تكنلوجيا النانو في التسعينيات
المؤلف:
منير نايفة
المصدر:
النانوتكنولوجي- عالم صغير ومستقبل كبير- صفات سلامة
الجزء والصفحة:
ص55
2025-10-27
41
استمرت مظاهر وصور تكنولوجيا النانو، وبخاصة في التسعينيات تميمن على العديد من أشكال الخيال العلمي، فمثلاً يرسم الكاتب الأميركي نيل ستيفنسون" Neal Stephenson في روايته بعنوان "العصر الماسي" The Diamond Age عام 1995 صورة لمجتمع يعيش في مستقبل قریب جداً وقد أحدثت فيه تكنولوجيا النانو تغيرات وتحولات كبيرة حيث ستوفر له جميع أساسيات الحياة وما يحتاج إليه الناس من طعام و ملبس وشراب وغيره، وذلك باستخدام آلات تسمى "مجمعات للمادة" Matter Compilers التي تتعامل مع المادة على مستوى الذرات والجزيئات، إذ يقول ستيفنسون": "النانوتكنولوجي الآن جعلت كل شئ ممكن تقريبا،ً لهذا أصبح دور المجتمع الثقافي في تقرير ما الذي يجب عمله بالنسبة إلى هذه التكنولوجيا أكثر أهمية من ما الذي يمكن تصور عمله من خلال هذه التكنولوجيا"، وفي إشارة منه على أنه وبالرغم مما حققته تقنية النانو لهذا المجتمع المستقبلي من حرية ورغد العيش إلا أنها عجزت عن تحقيق المساواة بين طبقاته، فالمجتمع ما زال منقسماً بين من يملك ومن لا يملك مما ساعد على ظهور نزاعات بل وفي بعض الأحيان حروب بسبب ندرة المصادر تصور الرواية قصة الطفلة الصغيرة "نيل" وتسرد رحلة حياتها بلغة مشوقة ومثيرة، حيث كانت تعيش حياة أشبه بالجحيم، كلها حرمان وفقر وعزلة وسوء معاملة، وفجأة تنتقل إلى حياة أخرى تتمتع فيها بكامل جميع أنواع الحرية وبخاصة الحرية الفكرية، وذلك بفضل استخدامها لكتاب تعليمي يشبه Young Lady's Illustrated Primer يسمى الحاسوب جهاز ًكثيرا وهو عبارة عن آلة كمبيوترية خارقة الذكاء تتفاعل معها بطريقة شبه شخصية، حيث تلبي لها كل رغباتها واحتياجاتها. ونظراً لما تتميز به هذه الآلة من تقنية معلومات مدهشة، اتضحت من خلال استجاباتها الكتابية لجميع رغبات "نيل"، ، بما فيها العاطفية، صارت تعرف شخصية نيل أكثر وأفضل من معرفة نيل بنفسها، وبالتالي أصبحت الآلة الرفيق الصدوق والوائق من نفسه لـ "نيل" والمنقذ لها من أي تهديد تواجهه في الحياة. وبهذا يعطينا ستيفنسون لمحة بسيطة لما سيحدث من تغيير شامل ومدهش في تقنية المعلومات إذا تداخلت واندمجت مع تكنولوجيا النانو في المستقبل القريب فإذا كان كلاً من الكاتبين "بير وستيفنسون" قد تناولا فوائد و مخاطر تكنولوجيا النانو في أعمالهما، فإن الكاتب الأميركي "جيمس هالبرين James Halperin يقدم صورة إيجابية مشرقة لنانوتكنولوجيا المستقبل في روايته المخلد الأول The First Immortal عام 1998 حيث تتوقع وتتنبأ بأن القرن الحادي والعشرين ستنعدم فيه كل مظاهر المرض، وبالتالي فالموت ليس له وجود، وبهذا يغدو الخلود البيولوجي حقيقة، إلا في حالات الانتحار والكوارث الطبيعية. ويؤكد "هالبرين" في "المخلد الأول"، كغيره من الكتاب والنقاد والمحللين، بأن قطاع الصحة وعلوم الطب أكثر المستفيدين من تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها، إذ يرى أن الشيخوخة وأمراضها ستتلاشى تماماً بفضل استخدام وتطبيق النانو تكنولوجي في علم تحميد الأحياء تحكي الرواية قصة الطبيب بنيامين فرانكلين سميث"، الذي يبلغ من العمر الثالثة والستين. وفي توجه يحتمل المخاطرة اختار بنيامين أن يحمد جسده، وبخاصة بعد أن أصبح موته أمراً حتمياً بسبب إصابته بذبحة قلبية حادة، على أمل منه أن تتطور وتتقدم علوم الطب في المستقبل، ويتم اكتشاف علاج أو طريقة تعالج قلبه وتعيد الحياة مرة أخرى إلى جسده المحمد، ولكن الخطورة التي قد يواجهها "بنيامين" تكمن في احتمالية عدم القدرة على إصلاح أي ضرر أو تلف قد يحدث الجسده المعلق نتيجة لعملية التجميد بواسطة النيتروجين السائل. ففي عام 2033 أصبح ترب كرين"، حفيد "بنيامين"من المع الرواد في مجال تقنية النانو، ولأنه يعمل أستاذاً مساعداً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، MIT تمكن ترب من اختراع آلات كمبيوترية صغيرة جداً تسمى، respirocytes ولكنها أكثر فاعلية من خلايا الدم الحمراء، كما أن لديها قدرة كبيرة على نقل الملايين من جزيئات الهواء والغذاء، وفي عام 2043 تم اختراع أول المجمعات التي تستنسخ نفسها ، self- replicating assemblers وكنتيجة لهذا أصبح التصليح النانويnanorepair ممكنا . ويرى المؤلف أن هذا التطور سيحدث تغييراً دائماً في ميادين علوم الطب، إذ سيسمح ضمن أشياء كثيرة أخرى، بذوبان الأجساد المجمدة حتى يمكن تصليحها وعلاجها فتصبح أصغر سناً وأكثر صحة مما كانت عليه من قبل. وبفضل هذا التطور الذي حدث ليس فقط في مجال الطب والنانوتكنولوجي وإنما أيضاً في مجال الذكاء الصناعي، فقد تم إنعاش "بنيامين بعد بقاء جسده محمداً لمدة ثلاثة وثمانين عاما،ً فهو الآن يتمتع بجسد شاب في العشرين من عمره
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة