المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

المعقود له عقد الجزية
25-9-2018
بيعة أبي بكر
22-3-2016
مزايا الوساطة الجنائية بالنسبة لنظام العدالة الجنائية
2023-09-18
تفسير آية (31-34) من سورة الأعراف
7-5-2019
Hausdorff Axioms
21-7-2021
التجنس على أساس الولادة المضاعفة
4-4-2016


الغيبة  
  
1981   12:37 صباحاً   التاريخ: 19-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص63ــ70
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الغيبة جهد العاجز

الغيبة من أخطر وأكبر آفات اللسان وأكثرها شيوعاً.

وهي ذكر الغير بما يكرهَهُ لو بلغه سواءً كان ذلك بنقص في بدنه أو أخلاقه أو أقواله أو أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه، بل حتى لو كان بنقص في ثوبه أو داره أو ما شاكل ذلك.

* أهم دوافع الغيبة:

1- الحقد والانتقام:

حين لا يجد بعض الأفراد، لإطفاء نار الحقد والانتقام المستعرة في صدورهم، طريقاً أسهل وأقصر من اغتياب الآخرين وهتك حرمتهم.

2- الحسد:

يتمنى الحاسد دائماً زوال نعمة الحسود، وعندما لا ينال مقصوده يستعين بالغيبة، فيذكر نقاط ضعف محسوده ليصغره في أعين الناس وليخمد نار حسده من هذا الطريق.

3- تبرئة النفس من الرذائل:

قد يريد الإنسان تصغير الذنب الذي ارتكبه أو تبريره، فيستعين على ذلك بذكر عيوب الآخرين.

4- السخرية والاستهزاء:

فمن المعلوم أن للسخرية والاستهزاء بالآخرين دوافع مختلفة، وبعد أن تتأصل جذورها في وجود الإنسان تصير الغيبة وسيلة لتحقيق هذا الغرض.

5- اللعب والهزل والممازحة :

يلجأ الكثيرون إلى ذكر عيوب الآخرين دون أن تحركهم الدوافع المذكورة أعلاه في عملهم هذا، بل بقصد اللعب والهزل والممازحة؛ إذ لا شيء أحلى من الغيبة في نظر بعض الناس.

وينبغي الانتباه إلى أن بعض الناس لا يجدون لذة في اللعب والهزل والممازحة فقط، بل بإضحاك الآخرين وجرهم إلى اللهو أيضاً.

6- غريزة التجسس :

وتعد هذه الغريزة من أقوى غرائز الإنسان، وتدعوه للإلحاح على الآخرين إلى الغيبة وإفشاء العيوب الموجودة لدى مختلف الأفراد، ولعل حلاوة الغيبة في ألسنة البعض تنبع من الإشباع غير المشروع لهذه الغريزة الجامحة، فيلتذّون بالإطلاع على أسرار الآخرين والتجسس عليهم، لذا يحرصون بشده ويطمعون في جر الآخرين إلى الغيبة.

ومن البديهي أن ملاحظة هذه العوامل يمكن أن تعيننا على معرفة مصاديق الغيبة وطرق علاجها.

ويجب الانتباه إلى أن هذه العوامل كثيراً ما تسري في وجود الإنسان بصورة خفية وطبيعية، لأن وجدانه وضميره لا يسمحان بظهورها، فهي تتنكر وتتلبس بلباس الرأفة أو النهي عن المنكر أو تنبيه الآخرين وتحذيرهم ، فيقع في الغيبة وهو يعتقد في نفسه قدسية هذا العمل، بينما ويكون دافعه الأساسي هو تلك العوامل التي ذكرناها أعلاه، فتعمَد روح الإنسان إلى تغيير صورة العمل وقلب حقيقته لإغراء الوجدان والهروب من ضغوطه وعذابه. وتعتبر هذه الحالة من أخطر أنواع الغيبة وأصعبها علاجاً.

* محاذير الغيبة

ونشرع بذكر عظمة هذا الذنب من وجهة نظر القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام أولاً، ثم نشرح أضراره الاجتماعية والفردية.

