب الرواية أنه زوجه إيّاها بعدما راجع النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له (صلى الله عليه وآله) (يا زياد، جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمن والمسلم كفو المسلمة فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه)(2).

وتم العقد (لم يذكر التاريخ أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ هو الذي قد عقده)، وهيأ زياد بن لبيد منزلاً لهما وأقام وليمة للزفاف. وتبدلت أحوال جويبر فأراد أن يشكر الله على نعمته هذه فلن يكتفي بالعبادة حتى الصباح، بل نذر أن يتعبد ثلاث أيام بكاملها. ولم يقترب من زوجته ففرحت بعض النساء لذلك. من أن لا رغبة لديه بالنساء وقد يمكن التخلص من هذه الزيجة بعد أن أطاعوا كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكوه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأله (صلوات الله عليه وآله) عن السبب فأخبره جويبر عن نذره وقال إن الليلة هي الليلة الرابعة وسأقضيها مع الدلفاء.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه وامانته يخطب اليكم فزوجوه والا تكن فتنة وفساد كبير).

وكان يقوم عملياً بما يقضي على السنن الجاهلية وروى عنه (صلى الله عليه وآله) انه قال: (وكل مأثرة الجاهلية تحت قدمي)؟.

فلكي يقضي على تلك العادات زوج الدلفاء ابنة زياد بن لبيد الى جويبر. وعندما يسأل عن ذلك يجيب: فمع ان جويبراً لا يملك جمالاً ومالاً الا انه يملك اخلاقاً وتقوى ومع انه يفتقد الشخصية الظاهرية فإن لديه شخصية اسلامية. ومتديناً واقول يجب ان يتزوج من كان يملك ديناً وشخصية اسلامية اي تقوى واخلاقاً.

اذن فان خلاصة بحثنا، ان قانون الوراثة قانون مسلم به فان كنتم ترجون سعادة أبنائكم عليكم ان تلتزموا بتزويج بناتكم الى من ترضون دينه واخلاقه. وان يتزوج الشباب بذات الدين والأخلاق لأنه لو كان هناك جمال من دون عفة، فسأقول لكم كما يقول العوام: لو حبستموها في زجاجة وغلقتم عليها فسترتكب فساداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة.

2ـ البحار، مجلد103، ص372. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.