المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تصنيع مركبات الالمنيوم
13-10-2016
ابو طالب
27-5-2021
متى تكلم الانسان بلغته؟
12-7-2016
The East Coast
2024-02-17
التصويت في مجلس السلطة الدولية
6-4-2016
مبحث اجتماع الامر والنهي
31-8-2016


كيف تتحلى الفتيات بالعادات الحسنة في الاسلام  
  
2069   11:19 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص68ـ75
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2022 1743
التاريخ: 3-7-2018 2531
التاريخ: 25-1-2016 3113
التاريخ: 21-8-2018 2363

ان من الواجبات المهمة الملقاة على عاتق الوالدين هو غرس بذور الصلاح في شخصية البنت وسقيها ورعايتها الى ان تعطي اكلها, واي تقصير منهما, وخصوصا الام تجاه ابنتها, يجعلها مسؤوله عنها امام الله, ولا سيما في هذه المرحلة من عمر الورد.

ولذا جاءت في الروايات عن اهل البيت (عليهم السلام) الخاصة بشؤون التربية ان هناك ثلاث مراحل تربوية كل واحد منها تستغرق سبع سنوات وان السبع الاولى تختص بها الام دون غيرها تقريباً...

والمفتاح الذهبي في حقل التربية هو ما يجب على الام المسلمة بالدرجة الاولى ان تهتم به بفترة الطفولة, وما تبذله من جهود في تثبيت اسس البنت على وجه الخصوص واركانها وارضيتها ويكون بأخذ زمام المبادرة في الامور الحساسة، لان لكل مرحلة من مراحل الطفولة رعاية خاصة ومسؤولية تكبر مع عمر الطفل, سواء اكان ذكرا ام انثى.

ولاشك ان هذا يحتاج الى جهد مضن من الام عليها ان تعيه بكل دقه واهتمام. ومن ذلك تعليم البنت العادات الحسنة كالصدق مثلا.

فقد نص القانون الاسلامي على وجوب الصدق , لانه ركن من اركان الدين وعلامة صادقه لأولياء الله المتقين وكرامة لعباده الصالحين، وهو افضل خصال الانسان واوضح دلائل الايمان ومقدمة لجميع انواع الخير وهاد الى البر وركيزة تكفل استقرار المجتمع وتضمن الثقة بين أفراده.

وقد اعتبر الصدق اساسا من اسس الفضائل التي تبنى عليها المجتمعات وافضل خصال الانسان واجل مواهب الاحساس. وقد وصف الله به نفسه واضافه سبحانه الى ذاته, فقال عز وجل: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[النساء: 122].

وقال جل جلاله: {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}[الأنعام: 146].

وقال تبارك اسمه:

{ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[آل عمران: 95].

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا}[مريم: 54].

ووصف به نبيه فقال جل شانه:

{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[الزمر: 33].

وقال عز وجل معلما عباده وخاصةً  من رسله ابراهيم الخليل:

{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}[الشعراء: 84].

وكذلك وردت عن اهل البيت (عليهم السلام) روايات في فضل الصدق منها:

اولا: عن ابي جعفر (عليه السلام) يقول: ان الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا.

ثانيا: عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول:

(ان العبد ليصدق حتى يكتب عند الله من الصادقين ويكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين، فاذا صدق وبرّ, واذا كذب قال الله عز وجل : كذب وفجر).

ثالثا: عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (من صدق لسانه زكَّى عمله, ومن حسنت

نيته زيد في رزقه, ومن حسن بره باهل بيته مدّ له في عمره).

وقال رجل من الحكماء: الصادق بين مهابة الدنيا وثواب الاخرة والكاذب بين مهانة الدنيا وعذاب الاخرة.

وقال أرسطو طاليس (احسن الكلام ما صدق فيه قائله وانتفع به سامعه).

وقال أكثم بن صيفي (الصدق منجاة والكذب مهواة).

والصدق من الصفات الحميدة والعادات الحسنة التي تنسجم والطبيعة الانسانية ، وكل انسان يميل بفطرته الى الصدق والى اعتبار الكلام الذي يسمعه من الاخرين صادقاً .

ولذا فان من أهم واجبات الأبوين في التربية تنمية فطرة الصدق المودعة عنده، وكذلك على الابوين أن يسلكا في محيط الاسرة سلوكاً يجعل الاطفال يعتادون على الصدق والاستقامة ولا ينحرفون الى طريق الكذب والدجل أمام البنات والاولاد.

ومن العادات الحسنة القناعة

وهي ملكة للنفس توجب الاكتفاء بقدر الحاجة والضرورة من المال وغيرة من أمور الدنيا ، وهي ضد الحرص , وكلها مدح وشرف وعزُّ للنفس.

ومن أعظم الوسائل للوصول الى السعادة الابدية .والقَنوع مرتاح البال متفرغ الى الاشتغال بأمر الدين وسلوك طريق الاخرة .

وقد ورد في مدح القناعة روايات عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (كن قنعاً تكن أشكر الناس)(1).

وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (القناعة كنز لا يفنى)(2).

وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (أيها الناس أجملوا في الطلب، فانه ليس للعبد الا ما كتب الله له في الدنيا)(3).

وقال (صلى الله عليه واله وسلم): (القناعة مال لا ينفد)(4).

