المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الترغيب في صلاة الجماعة  
  
2158   03:00 مساءً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 134 - 136
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-28 555
التاريخ: 2024-11-10 195
التاريخ: 2023-08-30 1393
التاريخ: 2023-09-22 1124

قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]

جاء الترغيب في الركوع مع الراكعين للحض على إقامة الجماعة والمشاركة فيها كي يظفر المجتمع المصلي بالنصر والغلبة في كل من جبهتي الجهاد الأصغر والأوسط وتهيأ الأجواء للولوج في ميدان الجهاد الأكبر فيتولد الأمل بالظفر في تلك الساحة.

من هذه الناحية فقد أمر المعنيون الأساسيون بالخطاب في هذه الآيات، وهم بنو إسرائيل وسائر من لهم صلاحية تلقي الخطاب الإلهي، بما يأتي:

أولاً: ينبغي أن يكون كل واحد منهم من أهل الصلاة والركوع ولا ينبغي أن يكون أي منهم - وفقاً للآية اللاحقة - ممّن يدعوا الآخرين إلى المعروف وينسى نفسه؛ كما قد نُسب إلى بعض أسياد بني إسرائيل بأنهم، وإن كانوا يحثون عامة الأمة على الامتثال للأوامر الدينية، إلا أنهم هم أنفسهم كانوا مسلوبي التوفيق للطاعة.

ثانياً: ينبغي أن يؤدوا الصلاة بمعية الآخرين والمعيار في هذه المعيّة هو وحدة الصلاة التي تتبلور في الجماعة لا غير (سواء في الجمعة أو غيرها).

وحيث إن الصلاة هي حرب مع الهوى وجهاد ضد نزوات النفس، فإنّه يُقال للمكان الذي تؤدى فيه "محراب"، وإنه كلما كان عدد المجاهدين في الحرب أكثر وكانوا أشد انسجاماً وتنسيقاً وانتظاماً مع بعضهم البعض كان النصر عليهم أيسر من هذا المنطلق فقد تم التأكيد على الأمر بالاجتماع والجماعة. بالطبع إن "جميع" هي غير "مجموع"، وإن ما يُلاحظ في صلاة الجماعة هو تلك الوحدة الاعتبارية التي هي غير الصلوات المتفرقة لجميع الأشخاص؛ أي إنّه علاوة على اشتراك جميع المصلين في أصل الصلاة فهم مشتركون في أمر جامع واحد ألا وهو المعية في الصلاة تلك الميزة التي تفتقدها صلاة الفرادى.

هنا لا ينبغي الغفلة عن قضية وهي أنه لما لم يكن الركوع – في عين جزئيته بالنسبة للصلاة - عموداً للدين لوحده فإنه لم يصدر الأمر بإقامته، بل أمر به بنفسه.

إن للصلاة أربع هيئات وستة أذكار (1): فالهيئات الأربع للصلاة هي القيام والقعود والركوع والسجود.

أما أذكارها الستة فهي التلاوة، والتسبيح، والحمد والاستغفار، والدعاء، والصلاة على محمد وآله (عليهم السلام).

تنويه: الأذكار الأخرى كالتهليل والتكبير، مندرجة تحت أحد العناوين الستة، وإلا لكان الحصر المذكور غير تام.

يُعبر عن الصلاة أحياناً بهيئة من هيئاتها أو ذكر من أذكارها؛ فالتعبير عن الصلاة بالركوع مثل: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] وبالقيام من قبيل: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ، وبالسجود نحو {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219] وبالقراءة نظير: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] يُستظهر الصلاة بالركوع من التعبير عن الصلاة بالركعات فعندما يُقال: ركعتان، فذلك يعني الصلاة التي فيها ركوعان، ومن جهة أخرى فإن أفضل ما يميز الصلاة هي حالة الركوع تلك، وإلا فلا تختص حالة القيام والسجود والقعود، التي هي الهيئات الأخرى للصلاة، بحالة الصلاة فهي توجد أيضاً في حالات أخرى كالمناجاة والشكر وما شابههما.

وحصيلة ما ذكر هو أن جملة {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43] هي بمنزلة "صلوا مع المصلين". فالله سبحانه وتعالى يشير إلى الصلاة تارة بأشرف أجزائها، أي الركوع والسجود، فيقول: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77]، كما أنّه يعبر عن المصلين ب "الركع" و"السجد": {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا...} [الفتح: 29]

تنويه: إن الأهمية الفائقة لصلاة الجماعة بمكان بحيث أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال لشخص بصير: "شد من منزلك إلى المسجد حبلاً واحضر الجماعة" (2).

تأسيساً على هذا، فإنّ جملة {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43] تأمر بأصل إقامة الصلاة، وجملة {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] تأمر بالمصداق الأسمى من مصاديق الصلاة؛ وبالنتيجة فإنّه لم يُرد من {الصَّلَاةَ} [البقرة:43] مطلق الصلاة بل إن المقصود منها هو صلاة المسلمين وقد احترز عن صلاة اليهود من جهتين: الأولى هي ان صلاتهم فاقدة للركوع (3)، والثانية هي انهم كانوا ياتون بصلاتهم فرادى (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير صدر المتألهين، ج ۳، ص 249؛ قوت القلوب، ج ۲، ص ۱۰۰؛ عوارف المعارف، ص۱۸۱.

(2) تهذيب الأحكام، ج ۳، ص 266؛ ووسائل الشيعة، ج ۸، ص ۲۹۳.

(3) راجع تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج ۱، ص275، وتفير أبي السعود، ج ۱، ص ۱۹۳.

(4) روح المعاني، ج ۱، ص۳۹۲.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .