المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مراحل العصور الحجرية في مصر
11-1-2017
Units of Volume
18-4-2017
الحوادث الداخلية أو المحلية كيف تصاغ في قصة إخبارية
2023-05-22
رواد العلاقات العامة- إيفي لي
18-8-2022
تفسير الآية (120-123) من سورة هود
24-6-2020
العلاج البكتري Bacteriotherapy
3-7-2017


عصر الإمام علي بن محمّد الهادي ( عليه السّلام )  
  
1008   03:13 مساءً   التاريخ: 2023-04-16
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 12، ص 79-80
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

تحدثنا عن المرحلة الأولى من حياة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) في ظلال والده الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) وقد كانت فترة قصيرة جدا لم تتجاوز ثماني سنين - على أكثر التقادير - وقد قضاها في المدينة المنورة ، وكان في شطر منها بعيدا عن والده ، وذلك لأن المعتصم العباسي قد استدعاه في سنة ( 218 ه ) إلى بغداد .

والمرحلة الثانية من حياة الإمام الهادي ( عليه السّلام ) تناهز أربعا وثلاثين سنة حيث تحمّل فيها أعباء منصب الإمامة منذ سنة ( 220 ه ) إلى سنة ( 254 ه ) واستمرت ( 34 سنة ) .

وعاصر فيها كلا من : المعتصم ( 218 - 227 ه ) والواثق ( 227 - 232 ه ) .

والمتوكل ( 232 - 247 ه ) والمنتصر ( 247 - 248 ه ) والمستعين ( 248 - 252 ه ) . والمعتز ( 252 - 255 ه ) .

المعتصم ( 218 - 227 ه )

هو محمد بن الرشيد ، ولد سنة ( 180 أو 178 ) ، واستولى على كرسي الخلافة سنة ( 218 ه ) أمه ماردة كانت أحظى الناس عند الرشيد . وقالوا عنه :

انّه كان ذا شجاعة وقوة وهمّة وكان عريّا من العلم . وكان إذا غضب لا يبالي من قتل ، وكان من أشدّ الناس بطشا ، كان يجعل زند الرجل بين أصبعيه فيكسره .

وهو أوّل خليفة أدخل الأتراك الديوان وكان يتشبّه بملوك الأعاجم ويمشي مشيتهم ، وبلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفا .

وهجاه دعبل الخزاعي بالأبيات التالية :

ملوك بني العباس في الكتب سبعة * ولم يأتنا في ثامن منهم الكتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة * غداة ثووا فيه وثامنهم كلب

وإنّي لأزهى كلبهم عنك رغبة * لأنك ذو ذنب وليس له ذنب

لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم * وصيف واشناس وقد عظم الخطب

وسار على ما كان عليه المأمون من امتحان الناس بخلق القرآن وقاسى الناس منه مشقة في ذلك وقتل عليه خلقا من العلماء وضرب الإمام أحمد بن حنبل في سنة عشرين ومائتين . وفيها تحوّل المعتصم من بغداد وبنى سرّ من رأى بعد أن اعتنى باقتناء الترك وبذل الأموال الطائلة فيهم حتى ألبسهم الديباج ومناطق الذهب وأصبحوا يؤذون الناس ببغداد حتى هدّده أهل بغداد بمحاربته إن لم يخرجهم منها ، . ولهذا بنى سامراء وأخرجهم من بغداد .

وغزا المعتصم الروم سنة ( 223 ه ) وفتح عمورية ومات في ربيع الأوّل سنة ( 227 ه ) ودامت حكومة المعتصم ثماني سنين وثمانية أشهر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.