أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2017
2081
التاريخ: 2023-03-27
1085
التاريخ: 13-5-2017
1207
التاريخ: 22-1-2023
1118
|
وحدة الوجود ترجع إلى أن كل شيء نشأ من المجال الكمومي (Quantum field). والأخير هو بحر متلاطم من نسيج المكان والزمان (الزمكان) عند التوسع السريع للكون بعد الانفجار العظيم. كما أن جميع الجسيمات الأولية التي تكونت من المجال الكمومي، وكذلك الذرات التي كونتها وتُكوِّنها وكل المواد التي نعرفها في الطبيعة هي من حيث البنية طاقة مكثفة. وهكذا فإن الطاقة والمادة هما جوهر واحد. وهذا ما أكدته معادلة آينشتاين الشهيرة:
الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء
E = mc2
والتي تعني تحول أحدهما إلى الآخر، وهو ما يحصل في توليد طاقة الشموس، والذي يجعل الحياة ممكنة على الأرض من خلال استغلال طاقة ضوء الشمس، وما جرى تطبيقه عمليا في القنابل الذرية والهيدروجينية، ويجري استخدامه في توليد الطاقة الكهربائية في المفاعلات النووية، كذلك تحلُّل المواد المشعة. من ناحية أخرى فإن من أهم المميزات الوجودية التي أكدتها فيزياء الكم هي التجزؤية أو التفرُّدية (Discreetness) لكافة مكونات الطبيعة بدءًا من الطاقة؛ حيث تُوجد بشكل كمات (Quantum) صغيرة وليست ككلّ مستمر، إلى الجسيمات تحت الذرية (كواركات فوتونات بروتونات، إلكترونات ... إلخ.) إلى المعلومات (Information) ووحدتها المكوِّنة البت (Bit). والحال ينطبق على الأجسام المكونة من تجمع ذرات وجزيئات؛ أي جميع ما نعرفه من أجسام في الطبيعة. ومن المعروف جيدًا أن الأجسام التي تبدو كأنها كتلة واحدة متماسكة الهواء، الماء، الصخور، النباتات، الحيوانات، الكواكب والنجوم) هي في الواقع تجمعات لجزيئات، وذرات، وإلكترونات، وبروتونات، كل يحتفظ بفردانيته، وإن ارتبط بالمكوّنات المماثلة أو المختلفة بقصوى أو أواصر كيميائية.
ويمكن القول إن التفرُّدية أوجدَت الأعداد في الطبيعة أو الحاجة لمنطق الأعداد الرياضية. التفردية مكَّنَت من تحقيق ظواهر وجودية أساسية؛ التماثل، والتضاد، والتشابه والاختلاف بين الطاقات والجُسَيمات والذرات والتكوينات الناتجة عنها. التضاد يتمثل في أن أي جُسَيمٍ أو جسمٍ تم أو يتم تكوينه يترافق بتكوين جسيمٍ أو جسم مضاد له، وتصادمُهما يؤدِّي إلى فنائهما، وتكوين فوتونات (هوكينج. 2006). والطاقة الكهرومغناطيسية موجبة، بينما طاقة الجاذبية سالبة، والإلكترون ذو الشحنة السالبة له جسم مضاد هو البوزيترون ذو الشحنة الموجبة، وهكذا. ويمكن أن تتضاد الجسيمات المتجاورة من حيث الشحنة الكهربائية؛ فبعضها مشحون بشحنة سالبة (إلكترونات) وأخرى بشحنة موجبة (بروتونات). وحتى على مستوى الذرات، فالذرة التي تكتسب إلكترونا تصبح شحنتها سالبة (أيون سالب) والتي تفقد إلكترونا تصبح شحنتها موجبة (أيون موجب). ويمكن أن يتضاد استقطاب الفوتونات إلى أعلى أو إلى أسفل، كذلك البرم المغزلي (Spin) للإلكترون يمكن أن يكون مع أو عكس عقرب الساعة. كذلك تضادُّ لفَّ الإلكترونات أو استقطاب الفوتونات المتشابكة (Entangled).
وكقاعدة عامة لا يمكن فهم الكثير من الأشياء والظواهر إلا بضدها، أو نقيضها (ضوء – ظلام، حار – بارد، موجب – سالب مفترس – فريسة، نظام – فوضى ... إلخ.). أَمَّا الجُسَيمات من النوع نفسه فتكون متماثلة. والأمر ينطبق على تماثل الذرات والجزيئات من النوع نفسه (فذرات الحديد متشابهة وجزيئات الهيدروجين متشابهة) وبالتالي الأجسام المكونة منها تكون متشابهة أيضًا.
يمكن اعتبار التضاد والتماثل حالتين وصفيتين (Qualitative) والمنطقة بينهما يُعبر عنها بالاختلاف والتشابه. وهما صفتان كميتان (Quantitative) متلازمتان. حيث يمكن اعتبار التضاد أقصى درجات الاختلاف والتماثل أقصى درجات التشابه؛ فبينما يحتوي أو يظهر المختلفان قليلًا من التشابه، يحتوي المتشابهان قليلا من الاختلاف، ولا يمكن المقارنة إلا بوجودهما معًا. هذه الخصائص الأساسية للأشياء في الطبيعة هي الوحدة والتنوع الهائل فيها؛ فجميع الأحياء تتشابه وتختلف مع بعضها في الوقت نفسه، كذلك كل مكونات الطبيعة غير الحية تُظهر الخاصية نفسها لا بل إن الأحياء كلها تتشابه وتختلف مع المواد والتكوينات غير الحية؛ كونها جميعًا مؤلفة من ذرات عناصر متشابهة، لكنها بتجمعات جزيئية وترتيبات مختلفة.
وكقاعدة عامة، فإن كل الموجودات في الطبيعة تحمل بذاتها صفتي التشابه والاختلاف في الوقت نفسه، وهي مصدر مهم لنشوء التعقيد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|