المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الذكاء والتأخر الدراسي  
  
1517   10:06 صباحاً   التاريخ: 2023-03-21
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص31 ــ 33
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23/10/2022 1434
التاريخ: 26-3-2022 2018
التاريخ: 12-4-2017 47596
التاريخ: 21/11/2022 1192

لوحظ أن هناك اختلافاً بين بعض نسب الذكاء والنتائج التي تسجلها المدرسة ويرجع الخطأ في ذلك (إلى المدرسة أو إلى الامتحان وأنهما لا يكشفان عن الإمكانيات العقلية الحقيقية لفئات كثيرة من التلامذة)(1)، والغريب أنه في اختبارات أجريت في إنجلترا على مجموعة من التلامذة قد تبين أن ما يقرب من 8%، من الذين تتراوح نسبة ذكائهم بين 122 - 127 قد رسبوا، ويمكن أن نستنتج بناءً على ذلك وبدون تردد أن هذا الفشل يرجع لأسباب غير عقلية لذلك ينصح العاملون في علم النفس التربوي أن تدون في ملف التلميذ نسبة تكيّفه مع الأجواء المدرسية لدراستها في ما بعد، لأنها كما يبدو تؤثر في حصيلة نتائج الامتحان أكثر مما تؤثر نسبة الذكاء. ولوحظ أيضاً أن مجموعة من الطلاب الذين تتراوح نسبة ذكائهم بين (80 – 90)، أعيد تكيفهم بسهولة أكثر من إعادة تكيف زملائهم الحاصلين على نسبة ذكاء قدرها (110)، من أجل ذلك يجب على الأخصائي المدرسي أن يكون باحثاً في علم النفس التربوي لإعادة دراسة ملف التلميذ، وتقييمه بمعزل عن نسب الذكاء المعطاة له من قبل جماعة روائز الذكاء. 

وفي دراسة للعالم (برودومو)، قلب فيها المفاهيم المتعارف عليها في العلاقة بين الذكاء والتأخر الدراسي، فقد لاحظ من خلال دراسة إحصائية شملت حوالي 650 طفلاً، أن أغلب حالات التأخر الدراسي لا يمكن أن تنسب لذكاء الطفل، وكان هذا العالم يميل إلى الاعتقاد بوجود أسباب هامة نابعة من الأسرة والمدرسة فالوسط الاجتماعي والمدرسي أدى بهؤلاء الأطفال إلى عدم الرضا، وبعد ذلك إلى الاحساس بالعجز، فإلى التجمد، والمتجمد يعجز عن التقدم. وعندما يكبر التلميذ دون أن تتقدم معلوماته تنهار إمكانياته الدراسية. وهكذا فإن كثيراً من التلامذة الأذكياء ضل ذكاؤهم طريقه نتيجة انعدام الأجواء المدرسية أو الأسرية الملائمة.

ولاحظ (برودومو) أيضاً (وبعد عشرين سنة من البحث أن 95% من الأطفال يتقدمون إلى المدرسة وهم يحملون معهم استعدادات ممتازة، ولكن كثيراً ما تظهر سريعاً عند البعض منهم حالات عدم التكيف)(2).

وفي حالات أخرى فإن بعض الأطفال يكونون في الأسرة معارضين مشاكسين لكنهم في المدرسة مطيعين ومجتهدين. إذ إن الأسرة هنا فشلت في كيفية إقامة علاقة بينها وبين الطفل، ولم تعمل على تحريره من عقده، في حين نجح المعلم في المدرسة حيث أخفقت الأسرة، فقد استطاع أن يتفهم تلميذه جيداً، وأن ينظم علاقته معه على أساس تربوي سليم. وبمقارنة بسيطة، مع الأطفال الذين تتوفر لهم الأجواء الأسرية السليمة يبدو الفارق واضحاً للعيان.

ومن سوء حظ التلامذة الذين يتعرضون للضغط من قبل أسرهم ومدرسيهم، فإن مثل هؤلاء لا يجدون مخرجاً غير المعارضة والهروب من المدرسة، فتزداد العدوانية حدة، وتضعف الأنا عن مقامة الدوافع اللاشعورية، ومنها دوافع العدوان، فإذا قابل الأهل والمعلمون هذه العدوانية بنوع من اللامبالاة وبابتسامة يطلقونها على مضض ودون اتخاذ العقوبات اللازمة بحقه وبالطرق المناسبة - معتبرين ذلك عملاً تربوياً هاماً - فهم إنما يؤجلون انفجار قنبلة، وقد دفنوها في الرمل، ولا يُعلم متى تنفجر من جديد إذا ما تغيرت اتجاهات الريح أو تلامست بجسم صلب، من أجل ذلك يفضل دراسة الحالة بالتعاون مع المرشد التربوي لاستئصالها من الجذور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أندريه لوجال، التأخر الدراسي، ص 7.

2ـ المصدر السابق، ص 110. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.