أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-03
889
التاريخ: 2023-04-04
877
التاريخ: 2023-04-02
1050
التاريخ: 2023-04-25
940
|
السير برسي كوكس سياسي وعسكري بريطاني معروف التحق بالجيش البريطاني في عام 1884م وانضم الى ادارة حكومة الهند عام 1889م وتدرج في المناصب حتى أمسى وزيرا للخارجية في حكومة الهند عام 1914م التي كانت تشرف على مصالح بريطانيا في الخليج العربي وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عين كوكس مستشارا سياسيا للحملة البريطانية التي توجهت اولا الى البحرين استعدادا لغزو العراق وبدأت طلائعها في الفاو بتاريخ 6 تشرين الثاني عام 1914م وانتهت بإعلان الهدنة للحرب العالمية الأولى في تشرين الثاني 1918م وبعد احتلال بغداد في اذار 1917 صدر الأمر بتعيين كوكس حاكما سياسيا في العراق ولم تمض الا فترة قصيرة حتى نقل الى طهران سفيرا لبلاده هناك وحل محله وكيله العقيد Arnold Wilson وكالة في عهد ولسن اندلعت ثورة العشرين فثبت فشل ولسن في معالجة امور الثورة والقائمين بها مما ادى الى خسائر جمة تكبدتها الحكومة البريطانية في المال والارواح وعلى اثر ذلك تم اقصاء ولسن واعادة السير برسي الى العراق مندوبا ساميا فيه في محاولة لإعادة العمل على اسس جديدة والقيام بأعباء تأسيس حكومة وطنية فيه تحت المظلة البريطانية. كان ولسن خليفة كوكس قد طلب من حكومته اصدار بیان رسمي بعودة السير برسي الى العراقي في القريب العاجل واقترح ان يمضي برسي: بضعة ايام في بغداد عند عودته الى بغداد قبل ان يتسلم مقاليد الامور رسميا بصفته المندوب السامي الجديد في العراق وذلك للاتصال برؤساء العشائر وزعماء البلاد والتداول معهم في المسائل الدستورية واضاف ولسن في برقية الى لندن ان عودة كوكس الى العراق كما ذكرت من قبل سيساعد كثيرا بلا شك على عودة الثقة التامة الى النفوس التي كانت اصلا قد تزعزعت كثيرا. قرار لندن بعودة كوكس الى العراق اقتضت مصلحة بريطانيا ان يعود السير برسي الى العراق بعد ان غاب عنه مدة تقارب السنتين والنصف وقد تم ابراق الخبر بذلك الى ولسن لا علامة بقرارها بعودة كوكس الى العراق. ما يلي (1) من وزارة المستعمرات – لندن الى وكيل الحاكم السياسي ولسن – بغداد ان الاعتبارات التي اهتدت بها حكومة صاحب الجلالة بقرارها بوجوب عودة السير برسي الى العراق ليدشن العهد الجديد لا شك انكم تقدرونها اشد التقدير فان حكومة صاحب الجلالة تعتبر من المناسب بصورة خاصة ان الرجل الذي وضع الاسس الأولى للإدارة الحديثة المؤقتة يجب ان يتولى ايضا الاشراف على مراحل البناء الاخيرة. بعد ان عاد كوكس الى العراق لخص الوضع السائد فيه الى وزارة الهند بالبرقية التالية :(انني متردد في التعبير عن رأي واثق بعد زيارة مستعجلة اعقبت غيابا طويلا عن العراق ان الوضع صعب جدا من دون شك وليس من السهل على المرء ان ينظر الى ابعد من بضعة أسابيع غير ان المطلب الملح العاجل هو ابقاء انفجار في المناطق واتخاذ اجراءات من شأنها ان تجلب المعتدلين الى العمل المكشوف أي جانبنا في الوقت نفسه مع منعهم عن الاشتغال مع المتطرفين في عمل مشترك. ولتحقيق ذلك الغرض من الضروري ان نعطي لهم مادة للمناقشة واثبات ان امانينا الدستورية هي شيء حقيقي لا زيف فيه ومن المؤمل ان يتهيأ هذا بمناقشة قانون الانتداب فاذا لم يكن هذا كافيا (ويبدو ان هناك ميلا إلى محاولة رفض الانتداب وإذا كانت حكومة صاحب الجلالة راغبة جدا في تجنب هذه الوسيلة فيكون بديلها ان يوعد اهل البلاد بزيارة للتحقيق في الخريف القادم يقوم بها وزير من وزراء الدولة او لجنة تتولى العمل نيابة عنه. والمتطرفون في الوقت الحاضر هم اقلية في العدد لكن جمع العناصر الساقطة الرجعية تتجمع الى الانضمام إليهم وإذا لم يكمن ايقاف هذه العناصر عند حدها بصورة مؤقتة