وعن الامام علي (عليه السلام): (من لم يقنعه اليسير لم ينفعه الكثير)(5).

وعنه (عليه السلام): (القانع غني وان جاع وعري)(6).

وعن الامام الصادق (عليه السلام): (من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل)(7).

وقال أحد الشعراء :

ولقد طلبتُ رضا البرية جاهداً        فإذا رضاهم غاية لا تُدركُ

وأرى القناعة للفتى كنزاً له          والبر أفضل ما به يتمسكُ

وقال الامام الصادق (عليه السلام): (انظر الى من هو دونك ولا تنظر الى من هو فوقك في القدرة فان ذلك اقنع بما قسم لك)(8).

ـ والخلاصة :

ان ثمرة القناعة العز وهذا ما ينبغي ان تتعلمه البنت في هذه الفترة من عمرها وتنشأ عليه وتعتبره من العادات الحسنة لان فيها الاكتفاء والرضى بما عندها وصلاح للنفس لان اعون شيء على صلاحها هو القناعة وهي راحة للبدن كما قال الامام الحسين (عليه السلام): (القناعة راحة الابدان).

ومن العادات الحسنة التعاون

فإنه وجه من وجوه الخير ومظهر من مظاهر الايمان لا بد للمجتمع المسلم ان يعتاده ولا سيما

على البر والتقوى .

قال الله (جل جلاله): {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: 2].

ومفاد هذه الآية الكريمة ان الله يأمر عباده لان يعين بعضهم بعضاً بما امرهم به والانتهاء عما نهى عنه.

ومن مظاهر التعاون قضاء حوائج المؤمنين والسعي فيها وادخال السرور عليهم وكل هذه الامور تحقق اللحمة الايمانية والصلة الاجتماعية بين طبقات المجتمع البشري، فلا بد للبنت ان تعي ما للتعاون من اثر في حياة الفرد او الاسرة بأجمعها وهو يسعد الانسانية على اختلاف قومياتها ومذاهبها واديانها فزرع هذه العادات الحسنة لدى البنت يجعلها تعتاد عليها من أول حياتها .

وهناك الكثير من القصص والآثار على اهمية التعاون في مختلف مجالات الحياة ولا سيما في دنيا المرأة المسلمة بالتحديد.

ومن العادات الحسنة المشهورة

فإنها تنمي شخصية البنت وتصقل ذهنها، وعلى البنت ان تتعلمها منذ نعومة اظفارها وتستمع الى من يرشدها وينصحها وعدم الاستبداد برأيها والعجب فالعاقل من جمع عقول الناس الى عقله ولا بدّ أن يكون المستشار ذا دين وتقوى والافضل ان يكون صاحب تجارب سابقة ووَدُوداً يحب النصيحة.

قال (جل جلاله):

{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: 159].

وقال (جل جلاله):

{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى: 38].

وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (يا علي ما حار من استخار ولا ندم من استشار)(9).

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله

فاذا اشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف فان في ذلك العطب)(10).

وقال علي (عليه السلام) : (من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركهما في عقولهما)(11).

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (يا علي لا تشاور جبانا فانه يضيق عليك المخرج ولا تشاور البخيل فانه يقصر بك عن غايتك ولا تشاور حريصا فانك يزين لك شرّهما)(12).

ومن العادات الحسنة حسن التدبير

فان تنظيم حياة الانسان وحسن التصرف او التدبير من احسن العادات ينبغي على الابوين ان يقوما بتعليم ابنتهما اياها .

يقول الامام علي (عليه السلام): (حسن التدبير ينمي قليل المال وسوء التدبير يفني كثيره)(13).

وعن الامام علي (عليه السلام): (سوء التدبير سبب التدمير ومفتاح الفقر )(14).

وفي مثل هذه العادات الحسنة يقول (عليه السلام): (ادل شيء على غزارة العقل حسن التدبير)(15).

وفي حديث آخر قال (عليه السلام): (من اشتغل بغير المهم ضيع الاهم)(16).

كل هذا يعطينا صورة واضحة عن اهمية تعلم مثل هذه العادات الحسنة ولا سيما للبنت في اول

عمرها لكي تتطبع عليها في كل مجالات حياتها عندما تمر في دور الزوجية او في دور الامومة لأنها تعود عليها وعلى اسرتها بالمردود الايجابي .

وهناك الكثير من العادات الحسنة ينبغي على البنت المسلمة ان تتعود عليها، وعلى الابوين ان يرسما لها طريقا في عملية اكتساب العادات الحسنة لكي تكون على جانب كبير من التكامل التربوي الذي يحقق للمجتمعات الانسانية والاسلامية جواً من الصفاء والاستقرار النفسي والجسدي.

____________

1ـ ارشاد القلوب.

2ـ ارشاد القلوب.

3ـ جامع السعادات ج :2 ،ص:106.

4ـ كنز العمال.

5ـ بحار الانوار.

6ـ غرر الحكم.

7ـ الكافي.

8ـ بحار الانوار ، ج: 78.

9ـ البحار ، ج: 72.

10ـ البحار ، ج :72.

11ـ نهج البلاغة.

12ـ البحار ، ج:72.

13ـ غرر الحكم .

14ـ المصدر السابق .

15ـ المصدر السابق .

16ـ المصدر السابق .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.