مع انه لا يوجد في الطبيعة أجسام سوداء كاملة فيمكننا إلى حد كبير نعد الشمس والأرض وكثير من الأشياء حولنا خاصة تلك الكتيمة للأشعة كأنها أجسام سوداء تنطبق عليها قوانين الإشعاع المذكورة. لكن بالمقابل يوجد الكثير من الأجسام حولنا بما فيا الغلاف الجوي لا تتصرف كأجسام سوداء لأنها لا تمتص أمواج الطاقة الإشعاعية الساقطة عليها كلها وإنما تمتص بعضها وتنفذ عبرها بعضها منها وتعكس بعضها الأخر لذلك تعرف هذه الأجسام بأنها انتقائية الامتصاص ويعد الزجاج مثالا نموذجيا لها إذا انه يعكس جزء من الأمواج الإشعاعية الساقطة علية ويمتص بعضا من الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية وينفذ طيف الأشعة المرئية كله، وكذلك تفعل صفائح البلاستيك الشفافة وكل الأجسام الصلبة الملساء والشفافة والماء والسوائل جميعها والأبخرة والغازات ويعد الثلج مثالا مثيرا لهذه الأجسام فلونه الأبيض الناصع يدل على قدرته على عكس أمواج مدى الأشعة المرئية البيضاء كلها وقد لوحظ إن التعرض المفرط للأشعة المرئية المنعكسة من سطح الثلج تؤدي إلى ما يعرف بالعمى الثلجي (Snow Blindness) المؤقت لذلك تنحصر قدرة الثلج في امتصاص أمواج الأشعة تحت الحمراء فقط وبالتالي فانه مشع جيد لها.

ومن وجهة النظر المناخية يعد الغلاف الجوي أهم هذه الأجسام حيث تقوم بعض غازاته مثل الأوكسجين والأوزون وثاني اوكسيد الكربون وبخار الماء وثنائي اوكسيد النتروز والأوزون وغيرها بأمتصاص انتقائي لبعض الأمواج الإشعاعية الشمسية والأرضية دون غيرها بينما في الوقت نفسه يـ يسمح الغلاف الجوي بعبور البعض الآخر وذلك مما يؤثر على الطاقة الإشعاعية الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض وبالتالي على مجريات الطقس والمناخ وسنقوم فيما بعد بدراسة تأثير الغلاف الجوي في هذه الأمور بالتفصيل. يتضح لنا وفقا لقانون كيرشوف أن هذه الأجسام قادرة على إشعاع أمواج الطاقة الإشعاعية التي امتصها ولا قدرة لها في إشعاع أمواج الطاقة الإشعاعية التي لم تمتصها بالإضافة إلى ذلك لا تشع أمواج الطاقة التي امتصها بكفاءة الأجسام السوداء، لذلك لا تعد هذه الأجسام أجساما سوداء ولكن مع ذلك وخلال الاستخدامات العامة التي لا تقضي دقة كبيرة يمكننا التعامل معها حيث إشعاعها لأمواج الطاقة التي امتصتها عند درجة حرارتها كأنها أجسام سوداء إلى حد مقبول كما هو مبين في الجدول (3-3):

جدول (3-3)

قيمة معامل الاشعاعية (E) لبعض المواد الاخرى.