أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2016
1886
التاريخ: 2023-03-19
1237
التاريخ: 8-12-2016
2125
التاريخ: 24-10-2020
1319
|
الجاذبية مصدر كل قوة في الوجود على الإطلاق، ولإيضاح ذلك نشرح ظاهرات القوى العاملة على الأرض. نأخذ أبسط هذه الظاهرات أولًا. أقدم ما عرفنا من الآلات لاستخدام المياه المنحدرة المطاحن أو الطواحين المائية التي يدار فيها حجر الرحى بقوة المياه المنحدرة من عل في شبه بئر يجري إليها الماء، ثم يندفع من كوة في أسفلها بزخم شديد مساوٍ لارتفاع البئر أي عمقها، فتصدم المياه أضلاع دولاب موضوع وضعًا دقيقًا ومحوره متصل في غرفة الطحن بحجر الرحى فوقه، فيدور هذا الدولاب ويدور به حجر الرحى على حجر آخر ثابت ويرسل القمح من ثقب كبير في الحجر الأعلى ما بين الحجرين فتُسْحَق الحِنْطَة بينهما.
أما الدولاب الذي نحن بصدده فهو قرمة غليظة من الخشب مستديرة غُرِزَت في محيطها الأضلاع التي أشرنا إليها آنفًا على أبعاد متساوية متقاربة، وعرضها مائل نحو 30 درجة على الأفق والمحور العمودي المار بالقرمة والمثبت فيها مركّز على حفرة صغيرة مستديرة مقعرة لكي يدور عليها، حتى إذا تدفّقت المياه على الضلع الواحدة دفعتها فحلَّت محلها الضلع التي وراءها فيدفعها الماء فتأتي التي وراءها إلى محلها، وهكذا دواليك فيدور الدولاب ويدور به حجر الرحى.
هذه أقدم عملية آلية تتحرك بقوة اندفاع الماء، ولا نعلم متى اختُرِعَت، ولا مَنِ اخترعها؟ وكيف تنبه لها القدماء وأدركوا أن للمياه المنحدرة قوة يمكن استخدامها والانتفاع بها. على نفس هذا المبدأ تُستخدم الآن المياه المنحدرة لإدارة الدينمو لتوليد الكهرباء، وأظن أن أول ما استعملت المياه المنحدرة لهذا الغرض بقوة كبيرة كان في شلالات نياغرا في أميركا، حيث تولد قوة نصف مليون حصان، والآن قد شاع هذا النمط لتوليد القوة في كل بلد في أميركا وأوروبا حتى في لبنان أيضًا.
فكأن قوة الماء المنحدر قد تحوّلت إلى قوة كهربائية كما لا يخفى، وهذه القوة تمتاز على القوة المائية بإمكان نقلها إلى مسافات بعيدة بواسطة الأسلاك، وإمكان توزيعها بمقادير مختلفة حسب مشيئة الإنسان واستعمالها لإدارة الآلات المختلفة الأغراض وتحويلها إلى نور وحرارة وإلى أمواج كهرومغناطيسية كأمواج الراديو مثلا، وإلى أغراض أخرى عديدة.
فمن أين هذه القوة التي في المياه المنحدرة، وقد أدارت حجر الرحى والدينمو (المحرك الكهربائي)؟
هي ثقل الماء الهابط، والثقل معادل للكتلة الهابطة، وسبب الثقل هو جذب كتلة الأرض للماء نحو مركزها، الماء هابط بفعل الجاذبية، إذن فالذي يدير الرحى هو الجاذبية، والذي يدير الدينمو هي – أيضًا بفعل الماء الهابط – الجاذبية.
ومن أين جاءت المياه المنحدرة؟
من المطر الذي يسقط من الجو ويتغلغل في أتربة الجبال وشقوق صخورها، والثلج الذي يهبط من الجو في الشتاء ثم يذوب في الصيف وينحدر بفعل الجاذبية. ومن أين ماء المطر والثلج؟ من بخار الماء الذي كان أخف من الهواء فتصاعد في الجلد ثم برد هواء الجلد فتقلص وانعصر ماء البخار منه فهبط مطرًا أو ثلجًا، فالبخار كان وهو يتصاعد يعاكس فعل الجاذبية؛ لأن الهواء أثقل منه فيرسب فلما برد ثقل وهبط فكأنه كان بصعوده يختزن قوة الجاذبية، فلما هبط ردَّ قوة الجاذبية التي كان يختزنها.
وما الذي بخر الماء؟
حرارة الشمس، فكأنها فعلت فعلا مضادا لفعل الجاذبية الأرضية، وخزنت بالبخار هذه القوة، وسترى أن الحرارة فعل جاذبي أيضًا.
قد يقول القارئ: هناك دينمو يدور بقوة الآلة البخارية وحجر الرحى يمكن أن يدور بقوة البخار، وكثير من الآلات تدور بها أيضًا، فمن أين قوة البخار هذه التي تدير الآلات؟
هو معلوم أن قوة الآلة البخارية ناتجة من تمدد البخار المائي، وهذا التمدد ناجم عن الحرارة التي تبعد الذرات بعضها عن بعض، والصادرة من إحراق الفحم والحطب والبترول أو أي شيء يحترق، والحرارة حركة نشطت من الإشعاع الشمسي والحركة حاملة قوة، فالحرارة إذن قوة أيضًا.
ومن أين جاءت الحرارة للفحم حين كان يحترق مع أنه كان باردًا قبل الاحتراق؟ كان الفحم وسواه نباتا في الأصل، والنبات نبت ونما بفعل حرارة الشمس ونورها، فبينما هو ينمو كانت الحرارة تُخزّن فيه، أي الحركة كمنت، فلما أُحرق اتحد الأكسجين مع ذرات الفحم وغيره مما يحترق وأثار الحركة ثانية بصورة حرارة، فالحرارة قوة أيضًا.
ومن أين حرارة الشمس؟
حرارة الشمس ونورها أيضًا شكلان لا شعاع واحد يُسمى شعاعًا كهرومغنطيسي، أي كهربائيا مغنطيسيا، وهو تموج من صنف تموج الراديو، كهرومغنطيسي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|