أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-26
982
التاريخ: 18-11-2020
2646
التاريخ: 2023-07-28
789
التاريخ: 2023-11-22
1285
|
حينما تحدث فينمان عن النانو تكنلوجي عام 1959 لم يكن احد ليصدق بإمكانية تحقيق عشرة بالمائة من طموحات واحلام هذا العالم الجليل. وحينما كتب دريكسلر تفاصيل طموحة لإمكانيات هذا العلم المستقبلية كان العلم قد تقدم في عام 1986 وخاصة في مجال الالكترونيات الدقيقة وشبه الموصلات مما سمح لبعض التفكير الخيالي ان يتحول الى تفكير واقعي وعملي.
وحينما انفتحت بوابات النانوتكنلوجي بعد صناعة الميكروسكوبات الذرية والنفقية وأمكن امساك الذرة المفردة واعادة ترتيبها في جزيئات جديدة غير موجودة في الطبيعة ذهب الخيال العلمي الى ابعد من كل تصور، وخارج كل سياق علمي واقعي، فقد اصبح الخيال العلمي يقود العلم بطرحه التصورات والامكانيات النظرية بشكل اقرب الى الادب الذي يتعامل بالخيال واللغة المجازية الى العلم الهندسي والتقني المحدود بالطبيعة.
ولو حاولنا ان نلقي صورة على ابعد الطموحات للتقنيين واكبر الاحلام للعلماء ومن ثم على واقع الاقتصاد المحتمل استخدامه في هذا العلم مستقبلا لوجدنا انفسنا نتحدث بخيال الشراء والادباء الحالمين اكثر من حديثنا بالإمكانيات النظرية للعلم والعلماء - واكثر من قدرة العقل الهندسي والتقني على الامتداد واقعيا وتطبيقيا.
اننا نقول هذا ونعلم حق العلم ان الخيال العلمي قـاد ويقود مسيرة العلم والعلماء منذ بدء الثورة الفكرية العلمية في حضارتنا المعاصرة، وبالتالي فنحن لا نقلل من اهمية هذا الخيال ولكن نحاول ان تربط بين آخر مفردة علمية تقنية تم تصنيعها مع اول مفردة خيالية تأتي بعدها لكي لا نغرق في مستقبليات الخيال العلمي منقطعين عن المسيرة العلمية التقنية الواقعية.
واذا كان الاقتصاد والتجارة هما المساهمين الاساسيين في أي عملية لتنمية وتطوير التقنية العلمية وهي التي تقود العالم اليوم وخاصة بعد نموذج الكمبيوتر الشخصي والمعلوماتية والتجارة الالكترونية فلا بد لنا ان ننطلق من هذا الدافع الحقيقي لاي نمو اقتصادي او علمي، فماذا تقول تنبؤات المستقبل عن هذا الجانب وما الذي سيجبر الاقتصاديين على توظيف ملياراتهم في هذا الواقع الاحتمالي البعيد نسبيا عن الواقع العملي للاقتصاد العالمي اليوم؟
تقول بعض الكتابات في هذا الجانب ان تقنيات النانو هي التي ستتحكم في الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين وأن مستوى التعامل سيبلغ في عام 2015 تريليون دولار، ولاشك ان هذه الارقام ليست مبالغ طائلة في خطط قصيرة الامد ففي عام 2003 وظفت 14 دولة صناعية مبلغ 55 مليار دولار وفي نفس العام وظفت اوروبا مبلغ 700 مليون دولار للبحوث المتعلقة بالنانو تكنلوجي، وتقول المعلومات ان ثلاث مؤسسات اثنين في اليابان والثالثة في فرنسا، وان مؤسسة العلوم القومية الامريكية تتوقع ان يتطور سوق المنتجات النانوية ليبلغ تريليون دولار بحلول عام 2015.
وهنا كاليوم مئات المواد التي تباع في السوق الدولية من منتجات النانو تكنلوجي، وكل سنة تطالعنا جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء وهي تمنح لعلماء تمكنوا من تقديم انجازات كبيرة في النانوتكنلوجي وهو اعتراف غير مباشر بالمستقبل المفتوح الطموح والواعد لهذا العلم وهذه التقنية.
لقد اقتنع الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلينتون بتخصيص مبلغ 495 مليون دولار لتمويل الابحاث في اطار ما عرف كبادرة النانوتكنلوجي القومية، كما قدمت الادارة الجمهورية للرئيس بوش مبالغ مماثلة لهذه المبادرة مما يعطي صورة مستقبلية لهذا العلم وهذه التقنية في المستقبل المنظور حتى وجدنا في الولايات المتحدة وحدها مالا يقل عن احدى عشرة ادارة حكومية او هيئة بحثية تتولى تمويل بحوث نانو تكنلوجيا الجزيئات وتشمل هذه الهيئات مراكز الصحة القومية وبحوث الفضاء وإدارات الطاقة والدفاع وغيرها. كما ان الحكومة اليابانية تعتبر ان حجر الزاوية في تكنلوجيا القرن الحادي والعشرين ستكون الآلات النانوية، لذا رأينا وزارة الصناعة والتجارة الدولية في اليابان تتولى تمويل تلك البحوث بسخاء بل وقد تتعاون في ذلك مع كثير من الشركات والاعمال الخاصة التي يهمها تطوير تلك التكنلوجيات لعائدها الاقتصادي الضخم. بل اننا نرى شركات الكمبيوتر الكبرى المهتمة بالبحث العلمي مثل هيوباكارد واي بي ام وثري ام تقوم بتخصيص ما يصل الى ثلث المبالغ المخصصة للبحوث العلمية على التقنية النانوية.
ان نظرة بسيطة على المعطيات البديهية لهذا العلم وتقنياته كافية لاقناع أي اقتصادي في الاستثمار في هذا المجال هذه المعطيات البديهية تقوم على ان هذه التقنية تقوم على صناعة أي شيء من أي شيء لان كل شيء يتكون من ذرات وهذه التقنية تقوم عليها كليا فليس لها حدود لان الذرات موجودة في كل شيء وهي كمن يحيل التراب ذهبا ومن الفحم ماسا فكيف لا يطمع الاقتصاديون في المساهمة فيها؟ وهي تدخل في صميم حياة الانسان وكل تفاصيلها من الصحة والمرض الى القوة الى الطاقة؟
ان الكتاب المستقبليين يتحدثون عن ان مبتكرات التقنية التي تعد بهـا النانو تكنلوجي ستؤثر في جميع مجالات الحياة خلال القرن الحالي بطريقة تفوق بكثير جميع التغييرات التي حدثت خلال القرون الماضية كلها ويؤكد العلماء العاملين في مجالها بانها ستحدث ثورة صناعية في هذا القرن كما ان استخدامها سيتجاوز الكمبيوتر بل سيغير هيكل الصناعات الحالية بشكل جذري حيث تعد النانو تكنلوجي بتطبيقات هائلة في مجالات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والكمبيوتر والطب والفضاء والقضايا العسكرية.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|