ولقد أدت الآثار البيئية على الاقتصاد إلى ظهور فريقين من الاقتصاديين لتحديد فكرة استدامة النمو، إذن ما هي الأسس التي اعتمدها الفريقين في تحديد هذه الفكرة؟

الاتجاه الضعيف: يقود هذا الاتجاه اقتصاديين رافدين لأي قيود بيئية تؤثر على وتيرة النمو الاقتصادي وقد استندوا على الفرضيات التالية :

1- الرأسمال K ينقسم إلى ثلاث رساميل:

أ- الرأسمال المصنع Km.

ب- الرأسمال البشري KH.

ج- الرأسمال الطبيعي Kn.

2- تحليل الاستدامة الضعيفة يأتي في إطار تطبيق النظرية النيوكلاسيكية للرأس المال.

3- قابلية الإحلال بين الرساميل بحيث أن أي انخفاض في رأس المال الطبيعي يمكن تعويضه بالزيادة في إحدى الرساميل الأخرى سواء Km أو KH .

4- التقدم التقني القادر على القيام بعملية الإحلال بين الرساميل بحيث يستطيع هذا التقدم أن يخترع ويبتكر بدائل لرأس المال الطبيعي.

مما سبق نلاحظ أن هذا الاتجاه يرتكز على فكرة استدامة النمو وثبات الرفاهية على المدى الطويل مدعمة بذلك النظرية الاقتصادية للنمو ومعارضة للتيار البيئي الذي يتكلم عن تخفيض النمو حيث نجد (روبيرت صولو) كتب سنة 1993, ليس فقط المحافظة على هذا المورد أو ذلك أو بالأحرى المحافظة على كل العناصر الطبيعية في حالة ثانية، بل المحافظة وبشكل غير محدود على قدرة المجتمعات البشرية في الإنتاج، إذن حسب هذا الاتجاه تكون الاستدامة مضمونة إذا تحقق ما يلي:

بمعنى إذا كان احتياطي الرأس المال ينمو بصفة متزايدة أو يبقى ثابتاً فإنه يمكن تعويض النقص في إحدى الرساميل عن طريق الزيادة في الرساميل الأخرى وذلك للحفاظ على نمو وثبات الرأس المال. يعاب على هذا الاتجاه هو أن التقدم التقني يبقى غير قادر على إيجاد البدائل للرأس المال الطبيعي المفقود وخاصة إذا تعلق الأمر بالموارد الطبيعية غير المتجددة والسلع البيئية المشتركة والضرورية للوجود البشري.