المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

منصور الصيقل
15-9-2016
الإعجاز العددي : نظرية التسعة عشر
7-11-2014
السيد حسين العميدي النجفي
23-6-2017
الاصول التنزيلية والمحرزة
2-9-2016
Presupposition
24-2-2022
مفاهيم الخبر الصحفي
29-12-2022


تأبّط شرّاً  
  
10872   09:24 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص107-109
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2237
التاريخ: 13-2-2016 1837
التاريخ: 19-06-2015 2159
التاريخ: 17-6-2017 2301

- تأبّط شرّا لقب ثابت بن جابر الفهمي من قيس، كان من أغربة العرب أسود لأن أمه كانت حبشية أو زنجية، وقيل بل كانت أمه من بني فهم أيضا تدعى آمنة أو أمينة. وسبب لقبه أنه أخذ ذات يوم سيفا تحت إبطه وخرج. فاتفق أن سُئلت أمه عنه فقالت: لا أدري، ولكنه تأبّط شرّا وخرج.
وكان تأبّط شرا شاعرا بئيسا من الصعاليك حادّ البصر والسمع، عدّاء يلحق بالخيل والظباء، ويغزو على رجليه وحده. وتزوّجت أم تأبط شرا أبا كبير الهذلي. ويبدو أن الزوجين الجديدين ضاقا ذرعا بهذا الطفل الشرير فحاول أبو كبير قتله بضع مرات، ولكن تأبط شرا كان يقظا جدا. ويبدو أن تأبط شرا أدرك ذلك، فأصبح طول عمره عدوّا لبني هذيل وبني رُجيلة.
والمجمع عليه أن تأبط شرا مات قتلا: قيل قتل في معركة مع بني رُجيلة في جبل نمار من أرضهم، وقيل أخرج حية من جحرها فلدغته. وكذلك كانت هذيل تدّعي قتله. وكان مقتله نحو عام 92 ق. ه‍. (530 م)، بعد الشنفرى، وكان أصغر سنا من الشنفرى.
-تأبط شرا شاعر قديم وشعره في الحماسة والتصعلك، وكان الجاحظ يشكّ في بعض شعره. وكذلك كان شعره وشعر خاله الشنفرى يتداخلان لتقارب خصائصهما وأغراضهما. ولتأبط شرا رثاء في الشنفرى.
-المختار من شعره:
قال تأبّط شرا في التصعلك: يشيد بابن عم له صعلوك اسمه شُمس (بضم الشين) بن مالك:
وإني لمهد من ثنائي فقاصد... به لابن عم الصدق شُمس بن مالك
أهزّ به في ندوة الحي عطفه... كما هزّ عطفي بالهجان الأوارك (1)
قليل التشكّي للمهمّ يصيبه... كثير الهوى شيّ النوى والمسالك
يظلّ بموماة ويمسي بغيرها... جحيشا، ويعروري ظهور المهالك (2)
ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي... بمنخرق من شدّه المتدارك (3)
إذا حاص عينيه كرى النوم لم يزل... له كالئ من قلب شيحان فاتك (4)
ويجعل عينيه ربيئة قلبه... إلى سلّة من حدّ أخلق صائك (5)
إذا هزّه في عظم قرن تهلّلت... نواجذ أفواه المنايا الضواحك (6)
يرى الوحشة الانس الانيس، ويهتدي...  بحيث اهتدت أمّ النجوم الشوابك (7)
- وقال يفتخر:
لا شيء أسرع مني: ليس ذا عذر... وذا جناح-بجنب الريد-خفّاق (8)
ولا أقول، إذا ما خلّة صرمت: يا ويح نفسي من شوق وإشفاق (9)
لكنّما عولي ان كنت ذا عول ...على بصير بكسب الحمد سبّاق (10)
سبّاق غايات مجد في عشيرته... مرجّع الصوت هدّا بين أرفاق (11)
حمّال ألوية، شهّاد أندية... قوّال محكمة، جوّاب آفاق (12)
إنّي زعيم إذا لم تتركوا عذلي...أن يسأل الحيّ عني أهل آفاق (13)
ان يسأل القوم عنّي أهل معرفة... فلا يخبّرهم عن ثابت لاق (14)
سدّد خلالك من مال تجمّعه حتّى تلاقي الذي كلّ امرئ لاق (15)
لتقرعنّ عليّ السنّ من ندم... إذا تذكّرت يوما بعض أخلاقي
___________________________
1) في الاعلام للزركلي (2:80) :80 ق. ه‍. -540 م.
2) أسره بمدحه في مجتمع القوم كما سرني بالنياق الاصيلة التي ترعى من شجر الاراك. الموماة: المفازة، الصحراء. ظل: قضى النهار. يمسي: يكون في المساء. جحيشا: وحيدا. اعرورى: ركب الدابة بلا سرج. يعروري ظهور المهالك: يقذف بنفسه في الأماكن الخطرة.
3) يسبق وفد الريح: يسبق هبوب الريح. المنخرق: المكان الواسع. الشد: الركض. المتدارك: المتوالي.
4) ينام نوما خفيفا ويظل قلبه يقظا. كالئ: حافظ، حارس. شيحان: حازم. فاتك: يفاجئ الناس بما يكرهون.
5) الربيئة: الرقيب. سل (السيف): إخراجه من غمده. أخلق: أملس. صائك (من صئك): شديد.
6) إذا ضرب به بطل امات (سر الموت من شدة الضرب والبراعة فيها).
7) يستأنس بالوحدة، ولا يضل أبدا. أم النجوم: الشمس، المجرة. الشوابك: النجوم.
8) العذر جمع عذار: (هنا) اللجام، أو ما كان على صفحتي وجه الدابة من اللجام. ذا عذر: (هنا): الفرس. الريد: الجبل. ذا جناح خفاق: طائر سريع الطيران.
9) الخلة (بضم الخاء): المحبوبة. صرمت: قطعت، هجرت.
10) العول (بكسر العين وفتح الواو): الاعتماد.
11) رجع: ردد. هدا: بصوت غليظ، شديد.
12) حمال ألوية: قائد في الغزوات. شهاد أندية: له رأي مسموع في اجتماعات القبيلة. قوال محكمة: يقول الصدق والصواب.
13) زعيم: ضامن. -ان لم تتركوا لومي (فسأهجركم هاربا منكم، وحينئذ تحتاجون إلي) فتسألون عني أهل البلاد البعيدة.
14) ولو سألتم أعرف الناس (باقتصاص الأثر) لما وجدتم أحدا لقيني أو عرف مكاني.
15) الخلال: الحاجة. -أنفق على حاجاتك مما تستطيع جمعه من المال، (واصبر) حتى تلاقي الموت.




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.