بإجراءات استرضائية وظهر منها امارات القيام باضطراب فلا مناص من قمعه في المهد بالإجراءات القمعية الممكنة وسوف نبذل جميع الجهود لتجنب هذا في بغداد نفسها لكنه يكون ضروريا في الانتهاء ايضا. وصل الســير برسي كوكس الى العراق في يوم الاثنين المصادف 1929/9/20 الى محطة غربي بغداد وقد خف الى استقباله عدد من اشراف بغداد واعضاء القيادة العسكرية وقناصل الدول ورجال الدين وبعد تقديم اعيان العاصمة اليه القى في حضوره شاعر العراق الفيلسوف خطابا بليغا رحب به بعودته بعد غياب طويل فرد عليه السير برسي باللغة العربية شاكرا وهذا هو خطاب (2) الزهاوي الترحيبي بالسير برسي كوكس ورد المندوب السامي عليه. استهل الزهاوي خطابه بالبيتين التاليين:
عد للعراق وأصلح منه ما فسدا
واثبت به العدل وامنح اهله الرغدا
الشعب فــيــه عليـك اليـوم مـعـتـمـد
فيما يكون كما قد كان معتمدا
وبعد الترحيب قال.. انما جئت في ايام الحاجة اليك فخذ يا طبيب الامم بيد العراق وجس نبضه لتعلم درجة اضطراب قلبه الخافق من حمى الثورة فتسعفه من سلسيل سياستك كأسا تعيد اليه ما فقده من الصحة وتخفف آلامه فقد زال ايها الاب المثقف بعدك الأمن الذي وطدته في العراق واخذت الفتن والاضطرابات والمخاوف يا للأسف تحل محله انني ايها المندوب الجليل أؤكد لحضرتكم ان لقلاقل التي ثار ثأرها في الاطراف لم تحدث الا من سوء التفاهم وان المفكرين من الامة قد ذموها فاذا علم الناس من منشوراتك عليهم فيما بعد بنيات الحكومة العادلة تسابقوا الى السلم وعرض الولاء الذي كانوا يظهرونه في سنوات الاحتلال السابقة ثم انهى قوله هاتفا فليحيا المندوب السامي السير برسي كوكس الافخم ولتتحقق امال الشعوب .ولقد رد السير برسي بالعربية قائلا : يا جميل افندي ويا ايها المندوبون ان دولة انكلترا قد ارسلتني للاتفاق مع الاشراف ورؤساء العراق ومساعدتهم لتحصل على الغاية المطلوبة للعراقيين وتؤلف الحكومة العربية المستقلة تحت نظارة دولة انكلترا ولقد جئتكم بهذا المقصد ولكنه ما زال الاغتشاش مستمرا طبعا لا يمكن العمل وانا حاضر عندما تحصل الفرصة وهذا الشيء بيدكم . أصدر اسير برسي منشورا للعراقيين يؤكد فيه من جديد ما عزم العمل بمقتضاه في خطابه الاول عند وصوله بغداد وقد ورد في الخطاب محاولة ذكية من قبل السير برسي للتمهيد الى انشاء حكومة عربية في العراق. هذا وقد نشرت جريدة العراق بعددها الصادر بتأريخ 1920/11/26 نص الخطاب المذكور: (ان نائب الملك السير برسي كوكس يعلن لجميع افراد العشائر والطوائف في العراق بان حكومة بريطانيا العظمى قد ارسلته لتنفيذ مقاصد الحكومة البريطانية الثابتة بمساعدة رؤساء الامة وتشكيل حكومة وطنية في العراق بنظارة حكومة بريطانيا ولقد يصعب جدا على فخامته تنفيذ رغائب الحكومة البريطانية وما زالت بعض اقسام العشائر والطوائف في العراق تعادي الحكومة. ويظهر من الاحوال الحاضرة ان هناك بعض طبقات الامة تخامرها الشكوك في نيات الحكومة البريطانية. ويعتقد فخامته ان بإمكانه ازالة كل شك وريبة خامرت افكار الذين قابلوه حتى الآن، ولا يعلم فخامته غرض العشائر الذين يشغلون أنفسهم في الحرب فاذا كان هناك. سوء نية مفهومة يمكن ازالتها فيسر فخامته ان يبلغ العشائر ذلك اليه بواسطة أقرب حاكم سياسي). في الايام الأولى لوصول برسي كوكس الى العراق اخذ يعمل بجدية مسألة اعادة النظر في التشكيل الاداري لغرض الهيمنة على العراق بصورة غير مباشرة فقد أفلح في اقناع النقيب بتشكيل الوزارة النقيبية الأولى حتى يبرهن أنه نفذ وعدا كان قد قطعه على نفسه عند وصوله الى بغداد ولإعطاء صورة للعراقيين ان في بلادهم حكومة لها مقوماتها ولكن تحت اشراف مستشارين انكليز عمل كوكس ليل نهار على تشكيل حكومة برئاسة النقيب وفعلا فقد نجح في مسعاه وتم تشكيل الوزارة على الشكل التالي: في 1920/10/27.
