المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Personality and Territory Principles
2024-01-03
phonological scaling
2023-10-26
Erik Christopher Zeeman
20-2-2018
الإمام علي (عليه السلام) أحبّ الخلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
2023-10-12
إعاقة المنافقين للمشروع الرسالي
8-10-2014
حق الشريك و حق المال
31-3-2016


ماهية الغرور والعجب  
  
1117   09:37 صباحاً   التاريخ: 2023-03-14
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص225 ــ 226
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-13 1186
التاريخ: 19-6-2022 2021
التاريخ: 21-4-2016 2793
التاريخ: 13-1-2016 1937

ينشأ الغرور والعجب من حُب الذات. وتتفاوت هذه الصفة بين الناس، فالمصابين بالأمراض النفسية تصل هذه الصفة إلى الحد الاقل عندهم بينما تدفع البعض إلى الانتحار وعلى القاعدة فإن عجب وغرور أي شخص عبارة عن تصور ذهني لقابلياته. احساساته. افكاره. آماله. احكامه ومساعيه وفق نظر فيه نوع كبير من الافراط والاغراق. فيكون في وضع وكأنه لبس قناعاً على وجهه فأصبح لا يستطيع رؤية الحقيقة.

فكمال مختصر فيه، يراه كبيراً ويعلق عليه الآمال، وهذا الأمر وبمرور الزمان يتطور إلى حد انه ينسى المنعم الحقيقي الذي أفاض عليه هذا الكمال.

والبعض ذهبوا إلى ان ماهية العجب والغرور تنشأ من اضطرابات نفسية. وهي نتيجة عوارض مرضية ذات أبعاد تخيلية أو بمعنى آخر نسج خيال. فيعيشون في ظروف يتصورون أنهم على درجة من الأهمية فليس لديهم عمل ومسؤولية كي ينشغلوا بها ويعرف حقيقتهم وحالهم من خلالها.

وعلى أية حال فان هذه الصفة موجودة لدى الكثير من أبناء البشر، فتكون عند بعضهم شديدة وعند البعض الآخر أشد ان حب الذات يأخذ طابعاً مرضياً عند البعض. فيجعل الانسان في ظروف غير طبيعية سلوكياً واخلاقياً

طيف وصنف هؤلاء

هؤلاء من أي طيف أو مجموعة؟ هذا سؤال جوابه واضح حيث نقول:

- الأفراد الذين كان في تربيتهم العائلية خللاً. فكانوا من المدللين والذين ينتظرون من عوائلهم أكثر من المألوف. فطبعوا بهذا الطابع.

- الأشخاص المعقّدون والذين لم يشاهدوا طول مدة حياتهم أية عناية أو توجّه.

- الذين صور لهم الآخرون عن شخصياتهم صور خاطئة وهذه الصور بقيت عالقة في أذهانهم.

- من الذين ترعرعوا في عوائل والذين افرطت اُمهاتهم في الشعور بالمسؤولية تجاههم واُسرف في حبّهم اسرافاً شديداً.

- أغلبهم من المدلّلين، والذين إذا أرادوا منهم انجاز عمل فانهم ينجزونه بدلال وغنج.

- من الذين رضوا عن أنفسهم. فيفتخرون ويقولون جزافاً ويرون أن أفكارهم وآراءهم هي الأصوب.

- بعضهم من ذوي الارادة الضعيفة وعلى هذا الاساس فانهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم.

- التحقيقات التي اجراها (هوبكنز) حول هؤلاء دلت على انهم. ذوي قابليات واستعدادات لا بأس بها ويستطيعون أن يتقدموا أكثر في كل الأمور. بشرط أن يوجهوا وأن يشرف عليهم أحد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.