أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
1813
التاريخ: 30-12-2015
14291
التاريخ: 14-08-2015
2273
التاريخ: 26-1-2016
3498
|
هو أبو مكنف (بضم الميم وكسر النون) زيد بن
مهلهل الطائي. سمّي زيد الخيل لكثرة ما كان عنده من الخيل المشهورة بأسمائها. وكان
زيد الخيل فارسا مغوارا مظفّرا بعيد الصوت في الجاهلية، كما كانت بينه وبين قيس
حماسات (عصبية وقتال). وكذلك كان رجلا طويلا جسيما جميلا.
وفي سنة 9 ه (630 م) جاء زيد الخيل في وفد
بني طيّئ فأسلم أهل الوفد كلّهم وحسن اسلامهم ثم نشروا الاسلام في قومهم. في ذلك
اليوم بدّل الرسول اسم زيد الخيل وسمّاه زيد الخير، وكان ذلك عادة للرسول يبدّل
أسماء الذين يسلمون إذا كانت أسماؤهم قبيحة أو وثنية. ثم ان الرسول أقطع زيد الخير
أرضا في نجد فتوفّي وهو ذاهب اليها عند مكان يدعى فردة من نجد. وقيل بل توفّي في
أواخر خلافة عمر.
زيد الخير أحد المخضرمين من الفرسان ومن
المقلّين في الشعر والخطابة. وأكثر شعره في مغازيه وغاراته ومفاخراته، في الحماسة والفخر.
ولزيد الخير شيء في الطرد ومناقضات بعضها مع كعب بن زهير ثم شيء من الهجاء.
-المختار من شعره:
أغار زيد الخيل، في الجاهلية، في بني نصر وبني
مالك من بني نبهان على بني فزارة وبني عبد اللات من غطفان فغنموا واقتسموا الغنائم.
فقال لهم زيد: اعطوني حق الرئاسة، فأعطاه بنو نصر وأبي بنو مالك فاعتزلهم. بعد
قليل كرّ بنو فزارة على بني مالك واستنقذوا ما بأيديهم: فنادى بنو مالك: وا زيداه!
فهجم زيد على بني فزارة وقتل رئيسهم واسترد الغنائم ثم أخذ حق الرئاسة منهم صفوا. وفي
ذلك يقول:
لقد علمت نبهان أنّي حميتها... وأنّي منعت
السبي أن يتبدّدا
غداة نبذتم بالصعيد رماحكم...وطبّقتم
البيداء مثنى وموحدا
بذي شطب أغشي الكتيبة سلهبا... أقبّ كسرحان
الظلام معوّدا (1)
إذا شكّ أطراف العوالي لبانه... أقدّمه حتى
يرى الموت أسودا (2)
فما زلت أرميهم بغرّة وجهه... وبالسيف حتى
كرّ تحتي مجهدا (3)
وقال لمّا حضرته الوفاة:
أمرتحل قومي المشارق غدوة...وأترك في بيت
بفردة منجد (4)
سقى اللّه ما بين القفيل فطابة... فما دون
أرمام فما فوق منشد (5)
هنالك لو أنّي مرضت لعادني ...عوائد من لم يشف منهن يجهد (6)
فليت اللواتي عدنني لم يعدنني... وليت
اللواتي غبن عنّي عوّدي
_______________________
1) بذي شطب (بفتح الشين وكسر الطاء): جبل.
ذو شطب: اسم مكان. السلهب: الحصان الطويل. أقب: عالي. السرحان: الذئب. معود نعت
للحصان السلهب: معود على القتال.
2) أطراف العوالي: رءوس الرماح. لبانه:
صدره. أقدمه: أستمر في الهجوم به.
3) الغرة: بياض في جبهة الفرس (المقصود:
أهجم على الأعداء). المجهد: المتعب (بفتح العين).
4) -أ يتابع قومي طريقهم نحو المشرق وأبقى
أنا في فردة بنجد على فراش الموت؟
5) القفيل وطابة وأرمام ومنشد: أماكن في
بلاد الشاعر.
6) العوائد جمع عائدة: زائرة المريض. من لم
يشف يجهد: من لم يستطع أن يداويني حتى أبرأ يبذل جهده.