أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-07
![]()
التاريخ: 2024-10-22
![]()
التاريخ: 2024-06-27
![]()
التاريخ: 2023-05-16
![]() |
بالرغم من أن تذكر وأداء شكر جميع النعم، سواء الشخصية منها أو الاجتماعية، ضروري إلا أن القرآن الكريم في الوقت ذاته يولي أهمية خاصة لبعض أنواع النعم:
أ- إن أعظم النعم التي يذكرها القرآن مُولياً إيَّاها أهمية فائقة ومحذراً من كفرانها هي نعمة الولاية؛ ذلك لأنه طبقاً للآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] فإن نعمة الولاية هي سبب لإكمال الدين وإتمام سائر النعم. وبتعبير الأستاذ العلامة الطباطبائي (رضوان الله عليه) فإنه كلما جاءت كلمة "نعمة" في القرآن الكريم من دون قيد كان المراد نعمة الولاية (1).
وفي السياق ذاته، فإنّه ورد عن الإمام السادس (عليه السلام) في ذيل الآية {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] أنه قال: "نحن من النعيم"(2).
ب- من جملة النعم الأخرى التي يُلفت القرآن الكريم إليها بشكل خاص نعمة هي انتصار الإسلام على الكفر؛ كما هو الحال عندما يطرح نعمة دفع خطر يهود "بني النضير": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} [المائدة: 11] ، كما يقول في موطن آخر بخصوص معركة الأحزاب في ذلك اليوم لم يمد إليكم أحد يد العون إلا الله. فقد اجتمع عليكم عدد هائل من الجنود ولم يسلّط عليهم إعصار الرمل والجنود غير المرئيّين سوى الله عز وجل ففروا جميعاً يجرون أذيال الهزيمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب: 9]
ج- من النعم الأخرى التي يُعيرها القرآن الكريم الاهتمام هي نعمة الوحدة: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103] ؛ أي: يجب أن تلتفتوا إلى نعمة أنكم قبل نزول الوحي كنتم أعداء لبعضكم وقد وصلتم إلى بر الألفة والأخوة في ظل الوحي. إن نعمة الوحدة لا تشبه النعم المادية التي لها بحسب الظاهر علل صوريّة وبمقدور الإنسان تأمينها من خلال الطرق العادية؛ ذلك لأن تجمع الناس في مجمع واحد أو جماعة واحدة ليس كفيلاً بمفرده بتأمين الوحدة، بل لابد للقلوب والإرادات من أن تتحد وإلا فليس من الممكن القيام بثورة بالاستعانة بجمع يقول فيهم أمير المؤمنين علي: "أيها الناسُ المجتمعة أبدانهم المختلفة أهواؤهم" (3).
فنيل المرام لا يتأتى إلا عندما يكون أفراد المجتمع جنباً إلى جنب بالأبدان من جهة، ومتحدي القلوب والآراء من جهة أخرى، ولا يُعطى اتحاد القلوب والآراء ذاك إلا من جانب الباري مقلب القلوب، ولمن ؟ للصلحاء المتقين من الناس.
د- والنعمة الأخرى هي نعمة الأمن؛ إذ يقول عز من قائل للمسلمين في صدر الإسلام: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} [الأنفال: 26]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الميزان، ج5، ص184.
(2) الأمالي للطوسي، ص۲۷۲ ، ح48/510، وبحار الانوار، ج24، ص52.
(3) نهج البلاغة، الخطبة 29، المقطع 1.
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|