المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

أربع علامات على انقطاع علاقتك بالتعاسة
21-2-2022
Complex Manifold
6-7-2021
تحاليل الدرقية و جنيب الدرقية
16-8-2020
Putrescine
23-10-2019
الذكر والأنثى
12-1-2016
مقارنة بين الأطفال البطيئي التعلّم والعاديين
10/10/2022


تربية الأبناء من واجبات الوالدين الصعبة  
  
1387   10:05 صباحاً   التاريخ: 2023-04-06
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص19 ــ 21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2023 1349
التاريخ: 27-4-2022 1392
التاريخ: 12-1-2016 1861
التاريخ: 22-6-2021 2122

إن هذا البحث بحثاً قيماً ومفيداً للجميع وهو ضروري وواجب...، ان للوالدين دور مؤثر في مصير الطفل والمراهق والشاب..، ان تربية الابناء من وجهة نظر القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام) واجبة بل واجب مؤكد. واثم اللامبالاة بهذا الأمر عظيم جداً وخسرانه الدنيوي والأخروي عظيم أيضاً ويجب الانتباه اليه.

... فعندما نقول ان للوالدين دور مؤثر في مصير الابناء ...، اي انه عندما يهتم الوالد بتربية ابنه وعندما تكون الأم مهتمة لذلك وتقية فان هذه التربية تمهد للسعادة. لذا فنحن الطلبة نقول على نحو اقتضاء وليس بالعلة تامة. وان كان الوالدين لا يكترثون للتربية وللتقوى فان هذا يمهد ايضاً لتعاسة الابناء...، فان تأثير الوالدين على مصير الطفل ليس بالعلة التامة فكثير ما يحدث ان يكون الأب لا مبال للتربية حتى من جهة اكل الحرام حيث قد تكون النطفة قد انعقدت حينها ويكون قد مهد لتعاسة ابنه الا ان البيئة السالمة، وارتباط هذا الابن بالعلماء قد تؤدي إلى ثورة في داخله فيمهد لسعادته بإرادته. وعكس ذلك صحيح ايضاً فقد يكون الأب مهتماً لتربية ولده ويراعي الحلال والحرام وكذلك الأم وبرغم تمهيدهم لسعادته الا انه سبب وجوده في بيئة غير سليمة وكذلك رفيق السوء والعياذ بالله فإنه يصبح إنساناً شقياً.

لذلك فأننا لا نقصد من البحث انه إذا ربيته فانهم سيسعدون حتماً وان لم تربوا فسيشقون وبتعبيرنا نحن الطلبة ان هذا ليس بحث العلة التامة بل على نحو الاقتضاء اي ان للوالدين تأثيراً على مصير الأبناء ويجب ان يقدروا هذا التأثير ويجب على الأهل ان يضعوا ابنهم في الطريق الصحيح وان يمهدوا لسعادته وهذا من واجباتهم المؤكدة، وعن ماذا سيطرأ بعد ذلك. فان هذا يرتبط بعنايات وتوفيقات الله (عزوجل). فعندما يهيء الوالدين السعادة لأبنائهم على الابن ان يخرجها بإرادته من القوة إلى الفعل. وبتعبير آخر ان ينتبه على النبتة التي زرعها والداه مع الالتفات إلى سائر العوامل في التربية حتى تثمر هذه النبتة وأؤكد لئلا تطرأ والعياذ بالله حالة اليأس لأحدكم ....

فمثلاً ابن الزنا قد وقع في جادة الشقاء والتعاسة ولكن هذا الولد نفسه يستطيع ان يسعد نفسه بإرادته وبتحركه. يستطيع ان يقع في بيئة سالمة وان يجد رفقة الخير، يستطيع ان يرتبط بالعلماء واحكام الدين ويصبح إبن الزنا هذا من اهل الجنة ويصل إلى مقام القرب الإلهي.

فلو كان الوالد يأكل الحرام وانعقدت النطفة مع ان الأمر يؤثر على شقاء الصبي ولكن هذا لا يعني انه لن يتمكن من اسعاد نفسه وان يبلغ من القرب الإلهي فان ارادة الانسان ما زالت موجودة ويستطيع الانسان ان يصل إلى مقام القرب الالهي بإرادته كما يمكنه ان يصل إلى درجة أسفل السافلين.

موضوعنا يبحث عن الواجب، واجب الوالدين المهم اي تربية الأبناء، عليهم ان ينتبهوا لسعادة ابنائهم. فان الأب والأم وافعالهما وتربيتهما لهم الدور المؤثر في مصير الابناء. ونحن ندعو هذا على نحو الاقتضاء لا بالعلة التامة واكرر ان بحثنا على نحو الاقتضاء لا عن العلة التامة بحثنا يتحدث عن الوالدين وواجبهم وما سيصبح الابن طبقاً لإرادته.... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.