1- عبدالرحمن النقيب للرئاسة
2 - طالب النقيب للداخلية
3- ساسون حسقيل للمالية (3)
4 - جعفر العسكري للدفع
5- عبد اللطيف المنديل للتجارة
6- محمد مهدي الطبطبائي للمعارف
7- عزت الكركوكلي للاشغال العما
8- محمد علي فاضل للأوقاف
اضافة الى مجموعة من وزراء الدولة. مساعي كوكس لترشيح الأمير فيصل ملكاً بعد ان عاد السير برسي كوكس من مؤتمر القاهرة الذي قرر فيه بصورة قاطعة ترشيح فيصل ليكون ملكاً على العراق ازداد قلقه عندما وجد ان بغداد تملأها الاشاعات والاقاويل من ان السيد طالب النقيب يسعى لترشيح نفسه ملكا على العراق وكان طالب قد استغل مركزه باعتباره وزيرا للداخلية في وزارة النقيب كما انه ارتاح لموقف مستشار الداخلية البريطاني السيد فلبسي Mr. T. Phlibi. على هذا الاساس ازداد قلق كوكس من هذا الذي يمر امام عينيه وخشي وهو محق في ذلك ان تفسد الخطة التي وضعها مؤتمر القاهرة بترشيح فيصل ملكاً على العراق. وقد فكر السير برسي في خطة تجميد الوزراء العراقيين مؤقتاً لإحلال محلهم مستشاروهم الانكليز وبذلك تتاح له الفرصة بإزاحة طالب النقيب عن مركز سلطته في وزارة الداخلية ولكن قبل اختمار هذه الفكرة في مخيلة كوكس قام طالب النقيب بفضح مخططاته امام الانكليز دون اي تحفظ حيث وقف في مأدبة اقامها السيد يرسفال لاندن Mr. Yorsifal Landon مندوب جريدة الديلي تلغراف في 1921/4/16 فخطب في تلك المأدبة ويقول إذا لم تتوقف السلطات البريطانية من التدخل في شؤن العراقيين والسماح لنا بانتخاب من نريد فعندي كل من امير ربيعة وسالم الخيون وهما على ما يعلم الناس لهما من الاتباع أكثر من عشرين ألف مقاتل كما ان السيد رئيس الوزراء سوف لا يقدر من ارسال رسائل شكوى الى الهند وإستانبول وباريس. وأسرع المستر تود Mr. Tood الذي كان حاضرا المأدبة لينقل الخبر الى المس بيل التي بدورها بادرت فورا بأعلام السير برسي: بما سمعته واتفقت معه على خطة اعتقل فيها طالب النقيب بعد دعوة شاي وجهها اليه السير برسي. وبعد اعتقال السيد طالب النقيب اصدر السير برسي كوكس بوصفه الحاكم البيان التالي : (ان فخامة المندوب السامي لا يخامره ادنى شك في استقامة مقاصد عظمة النقيب استقامة تامة ولكن فخامته يرى انه والحالة هذه اذ بدا اقل تسامح في امر التفوه بكلام لينم عن تهديد شائن بإشهار السلاح في وجه حكومة جلالة الملك ويصدر من رجل كالسيد طالب باشا النقيب الذي يشغل منصب خطير في الدولة يكون مقصرا ليقوم بواجبه نحو سكان هذه البلاد ولا لحكومة البريطانية فبناء على ما تقدم وحبا لمصلحة القانون والنظام والحكومة الصالحة رأى فخامته ان يطلب من القائد العام ان يتخذ التدابير اللازمة لأبعاد السيد طالب حالا وقد غادر السيد طالب بغداد مساء هذا اليوم السادس عشر من شهر نيسان الحالي. فيليبي ضد ترشيح فيصل وكوكس يحتضنه كان جون فيليبي الذي عمل مستشارا لوزير الداخلية في وزارة النقيب الأولى من المعارضين لترشيح فيصل ملكا على العراق وعند قدوم الملك فيصل الى بغداد من البصرة بواسطة القطار كان فيليبي برفقته وعند مرور قطار فيصل بالمدن العراقية رأى انه لم يلق ما كان يأمله من استقبال يليق به کمرشح للعرش فالتف الى المستر فيليبي وطلب منه معاونته بالطلب الى الموظفين الانكليز الاداريين لأقناع الاهالي في دعم ترشيح فيصل العرش العراق على اساس ان الترشيح المذكور جاء بناء على طلب الحكومة البريطانية وبموافقتها . ولقد صدم فيصل عندما تلقى جوابا قاسيا من فيليبي حيث اعلمه انه في حالة رغبته في كسب اصوات الاهالي لدعم ترشيحه فان الامل سيكون ضعيفا حيث ان الانتخابات ستكون حرة. لم يرتح فيصل مما سمعه من فيليبي فقصد مسرعا الى السير برسي كوكس يشكو فيليبي ويعرف عن ارتيابه بموقفه خشية ان عيطل خطة تتويجه وتساءل فيصل لماذا لا تومئ الحكومة البريطانية الى الشعب بانتخابه؟ لم يكن كوكش مرتاحا الى موقف المستر فيليبي لا سيما بعد ان اشتد الخلاف بينه وبين المس بيل حول اسناد الامير فيصل ودعمه فسارع السير برسي كوكس حسما للخلاف القائم بينه وبين المس بيل المؤيدة للأمير والمستر فيليبي المعارض لأمر تتويجه بإعفاء السيد فيليبي من منصبه فورا وكان ذلك في الخامس من شهر تموز 1921 اي قبل حفلة تتويج فيصل بستة اسابيع ولقد ورد في بيان كوكس ما يلي : (ان الحكومة البريطانية كانت دائما ولا تزال ترى ان افضل طريقة للقيام بعهودها وواجباتها هي مساعدة اهالي دولة عربية صادقة تكون بغداد عاصمة لها . اما حكومة جلالة الملك نفسها فترى ان أفضل انواع الادارات للعراق هو حكومة دستورية برئاسة - حاكم - مقبول لدى اهالي البلاد على ان حكومة جلالة الملك ترغب ان تبين بوضوح كما سبق فبينت تكرارا بأن ليس لها من قصد او رغبة ما في اكراه العب على قبول وازع معين، بل الأمر بالعكس فأنها ترغب في وجود الحرية التامة في الاختيار وابداء الرأي. ومع ذلك فان الحكومة البريطانية بصفتها الدولة التي تحملت مصاريف طائلة في العراق اثناء سبع سنوات الاخيرة لا يمكنها ان تقف موقف عدم الاكتراث امام هذه المسألة فلها الثقة بأن الشعب العراقي سيستعمل الحكمة والحرية في اختيار الوازع. وهنا اورد ان اشير بإيجاز الى قدوم سمو الامير فيصل الى العراق فأقول ان موقف حكومة جلالة الملك في هذا الصدد هو كما يأتي: ان عائلة الشريف هي العائلة التي نشرت اللواء العربي في صف الحلفاء اثناء الحرب التي لعبت دورا ذات شأن في ربحها وان القضية التي من اجلها دخلت في صفوف المحاربين كانت قضية حرية العرب يعني عين القضية التي تعهدت بريطاني العظمى بمظاهرتها ونجاحها في العراق. فبناء على ذلك عندما سأل أنصار عائلة الشريف في العراق عن موقف الحكومة البريطانية ازاء عدوتهم للأمير فيصل ليأتي العراق أجبنا على ذلك بأن حكومة الملك لن تضع عثرة في سبيل ترشيح سمو الامير لعرش العراق. وإذا وقع عليه انتخاب الشعب سيلقى تأييد بريطانيا العظمى. فبناء على ذلك بينما وزير الدولة - المستر تشرشل يورد رغبته في ان يستعمل اهالي العراق الحرية والاختيار يرى ان ليس هناك من سبب للامتناع عن ان يبين بوضوح بأن حكومة جلالة الملاك تعتبر ان الامير فيصل هو مرشح موافق لا بل حقا أوفق مرشح في الميدان ونرجو ان ينال معاضدة اكثرية الشعب العراقي واذا تم انتخاب الامير فيصل فتعتقد حكومة جلالة الملك ان يكون قد وصل بذلك الى حل ينطوي على اكبر الآمال في مستقبل سعيد مقبل لهذه البلاد ان حكومة جلالة الملك تعلم انه قد بحث في حلول اخرى غير ممكنة منها اولا تأسيس جمهورية وثانيا عرض امير تركي اما فيما يخص الأول فمن رأي حكومة جلالة الملك ان درجة العراق من الرقي غير موافقة قطعيا لتأسيس جمهورية واما فيما يخص عرض امير تركي فهذا حل ليست الحكومة مستعدة (افساح المجال