لقد اهتمت المصادر الإسلامية الأساسية، على الرغم من عدم اهتمام الكثير من الناس، بهذه المسألة الحيوية اهتماماً بالغاً وقد وردت أشد التعبيرات في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في ذم الغيبة، ونُورِدُ هنا عشراً منها لعلها تكفي للتنبيه على عظمة هذا الذنب في الإسلام.

1- نهى القرآن الكريم المسلمين عن الغيبة بصراحة، واعتبرها عملاً لا إنسانياً إذ شبهها «بأكل لحم الأخ الميت»، وهذا من أقبح الرذائل التي يمكن أن يرتكبها شخص معين، وقد حصر هذا التعبير الغيبة فقط .

وسبب هذا التشبيه واضح طبعاً؛ لأن لمكانة ووجاهة ودم المسلم حرمة في الإسلام، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»(1).

ولا ريب في أن الغيبة انتقاص من شرف المسلم وهتك لعرضه.

والجدير بالانتباه هو أن الغيبة ثالث الأمور المنهي عنها في القرآن الكريم بعد سوء الظن والتجسس: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12] .

ولعل السر في هذا التعبير هو أن الإنسان يبتلى أولاً بسوء الظن، الذي يقوده إلى التجسس، والذي ينتهي بدوره إلى الاطلاع على عيوب وعورات الآخرين، ليصبح ذلك - أخيراً - مصدراً للغيبة.

2- الغيبة تنافي الإيمان:

قال البرّاء: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها فقال: «يا معشر... من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ولا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته»(2).

ويفهم من سياق الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد رفع صوته بحيث سَمِعَتهُ العواتق في بيوتها، أي النساء أول بلوغهن، والقصد من ذلك : حتى البواكر اللاتي لم يخرجن من بيوتهن!

ولعل السبب في منافاة الغيبة لروح الإيمان هو كون رعاية حق المؤمن، الذي يتنافى مع الغيبة، من أول علائم الإيمان.

3- الغيبة بمنزلة إشاعة الفحشاء:

قال الإمام الصادق عليه السلام: «من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عز وجل فيهم: إن الذي يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم» .

والسر في هذا واضح أيضاً؛ لأن الإطلاع على عورات الناس، لكونها عيوباً دينية في أغلب الأحيان، يؤدي إلى تجرؤ الآخرين وتجاسرهم على اقتراف الذنوب ، ومن ثم إلى إشاعة الفحشاء.

4- الغيبة أشد من الزنا:

عن جابر وأم سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «الغيبة أشد من الزنا» وسبب ذلك هو أن الزاني لو تاب لتاب الله عليه (لأن الزنا يدخل في حق الله) أما لو تاب المغتاب لما تاب الله عليه، إلا أن يتحلل من صاحبه؛ لأن في الغيبة حق الناس.

ولعل الدليل الثاني على كون الغيبة أشد من الزنا هو أن الغيبة تهدم الوحدة، وتمحو المحبة والإخلاص وحسن الظن في المجتمع، وتوجه صفعة قوية له (كما سنوضح ذلك فيما بعد)، بينما ليس للزنا أضرار كهذه.

5- الغيبة تُحجبُ الأعمال والطاعات:

جاء في حديث معاذ: - إن عمل العبد يضيء كما يضيء شعاع الشمس، ويصعد إلى السماء، لكنه يرد ويضرب به وجه صاحبه ويقول المَلَك «أمرني ربي أن لا أدعَ عمل من يغتاب الناس يتجاوز إلى ربي».

ويُحتمل أن يكون سبب هذا هو ما يستنبط من أحاديث كثيرة أن أعمال من في ذمتهم حق للآخرين غير مقبولة، والغيبة أحد أنواع الاعتداء على حقوق الآخرين وهدم مرؤتهم وهتك حرمتهم.

6- الغيبة آفة الأخوة الإسلامية:

عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : « لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا يغتب بعضكم بعضاً وكونوا عباد الله إخواناً» .

ويفهم من الجملة الأخيرة أن العبودية لله والأخوة الإسلامية هما ضدان للحسد والعداوة والغيبة، وبديهي أن من أولى علائم الأخوة المحبة والإخلاص اللتان لا تجتمعان مع الغيبة.

ولعل السبب في ذكر هاتين الرذيلتين (الحسد والبغض) في الرواية هو كونهما من دوافع الغيبة، فالحسد يسبب الحقد والعداوة مصدر الغيبة.