له) . اوعز السير برسي كوكس الى رئيس الوزراء نقيب اشراف بغداد لن يتخذ ما يراه مناسبا للإعراب عن تأييده المطلق في ترشيح فيصل والمناداة به ملكا على العراق ونفذ النقيب الشيخ ما امره به المندوب السامي البريطاني فأقام في 1921/7/8 اي قبل حفلة التتويج بأيام قليلة مأدبة كبرى على شرف فيصل حضرها الكثير من وجوه العاصمة من انكليز وعراقيين ووقف شاعر العراق معروف الرصافي فألقى كلمة بالمناسبة ابتدأها بالأبيات الشعرية التالية:
مد النقيب للامير يد المصافحة والنصير
فليخز كل مشاغب في القوم يلهج بالشرور
وليحيا مولانا النقيب وحياة مولانا الامير
أجل ايها السادة ماذا يريد القوم بعد اقتران هذين النيرين الكبيرين حيث طلعا بالوفاق متعانقين بأسماء العراقيين متصافحين على ضفاف الرافدين. وبعد الحصول على تأييد نقيب اشراف بغداد على ترشيح فيصل طلب السير برسي من مجلس الوزراء العراقي عقد اجتماعا يعلن فيه صراحة عن مناداة بفيصل ملكا على العراق تم ذلك 1921/7/11 على ان تكون حكومة جلالته حكومة دستورية ديمقراطية مقيدة بدستور وقد عقدت اجتماعات شعبية في مختلف مراكز المدن تلا فيها (متصرف كل لواء) محافظ كل محافظة قرار مجلس الوزراء العراقي القاضي بالمناداة بفيصل ابن الحسين ملكا على العراق وكان من اهم تلك الاجتماعات ما حصل في يوم29/7/1921 في بغداد حيث عقد اجتماعا في سينما رويال لمناداة بالأمير فيصل ملكا على العراق .
.......................................
1- لقد ورد نص البرقية في كتاب ويلسن (الثورة العراقية) وهو مذكراته عن ثورة العشرين، ترجمة جعفر الخياط، ص 70.
2- انظر تفاصيل حفلة الاستقبال للسير برسي كوكس في عدد جريدة العراق الصادر بتاريخ 1921/9/21، كذلك انظر رسائل المس بيل ، ص 198 ، ترجمة جعفر الخياط .
3- حول تعيين ساسون حسقيل وزير المالية في وزارة النقيب الأولى تذكر المس بيل ما يلي في مذكراتها قال لي المستر تود انه مر بساسون افندي ليهنئه على تعيينه وزير المالية فوجده مع حامد بابان الذي كلف ان يكون وزيرا بلا وزارة وهما يتحدثان عن اعتذارهما عن قبول الوزارة فأسرعت الى المكتب لأخبر المستر فيليبي فلم يكن هناك الا انني لاحظت وجود ضوء في غرفة السير برسي فدخلت اليه واخبرته بالأمر فطلب مني ان اذهب الى ساسون افندي في الحال وخولني ان احمله على تغيير رأيه ولقد توجهت الى هناك وانا اشعر بأنني احمل مستقبل العراق في يدي لكنني عندما وصلت إلى بيت ساسون وجدت مع بالغ ارتياحي المستر فيليبي والكابتن كلايتون قد سبقاني الى هناك فلقد استلم النقيب كتاب ساسون بالاعتذار وطلب من المستر فيليبي بالتعجيل بالذهاب اليه الا انني وصلت في الوقت المناسب لانهم استنفذوا جميع حججهم ولم يزل ساسون عند رأيه ان قلقي الشديد ربما يكون قد الهمني الحجج في موضوع اقناعه لأن عناده قد تزعزع بعد ساعة من الجدل المركز بالرغم من اخاه شاؤول الذي احترمه ايضا دخل في الجدل وبذل معي جهده لجعل ساسون يعدل عن عناده ويواجه السير برسي في اليوم الثاني وقد حصلت عندي قناعة باننا قد كسبنا اللعبة وجاء في صباح اليوم الثاني ساسون افندي فأخذته الى السير برسي ثم تركتهما لوحدهما ولقد غادر بعد نصف ساعة ليقول لي بانه قبل المنصب الوزاري ثم سألني ماذا بوضعه ان يفعل الآن لمساعدتنا .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|