7- الغيبة تأكل الحسنات:

روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: «الغيبة حرام على كل مسلم وإنها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستجلّها منه قيل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم ، فيؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فيزاد على سيئاته».

ويمكن أن يكون المراد من عبارة «الغيبة تأكل الحسنات» هو كونها تُضيّع أكبر الثروات المعنوية، التي هي عبارة عن عرض المرء ومكانته الاجتماعية وماء وجهه، ولكون جُبران هذا الحق (حق الناس) غير ميسر بالأمور المادية، لذا يجبره الله سبحانه وتعالى بالأمور المعنوية، فيأخذ من حسنات المغتاب ويعطيها لصاحبه، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه وكتبها في كتابه، ليجبر تلك الثلمة التي حصلت في شرف المقصود بالغيبة عن هذا الطريق. ويفهم من الرواية الأخيرة أن البديل الأخروي للأمور المعنوية هو شيء من هذا القبيل، مما يؤكد حق الناس في موضوع الغيبة.

8- الغيبة تُفسِدُ العبادات:

هناك روايات كثيرة تؤكد كون الغيبة من نواقض الوضوء ومبطلات الصيام، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «الجلوس في المسجد انتظاراً للصلاة عبادة ما لم يُحدِث، فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما الحدث؟ قال الاغتياب!».

وقال أيضاً : «من اغتاب مسلماً بَطُل صومه ونقض وضوؤه».

وتأويل ذلك هو أن العبادات تخلق حالة تقرب من الله مع نورانية معنوية في الإنسان، فلو لوّث المتوضيء أو الصائم لسانه بالغيبة، ضيع تلك الحالة المعنوية وسقط من تلك الدرجة من القرب، لذا عبر عنه في الحديث بكلمة «نقض».

9- الغيبة تخرج الإنسان من ولاية الله وتدخله في ولاية الشيطان:

عن المفضل بن عمرو عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءة ليسقطه من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان».

وبديهي أن هذه الرواية لا تخص موضوع الغيبة فقط، بل الغيبة من أحد مصاديقها، فجميع المغتابين يريدون هدم مروءة من يغتابونه ولو بالنتيجة، لأن هذا من مستلزمات الغيبة.

أما المقصود من ولاية الله فقد ورد في القرآن الكريم أن الله قد أخذ على عاتقه ولاية وهداية المؤمنين وإخراجهم من الظلمات إلى النور {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257] ، والتخلي عن ولاية هؤلاء المغتابين؛ لأن الولي معناه المرشد والقائد والصديق والمنقذ كما جاء في الآية (٤٦) من سورة الشورى: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وقد تعني المنجي من الذل كما جاء في الآية (١١١) من سورة الإسراء: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}. وقد تأتي بمعنى الغافر كما جاءت في الآية (١٥٥) من سورة الأعراف: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}.

لذا فالمغتابون يحرمون من فيوضات جميع هذه البركات بسبب خروجهم من ولاية الله ودخولهم في ولاية الشيطان، ولعل المراد من عبارة «فلا يقبله الشيطان» هو عجزه عن توليهم وتدبير أمورهم وتحمل هذه المسؤولية على عاتقه فيتركهم على ما هم عليه!

١٠- بقاء قسم من تبعات الغيبة حتى بعد التوبة أيضاً:

عن المعصومين عليهم السلام: «أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران أن المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنة وإن لم يتب فهو أول من يدخل النار».

ولعل المقصود من هذا الحديث هو أن للغيبة حقين هما حق الله وحق الناس، وحق الناس فوق كل حق، وبالغيبة يراق ماء وجه الآخرين وتسحق مكانتهم، وهذه ثروة ثمينة لا تعوض، بعكس الثروات المادية، وهذا هو السبب في كون المغتاب آخر من ينجو من النار، لذلك وصف هتك حرمة المسلم بأنه أربى الربا كما جاء في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : «أربى الربا عرض الرجل المسلم» .

_______________________________________________________

(١) كشف الريبة، وإحياء العلوم، والمحجة البيضاء.

(٢) العاتق: هي الجارية أول ما أدركت، والعورة كل ما يستحى منه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.